اعتراف نزل عليّ كالصاعقة أطلقه أمامي د. ثروت بدوي - أستاذ القانون الدستوري بكلية حقوق القاهرة - أثناء حضوري مؤتمر لجنة قطاع الدراسات القانونية بالمجلس الأعلي للجامعات الذي نظمته لبحث كيفية تطوير كليات الحقوق بعد أن وصلت إلي حافة الانهيار وكشفوا ان أحد أسباب انهيار التعليم بكليات الحقوق هو نظام التعليم المفتوح والذي تحول إلي كارثة بهذه الكليات، الاعتراف الذي جاءني من شيخ فقهاء القانون الدستوري عندما حكي أمام جميع الحضور بعد ان أكد ان التعليم المفتوح قد اصبح فعلا كارثة أنه شخصيا يدرس لطلابه بكلية حقوق القاهرة- وأنه عندما صحح الامتحان الذي أعطاه لهم وجد مستوي اجاباتهم متدنية جدا ولا يفقهون شيئا في القانون وأعطي بعض الأمثلة التي تشير إلي تدني هذا المستوي للدرجة التي يكتب فيها بعض طلابه كلمة »لكن« بلام ألف »لاكن« وهكذا.. ونظرا لتدني مستوي الاجابة فقد رسبوا في مادته لكنه فوجئ بقدرة قادر بأن من أقر رسوبهم قد نجحوا- وطبعا أشار بنوع من المواربة بالأيدي الخفية التي تدخلت لكي ينجح الطلاب الراسبون في مادته بهذا الشكل- وطبعا يحدث هذا مع بقية المواد الأخري.. أعلن د. بدوي هذا في حضور عميد كلية حقوق القاهرة د. أحمد بلال والذي كان يرأس الجلسة التي اعترف فيها د. بدوي بذلك وقد أصابت الدهشة وجه عميد الكلية لأن د. بدوي فاجأه بهذا الاعتراف الذي وضعه في حرج امام الحضور.. ومع اعتراف د. بدوي بذلك أريد ان أعاتبه هو شخصيا علي ما قاله لأنه بصرف النظر عما أعلنه عن رأيه الصادم في طبيعة التعليم المفتوح ومستوي طلابه إلا أنه كان يجب عليه أن يكون له موقف حاد مع الكلية عندما نجح كل الطلاب الذين قرر هو رسوبهم لأنهم لا يستحقون النجاح.. لأن معني ما قاله ان هناك تزويرا قد حدث في نتائج هؤلاء الطلاب- فلماذا ظل ساكنا لم يتحرك ولم يعلن بعد أن علم بذلك انه لن يقوم بالتدريس لطلاب التعليم المفتوح مرة أخري مادام هو غير مقتنع به وبمستوي طلابه الملتحقين به ومعظمهم من طلاب الدبلومات الفنية أو من ضعاف طلاب الثانوية العامة القديمة- وغير مؤمن بأن يكون التعليم المفتوح لمنح شهادات بكلية الحقوق لكي تساوي نفس شهادة الليسانس التي يحصل عليها الطالب المنتظم- ويمارس مثله مهنة المحاماة اقول للدكتور ثروت:كان يجب عليك ان تعتذر عن التدريس في التعليم المفتوح إذا كنت متيقنا أن هذه النوعية لا تصلح للحصول علي شهادة الليسانس في القانون- وكان يجب عليك ان تبلغ النائب العام بالتزوير الذي حدث في نتيجة الطلاب في المادة التي صححتها ورسب فيها الكثيرون ووجدت انهم بقدرة قادر نجحوا- وأنا واثق ان العائد المادي من وراء التدريس في التعليم المفتوح أو توزيع كتابك عليهم ليس هو هدفك اطلاقا للاستمرار في التدريس بهذا النوع من التعليم ولمثل هذه النوعية من الطلاب الملتحقين به مع أن غيرك لا يهمه سوي ماسوف يجنيه ماديا من عائد الكتاب والتدريس حتي لو خربت الجامعات بمن فيها- المهم عنده عائد محاضرات التدريس أو بيع كتابه الذي ألفه بعد أن جمعه من عدة كتب أخري للآخرين!! لقد حدث أن دعتني هذا العام زميلة دفعتي بكلية الاعلام جامعة القاهرة د. ليلي عبدالمجيد.. العميدة الحالية للكلية لكي اشارك في جلسات اختبار الطلاب المتقدمين للالتحاق ببرنامج التعليم المفتوح بالجامعة حتي أتأكد بنفسي كما قلت من حسن اختيار نوعية الطلاب الذين سيدرسون في برنامج الاعلام بالجامعة.. إلا أنني رفضت تماما لأنني غير مؤمن من البداية بسلامة هذا النوع من التعليم بشكله الحالي- وأنه يجب ان يكون للتثقيف فقط في مجال التخصص وليس لمنح شهادات موازية لنفس الشهادات التي يتم منحها من الاعلام والعمل فيه بعد ذلك مع أوائل الثانوية العامة الذين يلتحقون بكلية الاعلام التي تأخذ جزءا يسيرا من طلاب القطفة الأولي من طلاب الثانوية العامة ويحصلون علي بكالوريوس الاعلام. طبعا هذا الكلام لن يعجب ابناءنا الطلاب الذين يدرسون بالتعليم المفتوح- ولن يعجب الأخوة الأساتذة الذين يدرسون بهذا النوع من التعليم لأنه يمثل دخلا رهيبا بالنسبة لهم لم يكونوا يحلمون به- ولن يعجب القائمين علي التعليم المفتوح لنفس السبب- لكن هذا رأيي ومازلت مصرا عليه حتي يتم الاصلاح - وهو نفس الرأي الذي أعلنه عمداء كليات الحقوق أنفسهم أمامي - وهو نفس رأي رئيس مجلس الشعب ذاته د. أحمد فتحي سرور الذي كان قد أدخل هذا النوع من التعليم في الجامعة المصرية لكنه كما قال لم يكن يهدف إلي هذا الشكل الحالي الموجود الآن.. لذا أقول للدكتور ثروت بدوي.. أرجوك ان تعتذر عن التدريس في التعليم المفتوح إذا لم تكن مؤمنا به بالفعل- وألا يكون الاعتراض علي الخطأ بالكلام فقط!! أقول هذا لك ولغيرك إذا كنا نريد الاصلاح فعلا.