مازالت أفلام "مصاصي الدماء" هي الأكثر نجاحا، والأعلى مشاهدة، رغم أنها تكررت عشرات المرات ربما لأن شخصية مصاص الدماء ليست مجرد أسطورة، ولكنها حقيقة تاريخية. ولعل البعض قد يسأل لماذا مواصفات وشكل مصاص الدماء ثابتة في كل الأفلام؟. فعادة يكون مصاص الدماء كائن ليلي..مكفهر الوجه.. له أنياب حادة.. وعيناه مائلة للاحمرار .. بشرته ناصعة البياض بشكل مبالغ فيه ..، يتغذى على دماء البشر. والكثيرون قد لا يعرفون أن السبب الحقيقي لهذه المواصفات يعود إلي الشخصية الحقيقة لشخص مصاص الدماء والذي ارتبطت به معظم الأفلام والأعمال الدرامية .. ولمن لا يعرف فإن "دراكيولا" هو لقب الأمير الروماني فلاد تيبيسو، وتعني كلمة "دراكولا ابن الشيطان، وهو من مواليد مدينة سيغيوشوارا شهر نوفمبر 1431. اشتهر فلاد تيبيسو بالدراكولا بسبب عشقه للقتل، يقال أنه قتل حوالي أربعمائة ألف شخص، وكانت قلعته لها مظهر مخيف جدا وفي فترة سجنه كان يجمع الطيور والفئران ويقتلهم ليشبع رغبته المجنونة في إسالة الدماء . بدأت أسطورة الأمير فلاد تيبيسو كبطل وطني في رومانيا بسبب قدرته على وقف الاجتياح التركي لأوروبا، وحكم رومانيا في الفتره من عام 1456 حتى 1462، وكان معروف بتعامله الوحشي مع اللصوص و الفاسدين . وبعد الانتصارات التي حققها "دراكولا" على جيوش العثمانيين عام 1456 ،قام أخيه الأصغر "رادو" بانتزاع الحكم من دراكولا و تم سجنه ثم استطاع دراكولا إستعادة أرضه عام 1475 ثم قام السلطان التركي بالغزو مرة أخرى و كانت هذه اخر معركة لدراكولا حيث قتل فيها وقام سلطان تركيا بتعليق رأس دراكولا بمسمار لإثبات وفاته، وذلك في مدينة إسطنبول ودفن جسمه في مدينة سناجوف بالقرب من العاصمة بوخارست "عاصمة رومانيا". ورغم أن القصة الحقيقية لدراكولا لم تحتوي على قيامة بمص دماء ضحاياه، إلا أن شراسته والدماء التي سالت على يديه بسبب حالة الفقر والضعف التي عانت منها رومانيا في ذلك الوقت ساعدت على نسج خيوط أسطورة دراكولا. وكانت الأسطورة سببا في إلهام عشرات الكتاب، بداية من رواية لفرانسيس فرود كوبولا وكاتبها في العصر الفيكتوري الذي كان قمة الثورة الصناعية والثقافية والفكرية في بريطانيا، ومع تطور صناعة السينما تم تجسيد شخصية دراكولا على أنه أول مصاص دماء في التاريخ، ونقل لعنته إلى ضحاياه الذين يمتص دمائهم ويتركهم في حالة بين الحياة والموت، أو يسمح لهم بتجرع نقاط من دمائه.