شاهدنا وتابعنا خلال الأيام الماضية الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون لساحات المسجد الأقصي المبارك، حيث قام المستوطنون باقتحام ساحات المسجد الأقصي المبارك تحت حراسة الجيش الاسرائيلي المتواجد في المكان وذلك من باب المغاربة الذي تسيطر عليه السلطات الاسرائيلية منذ احتلال مدينة القدس عام سبعة وستين وتسعمائة وألف للميلاد، حيث ان هذه الاقتحامات والاعتداءات المتكررة علي المسجد الأقصي المبارك حلقة من المخطط اليهودي المتطرف لتهويد المدينة المقدسة، وإقامة الهيكل المزعوم بدلاً من المسجد الأقصي المبارك لا سمح الله، حيث بدأ ذلك واضحاً من خلال الحملات التي أعلنوا عنها للزحف نحو المسجد الأقصي المبارك. إن هذا العمل الإجرامي هو جزء من مسلسل المخططات الاسرائيلية ضد مدينة القدس والمسجد الأقصي المبارك مثل عدم السماح للأوقاف الاسلامية بالترميم، ومنع المصلين من الصلاة فيه، وكذلك الاستيلاء علي العقارات المحيطة بالمسجد الأقصي المبارك، والاستمرار في الحفريات تحت المسجد الأقصي المبارك لتقويض بنيانه وزعزعة أركانه وكذلك بناء كنيس علي الاراضي الوقفية وعلي بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصي المبارك، وكذلك مخططاتهم لبناء أكبر كنيس لهم علي أراضي حارة المغاربة، وكذلك ارتكابهم للموبقات والفواحش المختلفة داخل ساحات المسجد الأقصي المبارك، كما ان هذه الاعتداءات والاقتحامات تتزامن مع الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس، حيث تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي محافظة القدس، وكذلك الاستيلاء علي بيوت المقدسيين من أجل تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، ومصادرة هوياتهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهم، وعدم السماح لهم بالبناء، وتطويق المدينة المقدسة بالمستوطنات الاسرائيلية، وفصلها عن محيطها الفلسطيني من خلال بناء جدار الفصل العنصري، كما ان الحكومة الاسرائيلية رصدت أكثر من مليار دولار لبناء خمسين ألف وحدة سكنية في مدينة القدس من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة يغلب عليها الطابع اليهودي. إننا نحذر من النتائج المترتبة علي ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من اعتداءات ضد المسجد الأقصي المبارك بصفة خاصة ومدينة القدس بصفة عامة، كما نحمل الحكومة الاسرائيلية مسئولية هذا العمل لأن هذا العمل سيؤدي الي عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، لأن المساس بالمسجد الأقصي المبارك هو مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافي والشرائع السماوية، وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية. إن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعي لتطبيق إجراءاتها الاحتلالية الظالمة بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل من خلال ابتلاعها للأوقاف والمقدسات في مدينة القدس. وأحوج الأمة الان الي جمع شملها ورص صفوفها فهي المقدمة لاسترداد حقوقها، وبهذه المناسبة فإننا نناشد قيادات الشعب الفلسطيني بضرورة إنجاح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني فورا لأنه أهم خطوة علي طريق حماية القدس والأقصي والمقدسات، كما ندعو جماهير الشعب الفلسطيني الي رص الصفوف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة، للدفاع عن المقدسات كافة، وعن المسجد الأقصي المبارك بصفة خاصة، وشد الرحال إليه دائماً، لإعماره وحمايته من المؤامرات الخطيرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا عليه. كما نناشد منظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس ورابطة العالم الاسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصي المبارك، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، ومن حقنا ان نتساءل: لماذا لا تعقد المؤسسات العربية والإسلامية اجتماعات لها لمناقشة هذا الوضع الخطير؟.. وهل هناك أهم وأخطر من أولي القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسري النبي محمد »صلي الله عليه وسلم«.