سد النهضة أو سد الألفية الكبير ..بدأت أثيوبيا في بنائه في أول أبريل 2011 ، يقع على النيل الأزرق بولاية بني شنقول بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية ويبعد عنها حوالي 20 أو 40 كيلومترا. ومن المتوقع أن يكون أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء، وهو واحد من بين ثلاثة سدود تُشيد في إثيوبيا بهدف توليد الطاقة الكهرومائية. ووفقا للدراسات الأمريكية حول السد، فإن ارتفاعه سيبلغ 84.5 متر، وسعته التخزينية 11.1 مليار متر مكعب، وسيحتوي على 15 وحدة لإنتاج الكهرباء، قدرة كل منها 350 ميجاوات، وسط توقعات بأن يصبح سد النهضة في المرتبة الأولى إفريقيا والعاشرة عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء. وتشير التوقعات إلى أن التكلفة الإجمالية للسد تبلغ ما يقرب من خمسة مليارات دولار، وأسندت عمليات الإنشاء إلى شركة "سالني" الإيطالية، وذكرت الحكومة الإثيوبية أنها تعتزم تمويل المشروع بالكامل ، كما دعا بيريكيت سيمون، وزير شئون الاتصالات الحكومية الإثيوبي، المواطنين الإثيوبيين في الداخل والخارج إلى تعزيز دعمهم وإسهاماتهم من أجل إنشاء سد النهضة.. وقال سيمون، والذي يشغل أيضا منصب المدير العام "للمجلس الوطني لتنسيق مساهمات المواطنين في إنشاء سد النهضة"، في تصريحات لوكالة الأنباء الأثيوبية، إن الإثيوبيين في الداخل والخارج يتوقع أن يواصلوا تقديم مساعداتهم باتجاه هذا الغرض ، وتابع أن الإثيوبيين في الخارج أسهموا حتى الآن بأكثر من أربعة مليارات بر إثيوبي (نحو 214 مليون دولار) من أجل السد ، وسط توقعات بأن يستغرق بناؤه ثلاث سنوات. وينتظر أن تستفيد إثيوبيا بشكل كبير من بناء السد، حيث ستنتج من خمسة إلى ستة آلاف ميجاوات من الطاقة الكهربائية ، كما سيعود بفائدة على السودان بالتحكم في الفيضانات التي تصيبها، خاصة عند سد "الروصيرص"، وتخزين طمي النيل الأزرق، ما يطيل عمر السدود السودانية والسد العالي، لكنه سيغرق نحو نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية، ويتسبب في تهجير نحو 30 ألف مواطن من منطقة إنشاء السد، وزيادة فرص تعرض السد للانهيار، ويفقد مصر والسودان كمية من المياه تتراوح بين خمسة و25 مليارا مكعبا. وتقول أثيوبيا في تصريحات رسمية أنها حريصة على عدم الإضرار بمصالح مصر المائية، وتؤكد أن سد النهضة لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، وفق دراسات تم إجراؤها تشير إلى أنه لن يكون هناك تأثير كبير على مصر التي يمكنها الاستفادة من الطاقة الكهربائية الكبيرة التي سينتجها السد. وأثار إعلان إثيوبيا عن تحويل مجرى مياه النيل الأزرق إستعدادا لإنشاء السد حالة من القلق في مصر، دعت بعض الخبراء والمتخصصين في شؤون المياه إلى مطالبة الحكومة والجهات المعنية بهذا الملف لممارسة الضغط على الجانب الإثيوبي من أجل منع أو تقليل أي مضار محتملة لإنشاء السد على حصة مصر من مياه النيل. - جدير بالذكر أن قيام أثيوبيا بتغيير مجرى النيل الأزرق، تكون بذلك إستبقت نتائج التقرير المتوقع أن تقدمه اللجنة الثلاثية الدولية المكلفة بتقييم سد النهضة. وكان عضو اللجنة الفنية الوطنية المصرية لدراسة سد النهضة علاء الظواهري، صرح لوكالة "الأناضول" التركية قبل يومين بأن اللجنة ستوصي في تقريرها بمزيد من الدراسات حول آثار تشغيل السد على حصتي مصر والسودان من مياه النيل. ويقول الظواهرى إن "الدراسات التي قدمها الجانب الإثيوبي بشأن السد لم تكن كافية لإثبات عدم الضرر على مصر من بنائه"، وهو ما سيدفع باللجنة الثلاثية إلى المطالبة بإجراء دراسات إضافية يقوم بها الخبراء الدوليون في اللجنة، وعددهم 4 خبراء". وتتكون اللجنة من 6 أعضاء محليين، (اثنان من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود. وقد دشنت اللجنة الثلاثية عملها رسميا في 8 مايو من العام الماضي حيث تفقد الخبراء موقع السد بولاية بني شنقول وعقدت إجتماعات بالقاهرة وأديس أبابا والخرطوم لمتابعة تطورات الإنشاءات بالموقع ودراسة علاقتها بالدراسات المقدمة. ومن المتوقع أن تعد اللجنة تقريرها النهائي في نهاية جولة المحادثات الحالية ويرفع خبراء كل دولة التقرير الى السلطات المعنية بدولهم، وذلك بموجب اتفاق تشكيل اللجنة. وتقول إثيوبيا إن هناك تنسيق على مستوى رفيع بين الدول الثلاث حول ملف مياه نهر النيل استنادًا إلى التزام كل طرف بمبدأ عدم الإضرار بمصالح الطرف الآخر. يذكر أن تحويل النيل الأزرق كان من المفترض أن يكون في سبتمبرالمقبل ، ولكن المفاجأة كانت قيام أثيوبيا بتقديم ذلك الموعد فجأة بعد زيارة الرئيس محمد مرسى الأخيرة إلى أثيوبيا ، وصرح "سمنياوا بقلي" مدير مشروع سد النهضة للتليفزيون الرسمي الأثيوبي ، "تمكنا من إنجاز جميع الاستعدادات لتحويل مجرى نهر النيل التي كانت مقررة في سبتمبر المقبل قبل موعدها". وإعتبر بقلي، في تصريحه للتلفزيون الأثيوبي الرسمي الاثنين، أن تلك الخطوة تأتي "إيذانا بعملية البدء الفعلية في مشروع بناء سد نهضة إثيوبيا"، مشيرا إلى أن عملية منع المياه من مكان بناء السد هي "مرحلة متقدمة في هذا المشروع". ويرى الخبراء أن عملية تحويل مجرى النيل الأزرق بمثابة محطة مهمة في مرحلة بناء سد النهضة، معتبرين أن تحويل المجرى يعد بمثابة إنجاز نحو 50% من مراحل بناء السد.