سطرت المقاومة الشعبية في مدينة السويس اروع بطولاتها فى يوم 24 اكتوبرعام 1973 ضد القوات الإسرائيلية بعد "الثغرة" التى حاولت إحتلال المدينة عبر ثلاثة محاور: "الجناين"و"المثلث" والزيتية"وذلك بعد قصف عنيف لمدينة السويس بالطائرات والمدفعية الثقيلة ، وبعزيمة حديدية قدم شباب السويس البواسل ملحمة فى الدفاع عن المدينة بمساندة قوات الجيش والشرطة،وأمام قسم شرطة الأربعين وسينما رويال ومزلقان الأربعين والبراجيلى تم سحق العدو وباءت محاولته بالفشل لتظل مدينة السويس أبية رافعة علم مصر خفاقا على كل شبر من أراضيها ، وبعدها أصدر الرئيس السادات قرارا بإعتبار يوم 24 أكتوبر عيدا قوميا للسويس والمقاومة الشعبية. ظلت مدينة السويس صامدة فاعلة فى كل حروب مصر ضد العدو الإسرائيلى بدءا من 56 و67 ثم 73، وبعد نكسة 67 رفض العديد من الشباب فى المدينة الهجرة منها كذلك عوائل كثيرة رفضت ترك بيوتها بل أصرت على الدفاع عن المدينة وتم تأسيس منظمة سيناء العربية للدفاع عن مصر كما يروي عن الفدائي غريب محمد غريب: أن هذه المنظمة العظيمة التي قامت بالمئات من العمليات الفدائية ضد العدو في شرق القناة و كبدته الكثير من الخسائر في المعدات و الارواح وذلك طوال حرب الاستنزاف ويكفى ان ابطال منظمة سيناء العربية كانوا اصحاب اول هجوم في وضح النهار ضد الصهاينة واثبتوا بهذه المهمة كذب الادعاء الصهيوني بالجندي الذي لا يهزم حيث اظهروا الجبن و الذعر. هؤلاء الابطال الذين ارقوا جفون العدو و قد كان العدو يعرف اسماءاهم جيدا في اسرائيل ، بل و ان بعضهم كان مطلوب راسه في تل ابيب لانهم نفذوا عمليات فدائية عدة ضد الجيش الاسرائيلي و ساهموا بالطبع في تحقيق نصر اكتوبر المجيد و كانوا في تنسيق و تعاون تام مع الجيش المصري. و قد كان يشرف علي تدريب الفدائيين آنذاك مجموعة من ضباط من الصاعقة و المهندسين و المفرقعات و الصواريخ و باقي الاسلحة تحت اشراف مكتب مخابرات جنوب القناة و كانت اكثر الاعمال قتال و استطلاع و زرع ألغام للحفاظ علي السويس وظلت نمارس الاعمال الفدائية حتي انتهت حرب الاستنزاف يوم 8 أغسطس 1970 باعلان وقف اطلاق النار بين مصر ,اسرائيل. وبعد انتهاء الحرب كرمتهم الدولة ومنحهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات نوط الامتياز من الدرجة الاولي ؛ فلقد وقع الاختيار علي الفدائي غريب محمد غريب و مجموعة تضم 14 بطلا من ابناء المدينة الباسلة ليحصل كل فرد علي ارفع الانواط العسكرية وميداليات و شهادات تقدير من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر و أنور السادات و ايضا المشير أحمد اسماعيل و مدير المخابرات الحربية ومن هؤلاء الابطال المكرمين: غريب محمد غريب ،مصطفى أبو هاشم ، سعيد البشتلى ، إبراهيم سليمان ، اشرف عبد الدايم ، احمد أبو هاشم ،عبد المنعم قناوى ، محمود طه ، محمد سرحان ، حلمي شحاتة محمود عواد ، عبد المنعم خالد ، فتحي عوض الله ، فايز حافظ أمين ، احمد عطيفى ,و لا ننسى دور منظمة الدفاع الشعبى التى أسسها الشيخ حافظ سلامة مع العميد الكنزى والعقيد عادل إسلام وأتخذت من مسجد الشهداء مقرا لها،ليتحقق النصر للمدينة الخالدة ولشعب مصر بأكمله،وهكذا يؤكد التاريخ ان النصر لا يصنعه فقط الجيش النظامى بل ومعه الأحرار الفدائيين من فئات الشعب المختلفة والتى تضحى بكل غال وثمين من اجل رفعة مصر ،الشعب كله ساهم ولا يزال يساهم فى تحقيق كل إنجاز على الأرض سواء كان فى المعارك أو خارجها،تحية لأهالينا فى السويس ولكل ابطالنا فى كل مكان. ومن اجمل ماكتب شاعرنا الكبير عبد الرحمن الأبنودى قصيدة يابيوت السويس"قائلا: استشهد والله ويجيى التانى فداكي وفدا اهلي وبنياني اموت وياصاحبي قوم خد مكاني دا بلدنا حالفة ماتعيش غير حرة