أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن معارضته لتوصل أمريكا لاتفاق نووي مع إيران، حيث وصفه "باتفاق سيء جدا" يخشي أن تكون إدارة أوباما تسعى لإبرامه. ومن المقرر أن يستأنف مفاوضون من القوى العالمية الست المحادثات مع إيران في غضون عشرة أيام بعد الإخفاق، في التوصل إلى اتفاق بشان اقتراح مبدئي يقضي بتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران، مقابل وضع بعض القيود على برنامجها النووي. وتتحفظ إسرائيل بشكل كبير على أي خطوة لتخفيف العقوبات على إيران، ما لم يتم التخلص مما تعتبره تهديدا يتمثل في إمكانية اكتساب إيران القدرة على إنتاج سلاح نووي. وقال نتنياهو لتلفزيون "سي.بي.اس"، الأحد 10 نوفمبر، ان الاتفاق المقترح مثلما "وصفته لنا مصادر أمريكية"، سيتيح لإيران الاحتفاظ بقدرتها على تخصيب المادة اللازمة لصنع قنابل نووية. ويعتزم نفتالي بينيت وزير الاقتصاد الإسرائيلي وعضو المجلس الأمني المصغر، السفر إلى الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن يعبر عن بواعث قلق إسرائيل للعشرات من اعضاء الكونجرس الذي دأب بشكل تقليدي على دعم إسرائيل بقوة. وقال نتنياهو، "كل ما تقدمه إيران هو تنازل طفيف يتعلق بالتعامل مع اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة، والنزول إلى مستويات تخصيب اقل، لكنها تستطيع تجاوز ذلك خلال بضعة أسابيع بالنظر إلى القدرات التي ستحتفظ بها للتخصيب." وأضاف نتنياهو، أن عدم تفكيك جميع اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق سينقل إيران فعلا إلى "أعتاب قوة نووية"، قادرة سريعا على إنتاج سلاح نووي بمجرد أن تقرر عمل ذلك. وقال "ليست فكرة طيبة، ليس اتفاقا جيدا بل هو اتفاق سيء للغاية"، مضيفا أن الإيرانيين يفرغون العقوبات من محتواها. ولم يتم التوصل إلى الاتفاق المؤقت، بعد أن لمحت فرنسا إلى انه لا يكفي لمنع خطر تصنيع قنبلة نووية إيرانية. ويقول أنصار الاتفاق المقترح انه مجرد خطوة أولى تهدف إلى التوصل إلى اتفاق اشمل. وستظل معظم العقوبات قائمة وسيكون بالإمكان التراجع عن أي تخفيف للعقوبات، إذا لم تواصل إيران تعاونها. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتلفزيون ان.بي.سي، "لم يتحدث احد بشأن التخلص من الهيكل الحالي للعقوبات، الضغط سيستمر." وأضاف "لسنا عميانا ولا اعتقد أننا أغبياء، اعتقد أن لدينا إحساسا دقيقا نقيس به ما إذا كنا نعمل في مصلحة بلادنا والعالم وبصفة خاصة حلفائنا مثل إسرائيل ودول الخليج وآخرين في المنطقة آم لا." ويشوب التوتر منذ فترة في علاقات نتنياهو وأوباما، واعتاد رئيس الوزراء الإسرائيلي على استخدام وسائل الإعلام الأمريكية لعرض قضيته على الرأي العام. وقال نتنياهو لمجلس وزرائه، إن فشل القوى الدولية في التوصل إلى اتفاق مع إيران أمر جيد لكنه أقر بأنه لا تزال هناك "رغبة قوية" في التوصل إلى اتفاق مع إيران وتعهد بأن تبذل إسرائيل قصارى جهدها لمنع إبرام "اتفاق سيء". وقال نتنياهو انه تحدث هاتفيا مطلع الأسبوع الجاري مع الرئيس الأمريكي أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأضاف نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الأحد "سألت كل الزعماء.. لما العجلة؟" وقال "طلبت منهم الانتظار، ومن الجيد أن هذا كان هو القرار في النهاية." ودأب نتنياهو على إصدار تهديدات مستترة بأن إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط قد تشن هجوما عسكريا بمفردها على إيران، وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة. لكن الكثير من الخبراء الأمنيين يعتقدون أن إسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية الكافية لمنع إيران من المضي قدما في برنامجها النووي، ويقول محلون سياسيون إن إسرائيل ستواجه عزلة دولية إذا نفذت الهجوم في الوقت الذي تجرى فيه المحادثات. وقال مسئولون أمريكيون، إن أوباما اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي في محاولة على ما يبدو لتهدئة غضبه بشأن الاتفاق المؤقت المقترح، وزار كيري نتنياهو قبل التوجه إلى جنيف لحضور المحادثات. وقال مسئول أمريكي إن ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية وصلت إلى القدس، لإجراء مشاورات مع المسئولين الإسرائيليين بخصوص محادثات جنيفوإيران. وأثار تقارب الغرب مع إيران بواعث قلق لدى حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط مثل السعودية وفي الكونجرس حيث دعا بعض الجمهوريين والديمقراطيين إلى تشديد العقوبات على إيران. وقال نتنياهو في حديثه لتلفزيون سي.بي.اس، "هناك الكثير من الزعماء العرب في المنطقة الذين يقولون انه اتفاق سيء للغاية للمنطقة والعالم، وتعرفون انه عندما يتحدث العرب والإسرائيليون بصوت واحد وهذا لا يحدث كثيرا فإنني اعتقد أن الأمر يستحق الاهتمام."