يعد التحرش من المواضيع الشائكة و الأكثر وجودا في كل الوسائل الإعلامية، و لكن الأزمة تزيد و تنتشر بشكل أكبر و أسوأ، فما الحل؟!. التحرش : يعني إيذاء الآخر، نفسيا أو جسديا، و مضايقته سواء باللفظ، النظر، اللمس، أو شكل آخر، و ربما ما يتطرق إلى الذهن عند استخدام مسمى التحرش هو الإيذاء الجسدي فقط، و لكن المعنى أوسع و أكبر. نحب جميعنا الجمال، فالجمال من نعم الله وهو ليس موجودا فقط في ملامح البعض و إنما قد يكون في أخلاقهم و جوهرهم، قد يكون في الطبيعة، في الحيوانات، في الكلام العذب، في الصلاة و التقرب من الله، في خدمة الآخرين، و لكن للأسف أن مجتمعاتنا لا ترى الجمال سوى في جسد الآخرين. يقول الكثيرون ممن يقومون بالتحرش "اللي منرضاهوش على أخواتنا منرضاهوش لبنات الناس"، و تتفاجأ أن نفس الأشخاص يقومون بالنظر إلى فتيات لرصد تفاصيلهن ولو للحظة، أو التلفظ بشكل مسيء مع فتاة، أو التعرف إلى فتاة بإدعاء الحب و لربما تكون القصة بدايتها حب و قد يقوم بخلق نوع من المشاعر المحرمة بينهما و ثم يقرر أن ينهي العلاقة لأنهما مختلفان.. و قد يرتبط بأخرى رغم أنه في ارتباط أساسي"متزوج – خاطب" فالزوجة و الخطيبة شيء، و الأخرى شيء آخر، فهما للبيت و المسئولية و الجد، وهي للحب و الترفيه و المشاعر، و لا يشعر حتى باستياء من نفسه أمام زوجته التي تتحمل غيابه و فترة عمله الطويلة و انشغاله عنها، وهو منشغل بشهواته الحيوانية مع أخرى ليست حلاله. و تجد آخر يواصل اتصاله التليفوني بفتاة، و يقول لها كلاما غير أخلاقي بالمرة، فتارة تغلق الخط في وجهه، و تارة تطالبه أن يتق الله، ومرة ينفذ صبرها فتوبخه، و هو لا يشعر بأي كرامة فإصراره على الرذيلة تنحني أمامه كرامته. حتى أن بعض الصغار يقومون بالوقوف و معاكسة الكبار، قد تكون الفتاة في سن والدته أو حتى أخته الكبرى، و لكن هو يبحث عن الجنس و يكبِر نفسه بملاحقة الفتيات الكبار بشكل سيء قد يدفعه أحيانا للتعدي عليهن. و ترى رجلا كبيرا يقود سيارته و يعاكس سيدة في السيارة المجاورة و التي قد تكون برفقة أولادها، و لكن الحياء يستحي منه و هو لا يخجل من شيبة رأسه، ظنا منه أن "قلة الأدب" هي ما تعود به شابا في العشرينات. لا يخلو بيت من فتاة أو سيدة، و في الوقت نفسه تتعرض فتاة كل بيت للمضايقات، فهل يوجد من يخاف على أهل بيته ومن لا يخاف عليهن؟، هل أصبح المجتمع نصف بشري ونصف حيواني، لأن يعف البعض نفسه، في حين يفكر البعض شهوانيا فقط؟! و قامت بوابة أخبار اليوم برصد بعض الآراء الخاصة بهذه المشكلة، و كانت الآراء كالتالي : قالت "هبة" ده مريض نفسي، و سببه انعدام الأخلاق و إن ناس كتير مبقتش تخاف ربنا، و طبعا يساعد علي الزيادة فيه الإنفلات الأمني، و حله ترسيخ العقوبة لتصل لحد الإعدام بالميادين العامة. وترى "سارة" أن سبب التحرش هو ان الحيوان اللي جوة الراجل بيطلع على أي بنت موجودة في الشارع .. و علقت "نادية" سبب التحرش خلل في التربية، و البعد عن القيم والدين، و حله هو معالحة أسبابه، و وصفي للمتحرش "شخص مريض متجرد من انسانيته يغلبه الطابع الحيواني يحتاج لعلاج". و شاركت "مريم" أصلا المصيبة إن في رجالة أو بلاش رجالة دي عشان مينطبقش عليهم، في لامؤاخذة فاكرين إن التحرش إعتداء جنسي، مش فاهم سيادته إنه لما يبص لزميلته بصة بإعجاب إنها بتبقى بتتقطع من جواها، و لا لما يقول لدي إيه يا عم الحلاوة دي، هي بتحاول تداري نفسها بأي شكل، و لا لما عينه تبص على جزء معين أغراه في البنت هي بتبقى عاوزة تشيل عينه من مكانها، نفسي أفهمهم إن البصة حتى البصة تحرش، يا عم أنت بتبص عالبنات تبقى متحرش و الله، و معتقدش إن المتحرش حتى حيوان هو أدنى بكتير منه، و الحل في غض البصر و تربية النفس وترويضها.