لا تزال توابع "زلزال" الغاء حظر سفر الامريكيين المتهمين في قضية تمويل منظمات المجتمع المدني مستمرة سواء في مصر أو الولاياتالمتحدة .. الكل يسأل عن أسباب التراجع في الموقف المصري، وهل هناك "صفقة" ما تم ابرامها بين القاهرة وواشنطن أم أن الامر يرتبط بالخضوع والاذعان للاملاءات الامريكية، وعدم استغلال مصر الجيد للاوراق التي تمتلكها بما يمكنها من الوقوف في وجه الادارة الامريكية ؟..والأهم إلي أين تتجه قضية التمويل بعد قرار هيئة المحكمة ضبط واحضار المتهمين الأمريكيين في القضية. گيف تستعيد العلاقات المصرية الأمريگية قوتها ؟ وفقا لوجهة نظر العديد من المحللين والخبراء في السياسة الدولية فان ازمة منظمات المجتمع الدولي بين القاهرة وواشنطن تشكل احد اهم فواصل الطرق بين البلدين ويرجع هذا لما ترتب عليها من احداث وتداعيات ستشكل العلاقة بين القادة الجدد غير المعروفين حتي الان لدولة محورية مثل مصر وامريكا التي من المفترض انها داعمة للبلاد وفي نفس الوقت تحاول ضمان عدم خروجها عن النص. هيئة الاذاعة البريطانية تناولت ما وصفته بالصفقة السرية التي تم من خلالها انهاء الازمة في تحليل اخباري قالت فيه انه من غير الواضح اي طرف يحاول ان يستغل الازمة فهل قام الفراعنة بهذا التحرك وكيف تضاعف امريكا ضغطها الذي تمارسه علي صندوق النقد الدولي ولكن هذه المرة من اجل القرض المصري؟ ام استغل الكاوبوي الاعلام بهدف الافراج عن المعتقلين؟! الغريب في تناول وسائل الاعلام الغربية للازمة او حتي في تصريحات المسئولين من الجانبين انهم لم يكشفوا عن اي وسيلة او خريطة طريق لاصلاح العلاقات المصرية الامريكية وكأن شيئا لم يكن ولعل هذا جزء من الغموض الذي يكتنف الصفقة السرية التي يتحمل من اجلها المسئولون بمصر كل ما يوجه اليهم من انتقادات من اجل تنفيذها. مجلة »ناشيونال ريفيو« اعربت عما وصفته باستسلامها من دعم امريكا لشعوب العالم وتنصح المجلة بان تكون المساعدة او الدعم ممثلا فقط في المعونة والكلمات وان تنهي امريكا عمل المنظمات المدنية. هذه الكلمات كانت ايضا محور افتتاحية جريدة »لوس انجلس تايمز« حين نشرت ان من حق المصريين الشك في عمل هذه المنظمات وطريقة امريكا من عملها في انحاء العالم معللة ذلك بتاريخها الملئ بالمشاكل. وتنصح الجريدة بأن يتم قطع اي صلة بين هذه المنظمات وبين ال »سي اي ايه« واكدت علي ان بعض نواب الكونجرس طالبوا بذلك من قبل وهو يعد اعترافا ضمنيا بأن بعض هذه المنظمات تابع بالفعل لجهاز المخابرات الامريكي وتعمل لتحقيق مصالحه وتري الصحيفة ان افضل وسيلة لكسب القلوب علي الطريقة الامريكية هي التعامل بشفافية بدون وجود اغراض خفية. واخيرا تقول »لوس انجلس تايمز« انه بالرغم من انتهاء الازمة الا ان العديد من الاسئلة لا تزال تطرح نفسها وتحتاج لاجابات وتوضيح وان امريكا ايضا عليها إعادة النظر في مسألة المعونة وانهاء عمل المنظمات لانها اصبحت غير مرغوب بها في مصر.