تميز بأدوار الشر ، عندما تراه على شاشة التلفزيون تتأكد من مشاهدة فيلم لن يتكرر ، أنه الفنان الكبير عملاق "الشر" محمود المليجى الذى نتحدث عنه اليوم في ذكرى وفاته ال30 . ولد المليجي عام 1910 في حي المغربلين ، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية وأشهرها ، وبعد نجاحه في الشهادة الابتدائية أختار المدرسة الخديوية ليكمل بها تعليمه الثانوي حيث أنها كانت المدرسة الوحيدة آنذاك التي تشجع على التمثيل فكان مدير المدرسة يشجع على تنمية الهوايات وعلى رأسها التمثيل ، فالتحق المليجي فيها بفريق التمثيل ، حيث أتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال : أحمد علام، جورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق. وفي إحدى عروض فرقة المدرسة المسرحية، كان من بين الحاضرين الفنانة "فاطمة رشدي"، والتي قامت بتهنئة المليجي بعد انتهاء المسرحية على أدائه الجيد ، وعرضت عليه العمل في مسرحها بمرتب أربعة جنيهات شهرياً ، وبعدها ترك المليجي دراسته لانه لم يستطع التوفيق بينها وبين عمله فى المسرح الذي كان مسيطر عليه في كل الوقت. فقدم مع "فاطمة رشدي" مسرحية (667 زيتون) الكوميدية، كما مثل دور "زياد" في مسرحية (مجنون ليلى) ، وكان أول ظهور له في السينما في فيلم (الزواج 1932) الذي أنتجته وأخرجته فاطمة رشدي، وقام هو بدور الفتى الأول أمامها ، وبعد أن حُلَّت فرقة فاطمة رشدي، عمل المليجي كملقن في فرقة "يوسف وهبي" المسرحية، كما أنه وقف في عام 1936 أمام كوكب الشرق "أم كلثوم" في فيلمها الأول (وداد). وقدم مع فريد شوقي ثنائياً فنياً ناجحاً، وكانت نقطة التحول في حياة محمود المليجي في عام 1970، وذلك عندما إختاره المخرج يوسف شاهين للقيام بدور "محمد أبوسويلم" في فيلم الأرض، فقد عمل فيما بعد في جميع أفلام يوسف شاهين، وهي: الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوته مصرية. وقد تحدث يوسف شاهين عن المليجي، فقال: (كان محمود المليجي أبرع من يؤدي دوره بتلقائية لم أجدها لدى أي ممثل آخر، كما أنني شخصياً أخاف من نظرات عينيه أمام الكاميرا). تزوج المليجي من رفيقة عمره الفنانة "عُلوية جميل" سنة 1939 وظل مخلصاً لها على مدى أربعة وأربعين عاماً حتى وفاته في عام 1983 على إثر أزمة قلبية حادة ، بعد رحلة عطاء مع الفن إستمرَّت أكثر من نصف قرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملاً فنياً، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة. توفي محمود المليجي في مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيلم التليفزيوني "أيوب".. فجأة، وأثناء تناوله القهوة مع صديقه "عمر الشريف"، سقط المليجي وسط دهشة الجميع. وعلى الرغم من تميزه في أدوار الشر ، إلا أنه في الحقيقة طيب القلب ومحب للناس بشكل كبير ، كما قدم أدوار كوميدية أيضاً فهو ممثل لمختلف الأدوار . ومن أعماله : يوم من عمري – الجريمة الضاحكة – الأرض – غرام وانتقام – سواق نص الليل – بطل للنهاية – الزوج العازب ، وغيرها من الأعمال التي متعنا بها حتى يومنا هذا .