وسط الموسيقي الصاخبة والدخان الأزرق الكثيف الذي عم أرجاء المكان وزغاريد النساء التي انطلقت مع تمايل الراقصة يمينا ويسارا استعد العريس وتأبط عروسته استعدادا للانصراف إلي عش الزوجية حيث الدخلة وليلة العمر التي طال انتظارها. ليفيق الجميع علي صراخ وعويل وتخبط بين المعازيم هنا وهناك وسقوط بعضهم فوق الأرض من هول ما شاهدوا فالشاب الأبكم يحمل سكينا ملوثا بالدماء ومصاب بحالة هستيرية وأخذ يلوح بيده لتصيب كل من حاول الاقتراب منه بينما صديق العريس غارقا في بركة من الدماء بعد أن قام بطعنه عدة طعنات أودت بحياته في الحال. البداية عندما قام العريس بدعوة أصدقائه للحضور في يوم زفافه وتبادلوا المزاح وغمرتهم سعادة بالغة وتوجه الأصدقاء ليلا والتفوا جميعهم حول منضدة يعلوها حجارة المعسل المغموس بقطع الحشيش ليأتي إليهم علي الفور شاب أبكم يحمل فوق ظهره صندوق البيرة وأحضر جمرات النار لتعلوهم سحابة الدخان الأزرق.. ومع الموسيقي الصاخبة وتتبع الراقصة التي تتمايل غاب الجميع عن الوعي ولعبت البيرة برأسهم واخذوا في السخرية من الأبكم الذي أحس من خلال شفاههم والضحك الهستيري أنه المقصود بذلك وما أن استدار لينصرف حتي جذبه أحدهم فسقط علي الأرض وقام كوحش كاسر.. أخرج من طيات ملابسه سكينا وطعن أحدهم عدة طعنات في صدره ليسقط مضجرا في دمائه بينما حاول الأصدقاء الهرب وأخذ في ملاحقتهم وإصابة كل من يلحق به لينقلب عرس الزفاف إلي صراخ وعويل وضجيج من جميع الحضور.. وبحضور رجال الشرطة ألقي القبض عليه وتوجهوا إلي العريس الذي أخذ ينعي حظه وبنظرات لوم وعتاب موجهة للأبكم حيث حرمه من ليلة الدخلة واصطحبه رجال الشرطة إلي القسم لأخذ أقواله بينما وقفت العروس وبدموع تنساب علي وجنتيها تتابع الموقف عن كثب وسط نظرات الاستعطاف والحزن من ذويها. وتم تحرير محضر بالواقعة وتوجه المتهم والعريس إلي نيابة أوسيم حيث قرر هيثم البيومي وكيل أول النيابة الذي باشر التحقيقات بإشراف بهاء محفوظ رئيس النيابة وسكرتارية ماهر طه، حبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات في حضور خبيرة الإشارات وصرح بدفن جثة المجني عليه بعد العرض علي الطب الشرعي. بينما خرج العريس من سراي النيابة يتوسط الأهل والأٌقارب وبلسان حال يقول "الأبكم حرمني من ليلة الدخلة".