حسن حمدى وممدوح عباس وهشام سعيد وعزاء واجب من الزمالك للأهلى مازالت ردود الافعال الغاضبة تجتاح اسر شهداء الاهلي الذين قتلوا »بفعل فاعل« معلوم للجميع في استاد بورسعيد ودفعوا حياتهم ثمنا للتعصب الاعمي من جماهير فقدت عقلها وانساقت وراء محاولات اشعال »الفتنة« المستمرة في كل شيء ينبض بالحياة في مصر اولا وداخل مدرجات ملاعبنا ثانيا. لم يكن مشهد مجلس ادارة الاهلي برئاسة حسن حمدي ولاعبي الفريق الاحمر بأقل غضبا وحزنا من روابط الالتراس واسر الشهداء خاصة ان نجوم الاهلي عاشوا لحظات الرعب والصدمة في استاد »الموت« وكانوا شهود عيان علي موت 67 مشجعا ليس لهم ذنب إلا رغبتهم في مؤازرة الفريق الذي احبوه وعشقوه منذ الطفولة. ورغم موجات الغضب العارم والتي تتصاعد بين اللحظة والاخري داخل الاهلي وخارج اسواره من الآلاف من شباب الالتراس واسر الشهداء الذين يطالبون لليوم الرابع علي التوالي بالقصاص من قتلة زملائهم إلا ان مجلس ادارة الاهلي حاول جاهدا اللجوء للتهدئة المصحوبة باشارات بعيدة المدي عن عدم التنازل عن حقوق الشهداء ومعاقبة مرتكبي هذا الجرم الكبير. قرارات مجلس ادارة الاهلي في اجتماعه الذي عقد منذ الساعات الاولي لصباح يوم الخميس الماضي رغم عقلانيتها لم تشف غليل اسر الشهداء الذين مازالوا ينتظرون ما ستسفر عنه تحقيقات النائب العام في مجزرة بورسعيد.. فيما كان لاعبو الاهلي خاصة الكبار ابوتريكة ومحمد شوقي وعماد متعب وحسام غالي وسيد معوض ووليد سليمان اكثر تفاعلا بالاندماج مع »الغاضبين« لفقدان ذويهم مؤكدين انهم لن يتخلوا عنهم ولن يتنازلوا عن القصاص من »قتلة« الابرياء من جماهيرهم في مشهد ابكي الملايين في مصر والمليارات في العالم. تأكيدات حسن حمدي رئيس الاهلي ان لاعبي الفريق اصروا علي تخصيص جزء من عقودهم مع النادي ليتم صرفها شهريا لمساعدة اسر الشهداء ينم عن حجم المعاناة التي عاشها نجوم الاهلي في بورسعيد والألم الذي عانوه وهم يحملون جثث القتلي من جماهيرهم. كلمات نجوم الاهلي بانهم »شافوا الموت بأعينهم« وكانوا هدفا للبلطجية والمرتزقة.. وان الامر تعدي لعبة كرة القدم.. وان البعض هدد بالاعتزال كانت مثار تساؤلات عديدة داخل وخارج القلعة الحمراء قبل ان يخرج حسن حمدي ليؤكد عدم توقعه لاعتزال تريكة وبركات ومتعب وانهم قالوا ذلك في لحظات انفعال اختلطت برؤية المشهد الذي ادمي قلوب الجميع.. وانهم متماسكون ويبحثون سبل المساهمة في تخفيف آلام مصابيهم واسر شهدائهم. ومازال مسئولو الاهلي يستقبلون التعازي من كبار المسئولين في الدولة والوطن العربي في شهدائهم من جماهير النادي الوفية منذ صباح الخميس الماضي وحتي ما بعد الموعد المعلن لتلقي واجب العزاء بمقر النادي بالجزيرة غدا- الاحد- من الساعة الرابعة وحتي التاسعة مساء. ويصر مسئولو الاهلي علي ضرورة محاكمة ومحاسبة المسئولين عن تلك الكارثة التي وصفها جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في خطاب لرئيس النادي حسن حمدي بانه »يوم اسود للرياضة في العالم« وعدم الاكتفاء بعزل المسئول الذي يثبت تورطه في المأساة او »ركنه«. وجاءت اشادة حسن حمدي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس مساء الخميس الماضي بالجهد الذي بذله المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي في نقل المصابين ولاعبي الاهلي لترفع عن كاهل المؤسسة العسكرية الكثير من اتهامات التقصير التي يحاول البعض لمصالح شخصية إلصاقها بها واقحامها في الازمات بدون وازع من ضمير او اخلاق. قال حسن حمدي ان المجلس العسكري لم يقصر في اداء دوره رافضا التعليق علي دور وزارة الداخلية في ادارة الازمة الكارثية وقت اندلعها مرجعا ذلك لرغبته في عدم اصدار احكام مسبقة علي تحقيقات النيابة العامة وجهات التحقيق المختلفة رافضا في الوقت ذاته اقحام الاهلي بجماهيره وكيانه في اي تصفية حسابات سياسية او الانسياق وراء اهداف فصائل بعينها. منذ نهاية مباراة المصري والاهلي بفوز الفريق البورسعيدي 3/1 واندلاع »المجزرة« التي خلفت ورائها اكثر من 07 قتيلا واكثر من 652 مصابا والقلعة الحمراء في حداد تام والاذاعة الداخلية تبث آيات القرآن الكريم ولمدة 63 يوما قادمة.. وتعليق جميع الانشطة الرياضية للنادي مستمر لأجل غير مسمي ولحين تحقيق مطالب الجميع بإعلان الجناة في كارثة بورسعيد ومعاقبتهم جنائيا. وقد اعلن مجلس ادارة الاهلي حالة الطواريء القصوي وأكد مسئولوه انه في حالة انعقاد تام لحين تحقيق مطالبهم بمعاقبة الجناة.. في الوقت الذي يرفض فيه حسن حمدي واعضاء مجلسه: خالد مرتجي وخالد الدرندلي والعامري فاروق موجات التصعيد التي قام بها الالتراس الاهلاوي ضد اجهزة الامن مطالبين بالحفاظ علي استقرار وهيبة مصر التي فقدت الكثير بعد »مذبحة« بورسعيد.