كثفت مصر حملتها على أنفاق التهريب بين سيناء وقطاع غزة الاثنين 24 يونيو، مما تسبب في ارتفاع حاد في أسعار البنزين والاسمنت في القطاع. ويقول فلسطينيون إن مصر صعدت في الأسبوعين الماضيين الحملة التي بدأت في مارس وشملت غمر الأنفاق بالمياه وذلك قبل موجة احتجاجات من المقرر أن تبدأها المعارضة في مصر يوم 30 يونيو الجاري. وتعرض الرئيس المصري محمد مرسي لانتقادات حادة في الداخل بعدما هاجم إسلاميون متشددون قوات أمن في شبه جزيرة سيناء. وتعهد الجيش المصري الذي يواجه صعوبة في سد فراغ أمني في سيناء منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك في 2011 بإغلاق جميع الأنفاق التي تمر تحت الحدود مع غزة قائلا إن متشددين من الجانبين يستخدمونها في تهريب سلاح ونشطاء. وبددت الحملة على الأنفاق آمال العديد من الفلسطينيين في أن مرسي العضو في جماعة الإخوان المسلمين المرتبطة بحركة حماس ستخفف القيود بدرجة كبيرة على الحدود مع غزة التي تعاني حصارا إسرائيليا. وقال أبو بسام الذي يشغل 40 عاملا في شبكة إنفاق في رفح الحدودية "العمل مات اكلينيكيا." وأضاف "الأنفاق- أغلقت بالكامل تقريبا." ويقول مالكو الأنفاق إن ما بين 50 أو 70 نفقا من مئات كانت شرايين تجارة لقطاع غزة مازالت مفتوحة وتعمل جزئيا. وتستخدم أنفاق أخرى في تهريب السلاح للنشطاء من حماس وجماعات أخرى. ويقول فلسطيني يملك نفقا علم بالأمر من نظرائه المصريين إن الجيش المصري حذر سكان سيناء من الاقتراب من السياج الحدودي ومن التجارة عبر الأنفاق. وقال أبو علي وهو فلسطيني آخر يملك نفقا "علينا اليوم دفع مبالغ أكبر لإقناع سائق مصري بجلب البضائع إلينا... مما أدى إلى ارتفاع أسعار مواد أساسية هنا." وارتفع سعر الاسمنت في غزة من 350 شيقل (95 دولارا) للطن إلى 800 شيقل (217 دولارا). ويضطر الفلسطينيون الذين كانوا يشترون البنزين الرخيص نسبيا من مصر دفع مثلي الثمن مقابل الوقود القادم من إسرائيل. وأصبح مشهد الطوابير الطويلة خارج محطات البنزين معتادا بشكل يومي في الأسبوعين الماضيين فينتظر سائقو سيارات الأجرة للحصول على كميات محدودة من الوقود الذي يهرب عبر الأنفاق التي مازالت مفتوحة. وقال صاحب نفق يشغل 24 عاملا إنه يدخل يدخل 50 طنا من المواد الغذائية يوميا بالمقارنة مع 300 طن قبل أسبوعين. ويشكو العديد من سكان غزة من نقص غاز الطهي منذ أسابيع مع انخفاض الإمدادات من الأنفاق وندرة الواردات من إسرائيل. وقال غازي حمد نائب وزير الشؤون الخارجية في حكومة حماس إن الحكومة تتفهم تعقيدات الوضع الداخلي الذي يواجهه مرسي وأنها مستعدة لإغلاق جميع الأنفاق إذا سمحت مصر بمرور البضائع عن طريق رفح المعبر الوحيد بينها وبين غزة. وفي رفح حيث تحسنت حركة مرور الركاب بدرجة كبيرة فور تولي مرسي السلطة كانت الحركة بطيئة بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة واضطر مئات الأشخاص إلى تأجيل سفرهم. وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا على قطاع غزة لكنها خففت بعض القيود على الواردات في السنوات القليلة الماضية في مواجهة انتقادات دولية. وأعلنت الاثنين إغلاق معبرها التجاري الوحيد مع غزة حتى إشعار آخر ردا على هجمات صاروخية شنها نشطاء فلسطينيون عبر الحدود الليلة الماضية.