أحمد السعيد كلما فشل الليبراليون والعلمانيون في الفوز بأي تأييد شعبي لأفكارهم.. اتهموا الشعب المصري بالجهل والتخلف.. حدث هذا في استفتاء 91مارس.. وحدث أيضا بعد نتائج الجولة الأولي لانتخابات البرلمان التي كشفت حجم شعبيتهم الحقيقي .. هم دائما يرون أن الشعب المصري مجموعة من الجهلاء لذلك انتخبوا الإسلاميين! وهم يرون أن المهندسين والأطباء والمحامين.. الذين انتخبوا الإسلاميين في نقابتهم هم مجموعة من الجهلاء ايضا . والحقيقة أن النظرة الفوقية ومنطق الاستعلاء والاستكبار الذي يتعامل به العلمانيون والليبراليون مع غالبية الشعب المصري هو نفس المنطق والنظرة التي كان يتعامل بها نظام الرئيس المخلوع مع الشعب.. والتي بسببها سقط النظام البوليسي العتيد مع أول ضغط جماهيري حقيقي عليه.. والواضح انهم لم يستوعبوا الدرس جيدا.. وكلما أحرزت القوي الإسلامية تقدما فقدوا صوابهم.. حتي ظهروا علي حقيقتهم وسقطت الأقنعة من فوق وجوههم بعد نتائج المرحلة الأولي للانتخابات.. وتأكد للجميع أنهم يعيشون في واد، والشعب يعيش في واد آخر.. ولم لا؟ فهم يقضون معظم أوقاتهم علي مصاطب الفضائيات الوثيرة المكيفة وعداد »البزنس السياحي« شغال! بينما يبحث المواطن المصري علي مصطبة شعبية ليستريح قليلا ليوصل بعدها رحلةالعناء و البحث عن قوت يومه.. استعلوا علي الشعب ونسوا ماذا فعل الله بفرعون عندما استعلي علي شعبه؟ وكيف يتذكرون وهم يتمنون أن يختفي الدين كله من علي سطح الأرض؟ حولوا الشعب المصري إلي شعب سكير وخامورجي، ولايفيق من الخمر.. ولذلك سيقاتل كل من يحاول حرمانه من هذه المتعة! وجعلوا لحم المرأة المصرية رخيصا فهي تعشق العري.. والبكيني في الشوارع للركب، والرجل المصري أصبح ديوثا يتمتع بعرض »لحمه« علي خلق الله! الشعب المصري اصبح في نظرهم عصابة من اللصوص.. ويخشي تنفيذ عقوبة قطع يد السارق عليه! كانت هذه المحاور الثلاثة الرئيسية التي حرصت كل القوي الليبرالية علي التأكيد عليها طوال الفترة الماضية من خلال »القئ الإعلامي« المتكرر طوال الليل والنهار علي شاشات الفضائيات.. وبعد أن ادعوا الثورية أصبحوا أداة للدفاع عن اللصوص والعري والسُكر في مصر الكنانة. ولكني أنصح الإسلاميين بأن يفطنوا إلي هذه اللعبة القذرة ويكسروا هذا الطوق الذي يحاول الآخرون أن يحصروهم داخله إلي الأبد وعليهم ان يبتعدوا عن المتاجرة بالدين لان هذا اول طريق النجاح . الصحافة والإعلام القوميان يهاجمان الإسلاميين طوال الوقت.. فهل هذا ضمن مستندات الولاء للعلمانين؟ أم لأنها نفس العقول التي كانت تسيطر علي الصحافة والإعلام أيام صفوت الشريف؟ سعدت جدا بالتصريح الذي أدلي به المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات بأن عصر عدم تنفيذ الأحكام القضائية فد انتهي.. إنها خطوة حقيقية علي طريق الثورة.. ولكني كنت أتمني أن يرفض مقابلة السفيرة الأمريكية في هذا التوقيت بالذات.. فإن سيئات هذا اللقاء أكثر من حسناته .