صدر حديثاُ عن دار الساقي كتاب جديد بعنوان " سيكولوجيا الجماهير" للكاتب لغوستاف لوبون. ويري المؤلف أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها من دون أن تتحمّل مناقشتها، وما يقوله لها الزعماء يغزو عقلها سريعاً فتتّجه إلى أن تحوّله حركة وعملاً، وما يوحى به إليها ترفعه إلى مصاف المثال ثم تندفع به، في صورة إرادية إلى التضحية بالنفس. ويكثف الكاتب نظرته عن الجماهير قائلا:"إنها لا تعرف غير العنف الحادّ شعوراً، فتعاطفها لا يلبث أن يصير عبادة، ولا تكاد تنفر من أمر ما حتى تسارع إلى كرهه". وحتى لو كانت الجماهير علمانية، تبقى لديها ردود فعل دينية، تفضي بها إلى عبادة الزعيم، وإلى الخوف من بأسه، وإلى الإذعان الأعمى لمشيئته، فيصبح كلامه لا يناقش، أما الذين لا يشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء، لا جماهير من دون قائد كما لا قائد من دون جماهير .