دمار وخراب.. قتلى وجرحى.. سيارات محترقة.. طوب وحجارة.. بقايا زجاجات.. هكذا كان المشهد أعلى كوبري الجامعة بعد ليلة دامية من الاشتباكات العنيفة بين اهالى منطقة المنيل ومعتصمي ميدان النهضة من المؤيدين للرئيس المعزول مرسى . والتي أسفرت عن مقتل 6 وأصابه العشرات من الطرفين . أمام المشهد داخل اعتصام الجامعات الإسلامية أمام جامعة القاهرة فقد سيطر عليه حالة من الحذر والترقب والخوف والرعب من تجدد الاشتباكات في ظل أنهم يقعون بين منطقتي بين السرايات والتي كانت أسفرت عن مصرع 16 وأصابه المئات منذ عدة أيام واشتباكات أول أمس مع اهالى منطقة المنيل . وقد شهدت المنطقة اختفاء جميع قوات الجيش من مدرعات وجنود وكذلك اختفاء قوات الأمن المركزي التي كانت تقوم بتأمين الاعتصام ومديرية امن الجيزة والسفارة السعودية وكوبري الجامعة وأصبح مع انسحاب القوات تنذر الرؤية بتجدد الاشتباكات مرة أخرى وسط حالة من الاحتقان التي تسيطر على الجانبين هذا في الوقت الذي أعلن فيه معتصمو النهضة استعدادهم للجهاد مهددين بحرق الميدان وحديقة الأورمان التي اتخذوها معسكرا لهم . المشهد في محيط ميدان النهضة سيطرت عليه أثار الخراب والدمار فاعلي كوبري الجامعة تناثرت بقايا الطوب والحجارة والزجاجات المحطمة وكذلك أثار إطارات الكاوتشوك المحترقة وقد أعطت ارض الكوبري لون اسود كما تحطمت الحواجز الحديدية الخاصة بالمرور وجزوع الأشجار ملقاة في كل جوانب الكوبري. وبداخل اعتصام مؤيدي الرئيس السابق سيطرت حالة من الخوف والحذر بين المعتصمين خوفا من حدوث هجوم أخر من قبل أهالي منطقة المنيل الثائرين بعد وقوع قتلي من بينهم وخاصة أن جثث الضحايا تم حجزها بمشرحة مستشفي قصر العيني الفرنساوي القريبة من كوبري الجامعة وتحسبا من محاولة أهالي الضحايا الانتقام من المعتصمين. فقد شددت اللجان الشعبية بمقر الاعتصام من إجراءات تأمينها وضرورة الاطلاع علي بطاقات الرقم القومي للمترددين خوفا من اندساس أي بلطجية أو مسجلين خطر أو أفراد شرطة بجانب ضرورة تفتيشهم. كما شدد المعتصمون من إجراءات تامين الاعتصام من خلال وضع حواجز حديدية وموانع أكثر علي مداخل المقر حاملين العصي والشوم وخاصة بمدخلي كوبري الجامعة وجامعة القاهرة لصد أي هجوم من قبل أهالي المنيل أو بين السريات كما وضعوا أكوام من الطوب والحجارة علي هذه المداخل لاستخدامها في حالة اي هجوم. وفي داخل الاعتصام حرص المعتصمون علي اخذ قسط من الراحة بعد الاشتباكات العنيفة التي شاركوا فيها حتى الساعات الأولي من صباح أمس حيث افترشوا أرصفة حديقة الأورمان وبداخلها وأمام جامعة القاهرة وخلدوا إلي النوم استعدادا لأي هجوم محتمل عليهم. كما أذاعت المنصة الرئيسية بمقر الاعتصام أمام بوابة جامعة القاهرة معلنة الجهاد ضد أي معتدي علي اعتصامهم ومصرين علي موقفهم لحين عودة الرئيس مرسي إلي منصبه والحفاظ علي شرعية الصندوق كما حثت المتظاهرين علي عدم الخوف من رصاص وأسلحة المهاجمين والاستعداد للجهاد في سبيل مطالبهم واتهموا من شنوا الهجوم عليهم أول أمس بأنهم بلطجية النظام السابق الذي وجد فرصة للعودة إلي منصة الحكم من جديد . كما قرر المعتصمون استقلالهم بميدان النهضة مقر اعتصامهم رافضين الخروج منه إلا علي جثثهم ومهددين بحرق كل ما هو اخضر ويابس به إذا حاولوا اقتحامه مرة أخري كما دعوا للاحتشاد وتنظيم مظاهرات اليوم بكل ميادين المحافظات لاسترداد الشرعية التي سلبها الجيش والمتآمرين علي الإسلام. هذا ورغم أحداث العنف فقد حرصت السيدات والفتيات علي المشاركة في الاعتصام واحتموا أسفل المنصة من حرارة الشمس الشديدة كما تحولت بوابة الجامعة إلي مقهى بعد أن احتل الباعة الرصيف المقابل لها ووضع بضائعهم وأدوات الشاي عليه بجانب مقاعد لجلوس الزبائن. هذا في الوقت الذي شهد مقر الاعتصام انسحاب غير متوقع لقوات الجيش التي كانت متمركزة حول مداخل الاعتصام لمنع وقوع اشتباكات مع الأهالي أو أي مسيرات متوجهة نحو الاعتصام كما انها انسحبت من تأمينها لمديرية امن الجيزة القريبة من ميدان النهضة ليقع بذلك المعتصمين بين مطرقة أهالي بين السريات وسندان المنيل. وكانت منطقة المنيل قد شهدت أول أمس ليلة من الرعب والفزع بسبب الاشتباكات التي وقعت بين بين مؤيدي المعزول محمد مرسى أعلى كوبري الجامعة وعدد من الأهالي وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية واستخدم فيها الأسلحة النارية والخرطوش. وبدأت الاشتباكات بقيام عدد من مؤيدي الرئيس المعزول بتنظيم مسيرة إلي ميدان التحرير تمر من المنطقة فحدثت عدد من المناوشات بين الأهالي و المؤيدين فقام الإخوان بتحطيم مداخل جميع المحلات المتواجدة في محيط منطقة الاشتباكات و أطلقوا الرصاص على سكان الحي أمام مسجد صلاح الدين الواقع بنهاية كوبري الجامعة وتبادل مؤيدو مرسى من أعلى كوبري الجامعة وأهالي منطقة المنيل إطلاق الرصاص مما أدى إلى حالة من الكر والفر بين الأهالي بالشوارع الجانبية بالمنطقة. والتقت الأخبار مع عدد من المشاركين في الأحداث ويقول احمد محسن أحد سكان المنيل أن أعضاء من الإخوان كانوا متواجدين على كوبري الجامعة وحدثت مشادة بينهم وبين أهالي من منطقة المنيل ثم اشتعلت الاشتباكات بعدها من جانب الإخوان وبدأوا بإطلاق النار بطريقة غير طبيعية مات على أثرها 6 شباب أحدهم يدعى عبدالله والآخر رامي المهدي و أصيب عدد أخر من الأشخاص. وأضاف أن إصابة 4 في البداية أشعل غضب أهالي المنيل وقاموا بتحطيم مكتبة الجمل التابعة لعائلة الجمل الاخوانية وبعدها استمرت الاشتباكات بين الأهالي وأعضاء الإخوان إلى أن أتت قوات الشرطة لفض الاشتباكات الدائرة. و قال محمود مراد أن أنصار الإخوان المسلمين كان لديهم أسلحة حديثة وقناصة لأن معظم المتوفيين مصابين بطلقات فى الرقبة والبطن والصدر..و أسماء المتوفين في أحداث الاشتباكات التي شهدتها منطقة المنيل أمس بين مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي و أهالي المنطقة و التي أسفرت عن مصرع 6 أشخاص و أصابه العشرات و هم كرم محمد سيد و عبد الله سيد عبد العظيم و محمود احمد علي عبد العال و رامي محمد المهدي و هؤلاء من أهالي المنيل والذين كانوا يشكلون لجنة شعبية ومجدي مطاوع شحاتة من مؤيدي الرئيس محمد مرسي. وقد سيطرت حالة من الغضب على اهالى منطقة بين السرايات بعد قيام المعتصمين بمنطقة ميدان النهضة من أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسى بأختطفاف مجموعة منهم أثناء الاشتباكات التي وقعت بالمنطقة . حيث تقدم حسن كرم حسن 24 سنة تاجر ومقيم بمنطقة بين السرايات ببلاغ إلى قسم شرطة الدقي باختطاف والده كرم حسن كرم 50 سنة ومجموعة من الأشخاص بعد مشاجرة نشبت بين الطرفين . وأكد الاهالى على أنهم يعيشون حالة من الرعب والذعر بسبب استمرار تلك الاعتصام الذي يهدد أمنانا وإنهم يهددون أطفالنا ونساءنا وأصبحنا في حالة سيئة وأشاروا إلى أن المعتصمين بميدان النهضة اتخذوا من حديقة الأورمان مكانا لهم لتعذيب المختطفين من أهالينا .