القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط (5) مقيمين مخالفين لنظام البيئة لاستغلالهم الرواسب بمنطقة مكة المكرمة    رئيس المحطات النووية : الضبعة من أضخم مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية في أفريقيا    المدرسة الثانوية الفنية لمياه الشرب والصرف الصحي.. الشروط والمستندات المطلوبة للتقديم    التحالف الوطني يطلق مبادرة لدعم طلاب الثانوية العامة والأزهرية بالقليوبية    عاجل | الضرائب تحذر كل من أجر شقة يمتلكها ولم يخطر المصلحة    أبرزها جذب مشروعات كبرى.. مكاسب مصر من تجمع "بريكس"    كيف تأثرت دفاعات أوكرانيا بعد سيطرة روسيا على أفدييفكا؟    روبرتسون: اسكتلندا لا تتعرض لضغوط قبل مواجهة ألمانيا فى افتتاح يورو 2024    سلة - الثنائية سكندرية.. الاتحاد يحسم دوري السوبر على حساب الأهلي    وزير الرياضة: «كابيتانو مصر» يواصل تسويق لاعبيه لأندية الدوري الممتاز    منها مصر.. تحذير من ظاهرة جوية تضرب 10 دول عربية في عيد الأضحى 2024 (فيديو)    أحمد فهمي: عصابة الماكس يتحدث عن العائلة والكواليس كانت مبهحة رغم الصعوبات    نيكول سعفان عن طارق العريان: فخورة بأعماله.. وانبهرت ب «ولاد رزق 3»    متحدث التنمية المحلية: نفذنا 7.6 مليون شجرة بتكلفة 200 مليون جنيه    الثقافة البصرية والذوق العام في نقاشات قصور الثقافة بمنتدى تنمية الذات    دعاء يوم «عرفة» أفضل أيام السنة.. «اللهم لا ينقضي هذا اليوم إلا وقد عفوت عنا»    قبل عيد الأضحى 2024.. شروط الأضحية وكيفية تقسيمها    حزب الحركة الوطنية يفتتح ثلاثة مقرات في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري (صور)    إليك الرابط.. كيف تفتح حسابا بنكيا من الهاتف المحمول وأنت في منزلك؟    افتتاح معمل تحاليل بمستشفى القلب والصدر الجامعي في المنيا    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، أسرع أكلة وعلى أد الإيد    أوبك: لا نتوقع بلوغ الطلب على النفط ذروته على المدى الطويل    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    تحرش بسيدة ولامس جسدها.. الحبس 6 أشهر لسائق «أوبر» في الإسكندرية    رئيس هيئة الدواء: دستور الأدوية الأمريكي يحدد معايير الرقابة ويضمن سلامة المرضى    بعد لقائهما بيوم واحد.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا من نظيره الإيراني    سفاح التجمع يشعل مواجهة بين صناع الأعمال الدرامية    "تموين الدقهلية": ضبط 124 مخالفة في حملات على المخابز والأسواق    شواطئ ودور سينما، أبرز الأماكن فى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الأضحى    الأنبا تيموثاوس يدشن معمودية كنيسة الصليب بأرض الفرح    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    المصري ينافس أبها السعودي على ضم مع مدافع الترجي التونسي    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 14-6-2024، السرطان والأسد والعذراء    رفع حالة التأهب بمستشفى بني سويف الجامعي وتجهيز فرق احتياطية من الأطباء    محاولة اختطاف خطيبة مطرب المهرجانات مسلم.. والفنان يعلق " عملت إلى فيه المصيب ومشيته عشان راجل كبير "    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام    انتشال جثة شاب لقى مصرعه غرقا بعد إنقاذه 3 أطفال من الموت فى ترعة بالشرقية    تجديد حبس شقيق كهربا 15 يوما في واقعة التعدي على رضا البحراوي    النيابة أمام محكمة «الطفلة ريتاج»: «الأم انتُزّعت من قلبها الرحمة»    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    مجانًا.. فحص 1716 شخصًا خلال قافلة طبية بقرية حلوة بالمنيا    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال حجاجنا    الإسماعيلى يستأنف تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة إنبى فى الدورى    الحماية المدنية تنقذ طفلا عالقا خارج سور مدرسة في الوادي الجديد    «الإسكان»: تنفيذ إزالات فورية لمخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بمدينة العبور    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الخميس    أجواء مضطربة في فرنسا.. و«ماكرون» يدعو لانتخابات برلمانية وتشريعية    قيادي ب«مستقبل وطن»: جهود مصرية لا تتوقف لسرعة وقف الحرب بقطاع غزة    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    الأهلي يكشف حقيقة طلب «كولر» تعديل عقده    ناقد رياضي ينتقد اتحاد الكرة بعد قرار تجميد عقوبة الشيبي    هشام عاشور: "درست الفن في منهاتن.. والمخرج طارق العريان أشاد بتمثيلي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار جديدة عن حرب أكتوبر 73 يكشفها اللواء أركان حرب د.فريد حجاج
بسلاح قديم يرجع إلي ثلاثينيات القرن الماضي

القوات المسلحة حققت الإنجاز والإعجاز علي أعظم مقياس عسكري
حرب أگتوبر 73 أگدت أن هزيمة يونيو67 گانت استثناء وليست قاعدة
الفرقة 19 أول من رفعت العلم في سيناء
كل الاستعدادات للحرب كانت تحت نظر الموساد الإسرائيلي ولم يعرف أن الحرب قادمة!
الزمان: الساعة الثالثة ظهر يوم 6 أكتوبر 1973
المكان: الضفة الشرقية لقناة السويس
الشخصية: الفرقة 19 ترفع العلم في سيناء
الحدث: التنفيذ النيراني لمدة 53 دقيقة متواصلة لمعاونة القوات في العبور للاستيلاء علي الشاطيء الشرقي لقناة السويس بواسطة مجموعة مدفعية الفرقة 19 النسق الأول في الجيش الثالث يستولي علي النقاط الحصينة للعدو ومركز القيادة الاسرائيلي علي طريق ممر تلا.
تتجلي قيمة هذه المحاورة في أنها تحمل شهادة مقاتل ميداني، وخبير إستراتيجي في العلوم العسكرية، ومؤرخ يعتمد علي المشاهد العينية والشواهد الدالة، أكثر من اعتماده علي المراجع والنظرات الانطباعية، إزاء حدث عظيم يشكل نقطة من أعظم النقاط المضيئة ليس فقط في تاريخ المنظومة العسكرية المصرية، بل في تاريخ مصر المعاصرة
إذ يعتبر المفكر العسكري اللواء أركان حرب د.فريد حجاج أن حرب أكتوبر 1973 كانت هي الصراع الحقيقي والعملياتي الذي تم بين مصر وإسرائيل وأن ما تم قبل ذلك أو بعد ذلك لا يندرج تحت بند الصراع المسلح بين قوتين.
ويؤكد أن حرب أكتوبر نقطة مضيئة في تاريخ مصر. ويكشف أن مصر دخلت حرب أكتوبر1973 وكل الحسابات المقارنة بين القوات الإسرئيلية والقوات العربية كانت في صالح الاسرائيلية في القوات الجوية والمدرعات ، وهما عصب أي عملية إستراتيجية..
شاهد عيان ومشارك
تشير المعلومات الي أنك عاصرت الصراع العربي الصهيوني شابا ورجلا وكنت أحد رجال القوات المسلحة الذين اشتركوا في حرب اليمن، 1962 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر1973 كجندي في خدمة الوطن، وقد حفظت ذاكرتك كل الأحداث التي مرَّت في هذا الصراع والتي كان لها تأثير كبير علي الوطنفف أليس كذلك؟
عاصرت وجيلي قيام ثورة 23 يوليو وانبهرنا بها كمثال لعودة المصريين لحكم أنفسهم وكانت أولي المحطات التي اشتركت فيها عمليا هي حرب اليمن، حيث كنت في مقتبل العمر قائداً لإحدي الوحدات الفرعية الصغري في سلاح المدفعية ، وكانت ضمن الوحدات الأولي التي سافرت إلي اليمن في أكتوبر 1962 وكانت هذه المدة الزمنية في حياتي هي البداية للتساؤلات ومعرفة ما يجري لوطننا، وكانت الأسئلة كثيرة بدون أجوبة أحيانًا وبدون إجابات مقنعة في أحيان أخري، لماذا جئنا إلي اليمن؟ كانت الصدمة الكبري وهي حرب عام 1967 وما جري فيها من أحداث تركت آثارا عميقة نفسية بين أفراد القوات المسلحة بجانب الشعب المصري، ثم كانت المرحلة التالية وهي حرب أكتوبر 1973 والتي أعتبر أنها الصراع الحقيقي والعملياتي الذي تم بين مصر وإسرائيل ومن وجهة نظري أن ما تم قبل ذلك أو بعد ذلك لا يندرج تحت بند الصراع المسلح بين قوتين ، وكانت الفرحة بين الجميع لنجاح العبور وكسر الغرور الإسرائلي والهالة التي نجح في تسويقها، كل هذا جعلني أدرس ما وقع وأحفظه في ذاكرتي لعلي في وقت ما أتمكن من أن أخرجه لأعرف كيف أدرنا هذا الصراع.
استثناء وليس قاعدة
أنت تؤكد يقينا في دراستك الجادة »الفرص الضائعة في الصراع العربي الإسرائيلي« أن ما حدث في هزيمة 1967 كان استثناء وليس قاعدة، وأن مصر لم تكن جثة هامدة، وهو ما أكدته حرب أكتوبر 1973. كيف ذلك؟
نعم لقد تركت حرب يونيو 67 آثاراً بعيدة المدي في الشعب المصري والقوات المسلحة لأن نتائجها لم تكن متوقعة ، فكانت اعصارا هز وجدان الشعب المصري العريق وكانت القوات المسلحة المصرية كجزء أصيل من هذا الشعب من أكثر المجموعات تأثرا بآثار هذه الحرب لأنه كان هناك سؤالان يترددان علي لسان جميع أفراد القوات المسلحة: ماذا حدث وكيف؟ والثاني أننا لم نحارب ولم تعط لنا الفرصة لنواجه هذا العدو فكيف يكون الاتهام موجها إلينا؟
إذن كيف استوعبت القوات المسلحة ما حدث؟
كانت أولي درجات النجاح والتقدم هي الوصول إلي أسباب ما حدث، وكان تقييم تلك الأسباب ووضع الحلول مع كل الشفافية والصراحة، وكانت هذه هي البداية الحقيقية لعمل جليل تم بعد ذلك، كانت البداية هي أن هزيمة حدثت وليست نكسة كما سماها البعض، لأن تعريف الشيء الصحيح يصل بك إلي الحل الصحيح، وقد درست نقاط الضعف، وتم وضع الحلول لها، وكانت ايام التدريب من جميع فروع القوات المسلحة تذهب إلي القوات علي خط الجبهة للتدريب والمناقشة وتوصيل المعلومات السليمة ثم بدأ في بناء القوات المسلحة من جديد.
حرب الاستنزاف »سبتمبر 1968-أغسطس 0791« تمثل صفحة أكثر من قتالية، بما عكسته من ملاحم بطولية، شكلت المهاد الشامل لحرب أكتوبر 1973 وكانت السقوط المدمر الأول لأسطورة الجيش الإسرائيلي الذي روج له عالميا أنه لا يقهر. اين كان ذلك؟
كان من المهم قبل خوض هذه الحرب أن يكون هناك منهج واضح يقوم علي الأسس التالية:توافر التوازن العسكري في جبهة القناة بعد الاستكمال الجزئي لبناء القوات المسلحة ولبناء خط الدفاع عن القناة وإن الأرض لن ترد إلا بالقوة من عدو يشعر بالغرور والتفوق، وضرورة التدرج العلمي في تصعيد حرب الاستنزاف، وأن يتحقق في كل مرحلة من مراحل التصعيد التوازن بين الأرباح والخسائر، وبناء عقيدة قتالية مصرية خالصة تقوم علي أساس تجارب القتال الفعلية، هذا بالإضافة إلي تحطيم الحاجز النفسي بيننا وبين إسرائيل سواء علي المستوي العسكري أو السياسي، ثم كانت بداية حرب الاستنزاف في سبتمبر 1968 والتي استمرت حتي أغسطس 1970 بالرغم من السيطرة الجوية لإسرائيل، ولكن تمكنت القوات المصرية من أن ترد علي القوات الإسرائيلية وأن تشعر إسرائيل بفداحة ثمن بقائها في سيناء.
الهدف الحقيقي للحرب
هناك إشارة وثائقية الي الهدف من حرب اكتوبر، يؤدي الي عدم الالتفات لها جيدا والي تخليط أوراق أسفرت عن مغالطات أدت بدورها الي تشويش وتشويه الي حد ما... ما رأيك؟
في إطار الاعتبارات السياسية والعسكرية وفي ضوء التوجيه الصادر إليها، كان الهدف المباشر للقيادة العامة للقوات المسلحة هو دفع خط الدفاع المصري إلي شرق القناة بإقامة رؤوس كبار بعمق 10-15 كيلو مترًا، والاستعداد للقيام بمهام إضافية حسب تطور الموقف، مع العمل علي إنزال أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية بالقوات الإسرائيلية، لم يكن هدف العمليات العسكرية هو تحرير الأرض المحتلة، بالكامل أو احتلال مناطق إستراتيجية أو اقتصادية، بل كان الهدف هو تعديل علاقات القوي علي جبهة المواجهة، علي نحو يرغم إسرائيل علي القبول بتحقيق تسوية سياسة عادلة للقضية الفلسطينية والتخلي عن الأراضي العربية المحتلة.
معني ذلك أن الهدف السياسي كان طموحا أليس كذلك؟
نعم.. وذلك بالرغم من أن الاعتبارات المتصلة بالعمل العسكري كانت تفرض قيودا علي أبعاد المعركة، وتحتم أن لا تكون حاسمة، وفضلاً عن ذلك، فقد كان غياب العمل الأردني وعدم تنشيط الجبهة الفلسطينية يثيران التساؤل حول إمكانية تعميم أية تسوية مصرية سورية مستقبلة، لكي تتناول موضوعيا القضية الفلسطينية والأراضي المحتلة. نقطة أخري مهمة في اقترابنا السياسي، وهي تصورنا إمكان تحييد الولايات المتحدة في المعركة التي سنخوضها، ولهذا فقد رأي الرئيس السادات فتح خطوط الاتصال بواشنطن علي أعلي مستوي، كما تجنب في البداية توسيع قاعدة المواجهة بدعوة الدول العربية للتعرض للمصالح الغربية عامة والمصالح الأمريكية خاصة، إلا أن هذا الاتساع لم يكن غير مشروع وقد أصبح تأييد الولايات المتحدة لإسرائيل وتعثر العمل السياسي خلال المعركة، دافعا إلي إعادة النظر في موقفنا من استخدام البترول كسلاح سياسي في المعركة، علي نحو ما نصح به الدكتور فوزي في اجتماع مجلس الأمن القومي.
أنت تصف الحدث العظيم بأنه عمل تم بانجاز وإعجاز.. هل من مزيد وتوضيح وتفصيل؟
المهمة التي خصصها رئيس الجمهورية والقائد الأعلي للقوات المسلحة إلي القوات المسلحة والتي تسمي في التقاليد العسكرية »التوجيه الإستراتيجي« وتتضمن خمسة محاور: أولا: تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي بعمل عسكري حسب إمكانيات القوات المسلحة المصرية ويكون هدفه إلحاق أكبر قدر من الخسائر للعدد، وثانيا: إقناع العدو بأن تواصل احتلاله لأرضنا تفرض عليه ثمنًا لا يستطيع دفعه مع إبطال وتحديد عناصر القوة في الجيش الإسرائيلي، وثالثا: إرغام الجيش الإسرائيلي علي القتال علي جبهتين، ورابعا: إغلاق مضيق باب المندب. ثم خامسا: تكبيد خسائر وتحرير الأرض المحتلة علي مراحل حسب تطور وإمكانيات القوات المسلحة المصرية بالنظر إلي هذه المهمة قد نفذت رغم الظروف غير المواتية دوليًا وإقليميًا ومحليًا.
ماذا عن الإعجاز؟
الإعجاز نحدده في: أنه يتم بعد مرور ست سنوات فقط من الهزيمة بنفس الرجال، وهذا خلاف ما يظنه الإسرائيليون حيث قال موشي ديان إن العرب يحتاجون إلي نحو خمسين عاماً من أجل بدء حرب جديدة، هذه واحدة والثانية أن نوعية السلاح المتوافر في القوات المسلحة تعود إلي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي أما السلاح الحديث فكانت نسبته في القوات المسلحة لا تزيد علي 20-30٪ وأعداد قليلة من كل نوع ، ومثال ذلك كانت أسلحة الدفاع الجوي أغلبها ثابتا مما لا يوفر الحماية للعمليات المتحركة ، وكذلك أنواع الطائرات والدبابات ، وكان ذلك ناتجا من أن السوفيت طلبوا أن تسديد قيمة صفقة السلاح في فبراير 1972 بالعملة الصعبة، ولقد دخلت مصر حرب أكتوبر وكل الحسابات المقارنة بين القوات الإسرئيلية والقوات العربية كانت في صالح إسرائيل في القوات الجوية والمدرعات ، وهما عصب أي عملية إستراتيجية. فوتوضح الوثائق المصرية السوفيتية أن القوات المسلحة كانت تشن هجومها وعبورها بأسلحة دفاعية والمعدات والأسلحة التي طورتها القوات المسلحة في مقابل عدو متفوق من ناحية التسليح وترسانة الولايات المتحدة تمده بإمدادات الأسلحة.
والثالثة: إرغام العدو علي القتال وتكبيده الخسائر وأسر الأسري. والرابعة: تحقيق المفاجأة والخداع بالرغم من وجود القوات المصرية علي مرمي البصر والتفاخر الإسرائيلي بجهازه للمخابرات، وكذلك جهاز المخابرات المركزية الأمريكية واللذين لم يتمكنا من كشف ميعاد الهجوم، وخامس وجوه الاعجاز هو تحطيم أحد أكبر الخطوط الدفاعية في العالم وهو خط بارليف والاستيلاء علي خصوصيته في أقل من ست ساعات، والنقطة السادسة ان الأستاذ محمد حسنين هيكل كتب أن الرئيس السادات أرسل خطابا إلي الدكتور هنري كسنجر بواسطة السيد حافظ إسماعيل يقول فيه لن يكون هناك توسيع للقتال للعمق أو المواجهة وادعي بأنه بذلك كشف عن خطة الجيش المصري وأظن أنه قول خطأ حيث عندما يتكلم رئيس الجمهورية والقائد العام عن العمق فيكون المقصود هو عمق الدولة، أي لن نضرب عمق إسرائيل (حرب المدن) وليس العمق التكتيكي والتعبوي، والوجه السابع للإعجاز هو استخدام التخطيط العلمي والتدريب الشاق والمستمر والاستخدام الأمثل لنوعية السلاح المتوافر وتطويره، وذلك عند تنفيذ التخطيط لحرب أكتوبر1973 ويبقي ثامن الوجوه: بالرغم من الموقف الدولي خصوصًا موقف الدولتين العظمتين فقد فرضت مصر عليهم التدخل في الصراع، فقامت مصر بشن الهجوم بدون الاعتماد علي أي من القوتين.
شفرة الاستراتيجية
التخطيط في الرؤية والأداة كان »الشفرة« في استراتيجية اكتوبر العسكرية بكل أبعادها، فكيف تمت عملية التخطيط لهذه الحرب التي فاجأت العالم بالقدرة المصرية والمقدرة القتالية المبنية علي العلم والأخذ بأحدث الأساليب العصرية؟
بإيقاف النيران في 8 أغسطس1970 وبموت الرئيس جمال عبد الناصر وتولي الرئيس أنور السادات ومع تعنت إسرائيل في جميع محاولات السلام وكذلك فشل مباحثات المبعوث الدولي للأمم المتحدة المنوط به تنسيق القرار 242 كانت الاستعدادات للقيام بعمل عسكري يجبر إسرائيل أن تتأكد أنها ليست قوة لا تقهر وأن العرب ليسوا جثة هامدة، ولهذا عندما تم التخطيط لحرب أكتوبر كان الاتجاه لاستخدام الفكر العلمي في إطار إستراتيجي في إعداد خطة الحرب وتجهيز كل عناصر الدولة لتكون جاهزة عند قيام العمليات، وكانت العناصر الرئيسية لهذا التخطيط ما يلي:
تحقيق المفاجأة علي أساس من السرية والخداع. ووضع خطة الخداع الإستراتيجي. وأن يتم تنسيق خطة الخداع علي المستوي الإستراتيجي بين وزارات الحربية الإعلام الخارجية ويبدأ تنفيذها قبل الحرب بستة أشهر. والتنسيق الكامل بين الجهة المصرية والسورية.
ومواجهة نظرة الأمن الإسرائيلية من خلال فكر علمي متكامل. وإرغام الجيش الإسرائيلي علي القتال في جبهتين في وقت واحد. وتجهيز قاعدة الهجوم هندسيا التي وصل حجم التجهيز الهندسي فيها إلي ما يعادل 20 هرماً بحجم الهرم الأكبر وفاقت 17 مرة حجم الأعمال الهندسية بالسد العالي. والتغلب علي ساتر رملي بارتفاع 20م.
وماذا عن قرار الحرب في مساء الأحد 30 سبتمبر 1973 حيث اجتمع مجلس الأمن القومي بدعوة مفاجئة من الرئيس السادات؟
في هذا الاجتماع جري استعراض الموقف من مختلف جوانبه السياسية والعسكرية، فأعرب الرئيس عن تقديره لما أمكن للدبلوماسية المصرية تحقيقه دوليًا، وفي تقييمه للقوتين الأعظم، أشار إلي عدم اقتناع السوفييت بأنه لا حل سلميا للنزاع العربي الإسرائيلي، وإن أيدوا موقفنا سياسيا، أما عن الولايات المتحدة، فلم يكن هدفها يتجاوز تحريك القضية عن طريق إعادة فتح قناة السويس والانسحاب الإسرائيلي الجزئي وتعمير مدن القناة، وكان تقديره أن المشاعر العربية كلها معنا، كما أبرز تأييد السعودية المالي والمادي لنا، وكان يري أن استمرار حالة »اللاسلم واللاحرب« وراء كل متاعبنا الاقتصادية والاجتماعية، وعن القوات المسلحة، قال إن إعدادها قد بدأ منذ أول العام للقيام بعمل عسكري عبر القناة، ثم أشار إلي ما تسرب عن اجتماع فلسطيني حول احتمال نشوب الحرب وأن الإذاعة الإسرائيلية قد رددت هذه الأنباء، وكأنه أراد بذلك أن يلفت نظر المجتمعين إلي توقع نشوب الحرب دون أن يؤكد ذلك صراحة، ثم دعا الرئيس المجتمعين إلي أن يدلوا بآرائهم وفي نهاية الاجتماع أجمل الرئيس السادات الموقف في: حتمية المعركة والانتقال من الدفاع إلي التعرض، طالما استمرت إسرائيل تمارس سياستها علي أساس أنها قوة لا تقهر تفرض شروطها، وأننا دخلنا »منطقة الخطر« إن استمرار الوضع الحالي هو الموت المحقق، وإن الأمريكيين يقدرون سقوط مصر خلال عامين، ولذا فبدون المعركة سوف تنكفئ مصر علي نفسها، ونحن نمر بأصعب فترة، لا قرار أخطر من القرار الذي نحن بصدده، وعلينا كسر التحدي، و لن نقطع خيط الحوار مع الولايات المتحدة ولكننا نواصله، بينما نكون قد كسرنا وقف إطلاق النار.
خمس مراحل
وكيف كانت مراحل الحرب؟
في الساعة الثانية ظهراً بدأت معركة 6 أكتوبر 1973 بالضربة الجوية وفي الساعة الثانية وخمس دقائق بدأ تمهيد المدفعية لمدة 53 دقيقة لحماية موجات العبور في القتال وقد كانت مراحل الحرب كالتالي: المرحلة الأولي من 6-13 أكتوبر مرحلة تحقيق المهمة الرئيسية للقوات المسلحة تم فيها عبور 14 ألف مقاتل في 6 ساعات أولي وفتح 81 ممرًا خلال 3-5 ساعات أهم أهدافها ضد الهجوم المضاد الإسرائيلي يومي 8، 9 أكتوبر وتدمير 400 دبابة، 40 طائرة المرحلة الثانية يوم 14 مرحلة تطوير الهجوم المرحلة الثالثة يوم 15-17 مرحلة ضد الضربة الرئيسية ومعارك المدرعات الكبري المرحلة الرابعة 18- 28 مرحلة حسر العدو غرب القنال. مرحلة الاستنزاف بعد وقف إطلاق النار لمدة 80 يوماً، وبإيقاف النيران وبواسطة أمريكية أجري مباحثات الكيلو 101 وعقد اتفاقية الفصل الأول ثم الثاني وكان يقوم بالدور الرئيسي الدكتور هنري كسينجر.
وكيف تري نتائج حرب أكتوبر ونحن نخاطب الاجيال الجديدة؟
يمكن إجمالها في : إنهاء أسطورة الجيش الذي لا يقهر واليد الطولي للجيش الإسرائيلي، و هدم نظرية الأمن الإسرائيلي وأن أمانها في سلامها مع جيرانها، وعودة الثقة في المقاتل المصري وأنه إذا أحسن الاستعداد والثقة في النفس يعمل المستحيل. وكان من أوضح النتائج سقوط الدعاية الكبيرة علي إمكانيات جهاز الموساد الإسرائيلي كأحد أقوي أجهزة المخابرات، فقد تمت كل الاستعدادات تحت نظره ولم يعرف أن الحرب قادمة وقد استمرت هذه المعلومة لفترات طويلة في مجتمعنا، ولكن للأسف رجعت ثانية وأصبح نظام المؤامرة بواسطة الموساد لكل ما نعانيه من مشكلات شماعة حتي نهرب من حل مشكلاتنا بأيدينا، كما كانت السبب الرئيسي في عودة مشكلة الشرق الأوسط ثانية إلي الحياة والبحث عن حل لها، وأرغمت الولايات المتحدة لتناول هذه المشكلة بعدما كانت تطالب بالاسترخاء، واثبتت الحرب أهمية التخطيط العلمي والعلم والتكنولوجيا واستخدامها في كل عمل جاد لمصلحة الوطن. كما برهنت علي ان التضامن العربي يمكن تحقيقه إذا خلصت النوايا وأن باتحاد وتضامن العرب يمكن أن يكونوا قوة سادسة في العالم، ما تم في حرب أكتوبر من المرات القليلة التي تضامن العرب لو استمر هذا التضامن لكان حل الصراع العربي الإسرائيلي سهلا ويسيرا وبه يمكن إعادة الحقوق الفلسطينية إلي أهلها، وكان من اعظم النتائج إعادة حقيقة أن انتماء المصري إلي وطنه موجود في كل وقت وأنه عند وجود الهدف أو المطلب للوطن بأنه يظهر بأعلي درجاته، ونبهت الحرب الي أهمية تعمير وتنمية سيناء لأنها هي البوابة الرئيسية لمصر، وبتعميرها تقل فرص التعرض لها، ثم كان فتح قناة السويس وإعادتها إلي الملاحة مرة ثانية.
الحرب من أجل السلام
وبانتهاء حرب أكتوبر تأكد ازدياد نفوذ الولايات المتحدة السياسية والعسكرية علي قضية الشرق الأوسط في المقابل بدأ التآكل للنفوذ السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط، تم إيقاف النار في 28 أكتوبر 1973 بعد تدخل كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، فكان هذا أول صدام عسكري كامل بين قويتين من أطراف الصراع العربي الإسرائيلي وكان لا بد من كل نهاية صدام أن يتم المباحثات السياسية للوصول إلي نهاية هذا الصراع.
ثم. بدأت معركة عملية السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.