لماذا لا نكرم الأم.. ونحن نحتفل بعيد الأم؟.. سؤال قد يبدو غريبا، إذ كيف نحتفل بعيد الأم.. ولا نكرمها؟.. ولكن الأغرب هو ما حدث في هذه الحكاية العجيبة! فقد أصيبت والدتي بجلطة في المخ، أفقدتها الحركة والنطق أيضا، وظلت في العناية المركزة 9 أشهر بالمستشفي الجامعي بالإسكندرية، وطلبت من إدارة المستشفي شهادة تفيد بأنها مازالت تحت العلاج. ولكني فوجئت بالموظف المختص، يقول لي: لا أستطيع تسليمك الشهادة، إلا بعد اثبات انك ابنها.. وابتسمت، فهذا أمر بسيط، وأخرجت بطاقتي العائلية، وفوجئت بأن اسم والدتي لم يكن مكتوبا في البطاقة، ورفض الموظف تسليمي الشهادة.. وذهبت إلي البيت ابحث عن بطاقة التموين، فتبين انها بطاقة خاصة بها.. واحترت، كيف أثبت ان أمي، هي أمي؟.. وجاء معي د. محمد نصر المشرف علي علاجها والدكتور محمد صديق رئيس الإدارة المركزية كشهود علي ان أمي هي أمي.. ولكن الموظف قال صارخا: انها مسئولية ياجماعة.. واضطررت إلي ان أسافر إلي القاهرة لاستخراج شهادة ميلادي وقمت باستخراج شهادة إدارية من موظفين، وختم النسر تفيد بأن أمي هي أمي.. وعندئذ فقط اقتنع الموظف الروتيني الهمام. وأعود لسؤالي: لماذا لا نكرم الأم في عيد الأم؟.. وأن تصدر الأوامر بأن يكتب اسم »الأم« في البطاقات العائلية والشخصية؟ وقد روي عن الصالحين، ان الإنسان عندما تموت أمه تقول الملائكة: يا أيها الإنسان، ماتت التي كنا نكرمك من أجلها، فاعمل لنفسك من الآن، ومن أجلها، تنال رضا الله سبحانه وتعالي، والثواب الكثير.. وأقول: وفي أعماق كل منا حب دفين، لا يستطيع أن يعبر عنه، لأنه يجد نفسه عاجزا تماما عن أن يترجم أحاسيسه ومشاعره تجاه هذا الحب الصادق الأصيل، حب في الذات الإلهية.. حب الأم لأبنائها. لأن الأم تحب بلا مقابل.. بلا ثمن، تشقي، وتتعذب وتتألم كثيرا من أجل أبنائها، ويكفيها من هذا المشوار ان تري البسمة علي شفاه أولادها، ومهما أصبحوا أعظم العظماء، فإنهم في عيون أمهاتهم مازالوا أطفالا في حاجة إلي لمسة حنان من يدها.