اعلن مفاوضون ان مباحثات "معقدة جدا" حول البرنامج النووي الايراني المختلف بشانه، تدور الخميس في جنيف لبحث مقترح تقدمت به ايران في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وقال عباس عراقجي الذي يقود فريق المفاوضين الايرانيين، في تصريحات للتلفزيون الايراني "قبل الطرف الآخر الاطار المقترح من ايران الذي يشمل خطوة اولى وخطوة اخيرة وخطوات بينهما، ونحن نبحث الان التفاصيل". واوضح عراقجي انه هناك جلسات عامة وجلسات على انفراد ثم محاولة لصياغة نص مشترك بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزير خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تراس الاجتماعات. واضاف "امامنا عمل صعب. وبين مواقف الطرفين اختلافات هامة ولن يكون من السهل تقريب هذه المواقف لكن ما هو مهم هو ان الطرفين لديهما ارادة للقيام بذلك" معتبرا انه من المبكر جدا القول ان وجهات النظر تتقارب. وقال المسؤول الايراني للصحافة الايرانية ان "تعليق التخصيب هو خطنا الاحمر" مضيفا "التخصيب سيستمر بالتاكيد في ايران"، بحسب وكالة الطلاب الايرانية ( ايسنا). واكد ان "على الطرفين اتخاذ اجراءات لارساء الثقة المتبادلة، وسنتخذ (اجراءات) بنفس قيمة الاجراءات التي يتخذها الطرف الاخر في اطار الاعتراف بحقوقنا ورفع العقوبات". من جانبه قال مايكل مان المتحدث باسم اشتون ان "المباحثات معقدة جدا وهي تدخل الان مرحلة جدية". واضاف "المرحلة الاولى كانت جيدة" في اشارة الى الجلسة العلنية صباح الخميس التي استمرت 45 دقيقة. وتشمل المباحثات جانبا سياسيا وجانبا تقنيا، بحسب مان الذي اكد انه هناك اتفاق بين المشاركين بالتكتم على محتوى المباحثات حاليا. ويلتقي مفاوضو ايران ودول خمسة زائد واحد (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) في محاولة للخروج من نحو عشر سنوات من المواجهة بشان البرنامج النووي لايران الذي تشتبه القوى الغربية الكبرى بانه يهدف الى الوصول الى القدرة على انتاج سلاح نووي. ومن المقرر ان يلتقي ظرف واشتون مرة ثانية بعد ظهر اليوم. وللغرض الغى ظريف زيارة لايطاليا. والاتفاق الاولي الذي يعتبره الاميركيون "خطوة اولى" يمكن ان يشمل تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف "محدود ومحدد وقابل للمراجعة" للعقوبات التي تؤثر بشدة على الاقتصاد الايراني، بحسب ما افاد الاربعاء مسؤول اميركي. وكشفت اسرائيل جانبا من محتوى المباحثات داعية الاربعاء القوى الكبرى الى رفض مقترح ايراني محتمل وصفته بانه "سيء". واليوم حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس من قبول الاقتراح الايراني الذي يجري بحثه خلال محادثات جنيف بين القوى الكبرى وطهران، معتبرا ان ذلك "سيكون خطأ تاريخيا". وقال نتانياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس "هذا الاقتراح سيسمح لايران بالاحتفاظ بقدرتها على صنع اسلحة نووية" لانه يخولها مواصلة تخصيب اليورانيوم. واضاف "اسرائيل تعارض بالكامل هذه الاقتراحات، واعتقد ان قبولها سيشكل خطأ تاريخيا". وكان مسؤول اسرائيلي قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه مساء الاربعاء "خلال الساعات الاخيرة علمت اسرائيل انه سيتم تقديم عرض الى مجموعة 5+1 في جنيف مفاده ان ايران ستوقف كل انشطة تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20% وستبطئ اعمال البناء في مفاعل المياه الثقيلة في اراك وذلك مقابل تخفيف العقوبات" المفروضة عليها. واضاف ان "اسرائيل تعتقد ان هذا اتفاق سيء وستعارضه بشدة". والمفاوضون يواجهون ضغوطا في واشنطن مع كونغرس يميل الى تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران، وفي ايران مع الجناح المتشدد للنظام المعارض لاي تنازل حول تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره حقا. ويشكك هذا الجناح ايضا في النوايا الاميركية. والغربيون واسرائيل مصممون على وقف برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم الذي يشتبه في انه يرمي الى صنع سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران التي تشير الى حقها في الطاقة النووية المدنية. وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا وكذلك "الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن الدولي (...) والاسرة الدولية" تقول ان "ايران يمكنها امتلاك حق استخدام النووي المدني لكن القنبلة الذرية، لا".