سأل بكار في مسلسله الشهير عم سيدون عن الدستور، فرد عليه باستغراب: أما تعرفه والناس منذ أكثر من عام مضي لا شاغل لها إلا هو؟ فقال له: ياعم أنا لا أعرف إلا دستور واحد وهو القرآن الكريم.. فقال له: صدقت هو دستور الدساتير، ولكن دستور الدولة الحديثة لا يخالفه، تضعه الأمة من خلال جمعية تأسيسية تمثل فيها بالتساري جميع الاتجاهات في المجتمع، وهو ليس بدعة في دنيا المسلمين، بل له نظيره ووضعه المشرع الأول في الإسلام وهو الرسول »صلي الله عليه وسلم« فيما يعرف بصحيفة المدينة التي تضمنت بيان حقوق وواجبات مواطني المدينة، ومن حولها من المسلمين والمشركين واليهود والنصاري وغيرهم.. فما كان من بكار إلا ان سأل عمه عن ماهية الدستور بالمعني الحديث.. وقال: وهل يمكنني المشاركة في النظام وأجهزته ومؤسسات الدولة، وهي تعتبر أعلي مراتب التشريع في تقنين القواعد القانونية، ولذلك فإن صياغتها تحتاج إلي أعلي درجات الخبرة والدراية الفنية في العمل القانوني، ومن ثم يتحتم علي أولي الأمر في تكوين جمعية تأسيس الدستور ان يختار من تتوافر لديه الامكانيات في اخراج هذه الصياغة علي الوجه الأكمل. وهنا بدت علي بكار علامات الوجل، فصاح قائلا: أنا لي بهذه الخبرة؟. فرد عم سيدون: لا توجل فهناك آباء وأجداد لك منحهم الله هذه الخبرة وأثقلتها تجارب الأيام والسنين، كمن هو أستاذ للقانون في كلية الحقوق العريقة وعمل قاضيا في المحاكم الدولية، وزميله الذي كان ممثلا للدولة في المحافل والمنظمات الدولية لسنوات عدة، وزميلهما الفقيه الدستوري البارع، وزميلهم القاضي الدستوري المرموق، وغيرهم الكثير ممن لا يقع تحت الحصر، ولكن يبدو أن هناك من أبناء بعض الاتجاهات في المجتمع من يصرون علي الاستعانة بخبرة بكار في وضع الدستور، ولا يروقهم تمثيل حتي هؤلاء الكبار في جمعية تأسيسية لحاجة في نفس يعقوب، فهل المصالح العليا للأوطان تتوقف علي البحث عن هذه الحاجة أم لا؟.. ليتنا ندرك قبل فوات الأوان.