كلمة »شمطة« دي ماكنتش اعرف معناها لحد ما قالتهالي.. تفتكروا مين؟ داليدا.. داليدا بنت شبرا انطلقت عالميا في باريس بعد ان تبناها ثم احبها وتزوجها »Eddie Barclay« صاحب احدي كبري شركات الاسطوانات في العالم وجند لها كبار المؤلفين والملحنين في اوروبا ليصنعوا لها روائع الاغاني الايطالية والفرنسية والتي مازالت ترددها الجماهير الي الان والتي جعلتها تجلس علي قمة قائمة ال Top Ten ولعدة سنوات متتالية. وعندما حضرت داليدا لاول مرة الي القاهرة بعد غياب عدة سنوات صنعت فيها شهرتها العالمية جاء لتحيي حفلاً في ملعب التنس الدولي بنادي الجزيرة ثم حفلاً اخر علي مسرح سيد درويش بالاسكندرية. والتقيت بداليدا حسب الموعد المتفق عليه بجناحها الخاص بالنيل هيلتون وذلك لتسجيل حلقة معي ببرنامج »النادي الدولي« وبعد ان تم التسجيل طلبت منها ان تسجل حلقة خاصة مع استاذتي الاعلامية الكبيرة آمال فهمي لبرنامجها الاذاعي الشهير »علي الناصية« والذي مازالت تقدمه منذ اكثر من نصف قرن. وتمت اذاعة حلقة »داليدا« في النادي الدولي والتي تسببت في الاقبال الشديد علي حفلها الثاني بالاسكندرية حتي انهم وضعوا كراسي اضافية في مسرح سيد درويش »058 كرسي« والذي بناه مهندس معماري ايطالي في اواخر القرن التاسع عشر بأوامر من الخديو اسماعيل ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس وتكليفه الموسيقار العالمي »فيردي« بتلحين »أوبرا عايدة«. وارتاحت داليدا لصداقتي وفضلت ان تسافر الي الاسكندرية معي في سيارتي ومعنا شقيقها »BRUNO«. وفي الطريق الصحراوي سألتها: الموسيقار محمد فوزي كان بيحبك جدا وعملك مخصوص اغنية يا مصطفي يا مصطفي ليه اعتذرتي عنها ورشحتي اخوكي يغنيها؟ قالت شركة BARCLAY مكنتش عاوزاني اغني عربي.. مع ان انا كنت بحب فوزي جدا وبحب المزيكا بتاعته اوي، واشتغلت معاه كومبارس في افلامه. عارف يا سمير انا ندمت اوي اني مغنتش يا مصطفي! قلت: ودلوقتي مالكيش مزاج تغني عربي؟ قالت: ياريت عاوزة حد يكتب كلام خفيف ولحن يكون فيه شخلعة.. وانا هخلي الدنيا كلها تغني عربي معايا.. وحياتك يا سمير شوف حد يكتب اغنية عربي ليا قبل ما اسافر. قلت: اول ما نرجع مصر حكلم صلاح جاهين وهخليكي تشوفيه قبل ماتسافري. قال لي اخوها برونو: انا كمان استاذ سمير عاوز اغنية عربي.. انا عملت مصطفي وعلي بابا وفطومة مع المرحوم فوزي ومن ساعتها معملتش حاجة عشان بقيت مدير اعمال »يولندا اختي«. سألتها: ليه غيرتي اسمك من يولندا الي داليدا. قالت: في الاول انا كان اسمي الفني »دليلة« وده الاسم اللي مثلت فيه في مصر سيجارة وكاس مع سامية جمال وغنيت فيه اغنية طالياني قبل ما اقابل »Eddie« ويخدني علي باريس. قلت: انتي مثلتي كام فيلم في مصر قبل سفرك؟ قالت: هو سيجارة وكاس وبس قبل كده كنت كومبارس عملت مع فاتن حمامة المنزل رقم 13 وركبت الحصان ورا ليلي مراد في اتمخطري يا خيل في فيلم »غزل البنات« كنت باخد 5 جنيه في اليوم ودي كانت فلوس كتيرة اوي زمان كنت ارجع البيت اشتري سمك وجمبري لبابا هو وماما كانوا بيحبوا السمك اوي من فضلك سمير في اسكندرية لازم نأكل سمك وجمبري وكابوريا!!. وبعد الحفل الرائع الذي غنت فيه داليدا ساعتين معظم اغانيها الشهيرة وسط تصفيق جنوني من الجماهير اخذتها هي وبرونو الي مطعم سمك شهير في حي الانفوشي واثناء تناولنا السمك المشوي الطازة التفتت الي داليدا قائلة: دلوقتي فكرتني بالشارع بتاعنا في شبرا بس ناقصة حاجة واحدة.. اني اسمع شمطة!. قلت: شمطة؟. قالت: ايوة.. شمطة خناقة شتيمة مصري يا سلام.. كل يوم كان تحت بيتنا في شبرا فيه شمطة. قلت لها: بس كده حالا هيكون عندك شمطة. كنت اعرف ان صاحب المطعم المعلم مجوز اتنين كل يوم بيتخانقوا مع بعض ومعاه لانهم عايشين في بيت واحد فذهبت اليه، وطلبت منه هامسا انه ينده الزوجتين علشان الخوجاية اللي معايا عايزة تتصور معاهم بالملاية اللف.. »هو طبعا مش عارف مين الخوجاية اللي معايا«.. وكان المعلم صاحب المطعم »سي السيد فعلا« فقد اعطي اوامره فورا بالتليفون فحضرت »أم احمد« و»أم السيد« وجلستا امامنا واخذ برونو يصور داليدا عدة صور وهي ترتدي الملاية اللف.. ولكني كنت اريد ان احقق لداليدا رغبتها ان تسمع وان تشاهد شمطة فخطر لي خاطر وقلت مين فيكو ام احمد فردت ام احمد قائلة انا يا اخويا بتسأل ليه. قلت: اصل المعلم قال الخوجاية تتصور بالملاية اللف بتاعتك علشان انتي فل الفل وانك انتي بالنسبة له »الغالية«. هنا تدخلت »أم السيد« محتجة.. خليه يقول الكلام ده قدامي علشان اطربقها علي دماغه ولعلمك بقي المعلم مبيطقش يروح عندها ده انا اللي بالنسبة له الكل في الكل.. انا الغالية. وردت عليها ام احمد بسيل من الشتايم الموجودة في كل قاموس الشتايم المعروفة عالميا وحصل التراشق المطلوب وداليدا تصفق وهي فرحانة جدا وتطلب من اخوها ان يصور ام السيد وام احمد وتهتز داليدا في مكانها وهي تقول يا سلام الله كمان.. كمان!. وهنا حضر المعلم »سي السيد« وفض الاشتباك فورا واعطي اوامره بانصراف »ام احمد« و»أم السيد« ونظرت الي داليدا وهي في قمة السعادة وقالت: ميرسي سمير دي اسعد ليلة في حياتي.. الشمطة دي رجعتني 20 سنة لورا هو في احلي من انك تسمع شمطة مصري؟