كُتب علي الشعب المصري أن يذوق نار التغيير الثوري بدماء أبنائه، تركة ثقيلة حملها منذ قرون المارد المصري قاوم 40 محتل من هكسوس ، آشوريين ، بابليين ، لوبيون ، وفرس ورومان، فرنسا ونهاية بانجلترا ، واحتلال جزئي لأراضي مصرية من جانب إسرائيل، وها هو يستحضر ذاته في مواجهة ما تبقي من عصر مبارك والوجه الآخر منهم وهم الإخوان. لا يوجد من هو أكثر احتمالا للقهر و الذل من المصري، ولكنه حين يغضب يزلزل الأرض أسفل الأنظمة الفاسد ، وللأسف غضبه بطيء وإحساسه بالخطر متأخر وخروجه يأتي بعد أن تسد في وجهه كل سبل العيش. واليوم حدث تغيير كبير في جينات المصري الذي لم يجد أروع من الشهادة سبيلا لمقاومة الأنظمة السلطوية ، هانت الحياة علي شباب مصر الحر والواعي بخطورة ما يحدث علي أرض مصر من تدمير لهويتها و استلاب لإرادتها وغياب لقيادة رشيدة، يتعاضد مع تلك النخبة الطاهرة من الثوار حرافيش الحارة المصرية ممن تلاعبت بهم الدولة حين طلبت منهم في أعقاب الثورة إرسال طلب شقة وطلب وظيفة ، حينها شعر المهمشون بأهميتهم وأنهم مقبلون علي عصر جديد من الكرامة الإنسانية ، ولكن كل شيء تبدد إلى الأسوأ وانتهكت كرامة المواطن في الميادين وفي البيوت، وبدلا من تلقي البسطاء ما يعينهم علي تخطي أزمات الحياة ويحفظ كرامتهم تلقوا الرصاص في الصدور وفقدوا فلذات أكبادهم و تكرر سيناريو العنف الموجه ضدهم أرى أن مصر قادمة على مجاعة والأكثر تضررا هم الفقراء والطبقة المتوسطة أما الأخوان فقد أمنوا أنفسهم.