سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 4-6-2024    مدفعية الاحتلال تجدد قصفها لمناطق في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة    واشنطن تفرض عقوبات جديدة على صناعة الطائرات المسيرة بإيران    مدرب الزمالك يختار حارس منتخب مصر الأساسي ضد بوركينا فاسو    نائب رئيس المصري البورسعيدي: كنا نعلم مشاركة الفريق في الكونفدرالية.. ونستهدف ضم صفقات جديدة    نفاذ تذاكر مباراة مصر وبوركينا فاسو    حاكم كورسك: إسقاط 20 طائرة مسيرة أوكرانية خلال يوم    قوات الاحتلال تعلن السيطرة على حرائق شمال إسرائيل    درجات حرارة قاسية.. تحذير شديد من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم في مصر (توخوا الحذر)    السيطرة على حريق هائل في أشجار النخيل بالمنيا    مقتل صاحب كشك على يد عامل بسبب خلافات مالية    4 يوليو المقبل.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيُا في الإسكندرية    وفاة 11 شخصا جراء تسرب للغاز في منجم بمقاطعة بلوشستان الباكستانية    انطلاق تدريبات جوية لقوات الناتو فوق شمال ألمانيا    سيف جعفر: رفضت اللعب في الأهلي لأني زملكاوي.. وضحيت بأموال بيراميدز    عبد الحفيظ: مرحلة مدير الكرة انتهت بالنسبة لي.. وبيبو يسير بشكل جيد مع الأهلي    ما بين انقطاع الكهرباء 3 ساعات وزيادة الأسعار تدريجيًا.. هل ينتهي تخفيف الأحمال قريبا (تقرير)    تعرف على سعر البصل والطماطم والخضروات بالأسواق فى منتصف الأسبوع الثلاثاء 4 يونيو 2024    نقابة الصحفيين تكرم الزميل محمد كمال لحصوله على درجة الدكتوراه| فيديو    مصطفى بكري: الرئيس حدد مواصفات الحكومة الجديدة بالتفصيل    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    مجهولون يطلقون النار على المارة وإصابة مواطن في الأقصر    رفضت ترجعله.. تفاصيل التحقيق في إضرام نجار النيران بجسده بالبنزين في كرداسة    سيد عبد الحفيظ يعتذر من خالد الغندور لهذا السبب    رحلة صناع "رفعت عيني للسما" من شوارع المنيا لشوارع كان السينمائي    وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يترأس اجتماع رؤساء أقسام الرعايات المركزة    عدلي القيعي يرد على تصريحات شيكابالا: قالي أنا عايز اجي الأهلي    اتحاد الكرة يكشف الأندية المشاركة في دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية الموسم المقبل    غضب زملائه وينتظر عقوبة.. مصدر يكشف تفاصيل أزمة أفشة وكولر    "الشراكات فى المنظمات غير الحكومية".. جلسة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمر جامعة عين شمس    القومية للأنفاق تكشف معدلات تنفيذ محطات مونوريل غرب النيل (صور)    اليوم 240 .. آخر احصاءات الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد 15438 طفلا و17000 يتيم    مواطنون ضد الغلاء عن مواجهة ارتفاع الأسعار: تطبيق القانون يردع كبار التجار    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    مصرع شاب في حادث مروري بالوادي الجديد    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    مصطفى بسيط ينتهي من تصوير فيلم "عصابة الماكس"    عدد حلقات مسلسل مفترق طرق ل هند صبري    خريطة قراء تلاوات 27 ذو القعدة بإذاعة القرآن الكريم    هل الطواف بالأدوار العليا للحرم أقل ثواباً من صحن المطاف؟.. الأزهر للفتوى يوضح    هل المال الحرام يوجب الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    النائب العام يلتقي وفدًا من هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    صحة الفيوم تنظم تدريبا لتنمية مهارات العاملين بوحدات النفايات الخطرة    غدًا.. جلسة استئناف محامى قاتل نيرة أشرف أمام حنايات طنطا    متربى على الغالى.. شاهد رقص الحصان "بطل" على أنغام المزمار البلدي بقنا (فيديو)    أكرم القصاص: حكومة مدبولي تحملت مرحلة صعبة منها الإصلاح الاقتصادي    خبير اقتصادى: الموازنة العامة تتلخص فى كلمتين "التنبؤ وإيجازه"    "قسد": إحباط هجوم بسيارة مفخخة لداعش في منطقة دير الزور السورية    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات.. انطلاق قمة "مصر للأفضل" بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    "الصحفيين" تكرم سعيد الشحات لمشاركته فى تحكيم جوائز الصحافة المصرية    متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى وصيغتها    ما هي الأضحية في اللغة والشرع.. «الإفتاء» توضح    مليار و713 مليون جنيه، تكلفة علاج 290 ألف مواطن على نفقة الدولة    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فقه المصريين
بيع المتلاحق من الثمر والزرع

تكلمنا من قبل عن حكم بيع الثمر قبل بدو صلاحه، وذكرنا ان الحنفية في القول الصحيح عندهم وبعض المالكية اجازوا بيع الثمر قبل بدو صلاحه للحاجة إليه مع تعارف الناس عليه.. أما جمهور الفقهاء فقد قال بتحريمه وبطلانه. واجاز الشافعية والحنابلة استئجار الاشجار للثمر كبديل عن منع بيع الثمر قبل بدو صلاحه، ولم يعترف الحنفية والمالكية بهذا الاستئجار، لانه وقع علي منفعة غير مقصودة من وجهة نظرهم.
ويتصل بمسألة بيع الثمر قبل بدو صلاحه مسألة بيع الثمر المتلاحق، وصورتها: ان يبيع ثمرا قد بدا صلاحه، وكان مما يطعم بطنا بعد بطن، ويغلب تلاحق ثمرها، ويختلط ما يحدث منها بالموجود كالتين والطماطم والبرسيم. وقد اختلف الفقهاء في حكم هذه المسألة، علي مذهبين في الجملة:
المذهب الأول: يري تحريم بيع الثمر المتلاحق مطلقا، سواء بدا صلاح البطن الثانية أو لم يبد صلاحها، وإذا وقع كان باطلا. وهو مذهب الجمهور، قال به الحنفية في ظاهر الرواية وهو القياس عندهم وهو مذهب الشافعية والحنابلة.. وحجتهم:
1- عدم القدرة علي التسليم لتعذر التمييز بين ثمر البطن الأول وثمر البطن الثانية، لان كل بطن صفقة مستقلة وتحتاج الي تمييز وإمكان تسليم.
2- ان ثمر البطن الثانية لم يخلق بعد فلم يجز بيعه.
3- ان بيع الثمر المتلاحق بعد بدو صلاح البطن الاولي جعل الصفقة عقدا يجمع بين الموجود والمعدوم، والمعدوم لا يقبل البيع وحصة الموجود غير معلومة.
المذهب الثاني: يري جواز بيع الثمر المتلاحق اذا تم بيع البطن الأولي بعد بدو صلاح ثمرها. وهو الاستحسان عند الحنفية وإليه ذهب المالكية وحجتهم: ان بيع ثمر البطن الأولي صحيح لبدو صلاحه. أما ثمر البطن الثانية فيصح تبعا لحاجة الناس إليه، ولانه قد يتعذر انفكاكه عن ثمر البطن الأولي: ولأن الناس - كما يقول الكمال بن الهمام - تعاملوا ببيع ثمار الكرم بهذه الصفة، ولهم في ذلك عادة ظاهرة، وفي نزع الناس من عادتهم حرج.
وكما اختار المصريون ما ذهب إليه الحنفية في القول الصحيح عندهم وبعض المالكية القائلون بجواز بيع الثمر قبل بدو صلاحه اختاروا أيضا ما ذهب اليه المالكية وبعض الحنفية من جواز بيع الثمر المتلاحق، لأنه مال منتفع به في ثاني الحال وان لم يكن منتفعا به في الحال ولان الناس تعاملوا بهذه الصفة وصار لهم عادة ظاهرة وفي نزع الناس من عادتهم حرج، كما ذكر ذلك الكمال بن الهمام في صورة بيع ثمار الكرم المتلاحق.
وترك المصريون مذهب جمهور الفقهاء القائلين بتحريم بيع الثمر قبل بدو صلاحه وتحريم بيع الثمر المتلاحقة، وانه يقع باطلا لأن استدلالهم بأحاديث أنس وجابر في البخاري وحديث ابن عمر في الصحيحين التي تنهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه انما هي علي سبيل الكراهة لأخذ الحيطة، إذ ربما تحدث الجائحة فيحدث النزاع فكان الامر لاختيار المتعاقدين وليس لذات النهي، كما ان استدلالهم في مسألة الثمر المتلاحق انه يتعذر مع التمييز، ويجمع بين الموجود والمعدوم، فهذا مما يصعب التحرز منه فكان لابد من التسامح فيه. وبهذا نري عامة المصريين من تجار الثمار والزروع ومن الفلاحين قد مارسوا حقهم الشرعي في الاختيار الفقهي من بين المذاهب المعتبرة، وانتقوا منها ما يرفع الحرج وييسر لهم سبل التعامل الذي يحقق مقاصدهم ومصالحهم دون الخروج عن ضوابط الشريعة الاسلامية في ظل التعددية الفقهية السمحة التي أمر بها الرسول »صلي الله عليه وسلم« فيما اخرج الامام احمد بسند حسن عن وابصة بن معبد، أن النبي »صلي الله عليه وسلم« قال: »استفت قلبك، استفت نفسك... وإن أفتاك الناس وأفتوك«.
WWW.SAADHELALY.COM


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.