بدأت شهرتها مع حملة نابليون بونابرت لمحاولة استخدام موقعها للوصول لمناطق الوجه البحري، وهي حي من أحياء القاهرة، تقع بجوار وسط القاهرة وبجوار نهر النيل. ويرجع مسمى "بولاق أبو العلا" إلى "بو لاك" أي البحيرة الجميلة بالفرنسية، والذي تطور إلى بولاك ثم بولاق، و يوجد بها أشهر و أقدم وأكبر ثلاثة مساجد فأشهرها مسجد السلطان أبو العلا، وأقدمها مسجد زين الدين يحيى، وأكبرها مسجد سنان باشا. وبالرغم من وجود الوزارات بها إلا أن العشوائيات و العشش حولت البحيرة الجميلة إلى مول الشوارع، فالحي الراقي قديما تحول إلى ساحة للردح والتحرش والسرقة والهمجية والعنف، وأيضا أسواق في الشارع بالقوة وليس بالقانون. وشهدت مصر انفلاتا كبيرا في الأعوام الأخير وخصوصا بعد ثورة 25 يناير، ومن صور هذا الانفلات استحواذ باعة الشارع على أرصفة رمسيس، و 26 يوليو، بالإضافة إلى شارع الجلاء، والخروج من إطار منطقة بولاق أبو العلا. ويعطل هذا الأمر حركة السير، كما يواجه المارة بعض المضايقات الكلامية من الباعة أثناء السير، وتشهد الفتيات معاكسات من الباعة، الأمر الذي أصبح سخيفا. وقامت بوابة أخبار اليوم بعمل جولة لمعرفة الأسباب وراء هذا الانفلات، وكانت كالتالي : قال "أحمد" بائع ملابس على الأرصفة الخارجية "احنا بنقف هنا كل يوم، ومحدش بيقولنا أي حاجة، وهنا احسن من الوكالة جوة، عشان جوة الحاجة أغلى بسبب الإيجار". كما علق "مجدي" بائع أحذية على الرصيف "الله يخربيتهم، قرفونا وموقفين الطريق ومنظر يكره الواحد في عيشته، وبعدين لما الشرطة تيجي كل يوم وتقعد تحط رجل على رجل تشرب شاي وتمشي ومتكلمهمش فيبقى مش العيب عليهم ساعتها"، وعند سؤاله كيف يضايقك الأمر وأنت بنفسك تبيع عالرصيف؟!، كان رده " أنا ببيع على الرصيف ولكن أقف على جنب ولا أعطل حركة السير، أو أضع بضاعتي وسط الطريق". و عبر "عم محمد" أحد أصحاب المحلات عن استيائه من هذا المنظر، قائلا كل هذا الانفلات لم نشهده قبل الثورة، فعندما غاب الأمن وتناسى دوره، ظهر البلطجية بكل جرأة ودون أي خوف، وهذا قمة في قلة الأدب، وكل هؤلاء مجرد بلطجية أخذوا هذه الأرصفة بالقوة، ومنهم من كان يعمل في محلات الوكالة وتعلم الصنعة فخرج على هذه الأرصفة ليعمل لصالح نفسه فقط، وخصوصا وأن هذه البضائع تأتي لهم كمنحة مجانية من بلجيكا يستلمونها من أرصفة مواني بورسعيد. وقال "إبراهيم" صاحب محل بالوكالة إن المكان أصبح خاليا من الزبائن لأن بائعي الأرصفة يخدعوهنهم ويفهمونهم بأن الوكالة بضاعتها أغلى، وهذا خاطئ تماما.. كما قال "عبدو" بائع بمحل ان هناك خوفا على الفتيات، لأن هؤلاء الباعة ليسوا سوى بلطجية، حتى أنهم يقولون إذا مرت فتاة ولم تقم بشراء أي شيء منا فلن تخرج من الشارع إلا ويكون قد سرق هاتفها المحمول أو محفظة نقودها". وقالت "نجوى" أحد زبائن الأرصفة إن ملابس الوكالة هي الأفضل، ولكنها أغلى من ملابس الأرصفة، إلا أن مع الفصال يمكن أن تشتري ما تريدين بالثمن الذي يناسبك. و أوضحت " الحاجة نادية" بخصوص مسالة اختلاف نوع الملابس، أنه لا فرق بين نوعية ملابس الوكالة عن ملابس الأرصفة، كل الأمر أن إيجار محلات الوكالة أغلى مما يدفعهم لرفع الأسعار، أما على الأرصفة فلا إيجار للمكان، لذا فسعر الملابس يكون أقل نسبيا. واختلفت الآراء إلى أن الجميع اتفق على شيء واحد وهو اختفاء دور الأمن منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن..