كان من المفترض ان تنطلق هذه الأيام الدورة ال 71 لمهرجان الفيلم القومي الذي تقيمه وزارة الثقافة لتشجيع الانتاج السينمائي المتميز ويطرح المهرجان تقيماً شاملا لعام سينمائي بكل ما أنتجته آلة السينما في مصر من خلال مسابقتين يقيمهما احداهما للأفلام القصيرة والتسجيلية وأفلام الرسوم المتحركة والثانية للأفلام الروائية الطويلة.. لكن الظروف التي أعقبت ثورة 52 يناير حالت دون الاعلان عن مسابقة المهرجان في موعدها المعتاد فهل تقرر تأجيل دورة المهرجان لهذا العام؟رسمياً لم يصدر قرار بالتأجيل.. فعلياً أنتهي موعد المهرجان ولحق بقطار التأجيلات بعد مهرجان سينما الاطفال ومهرجان المسرح التجريبي.. والبقية قد تأتي يعد مهرجان الفيلم القومي أحد الفعاليات السينمائية المهمة في مصر والذي انطلق في عهد الوزير الأسبق فاروق حسني.. والذي لم يختلف السينمائيين علي اهميته منذ انطلاق دورته الاولي حيث يعطي دفعة كبيرة لفن السينما ومبدعيه وحيث يطرح كل عام تقييماً شاملاً لموسم سينمائي يمنح المهرجان جوائز في جميع فروع العمل السينمائي من تصوير ومونتاج وسيناريو وتمثيل وموسيقي وإخراج وانتاج الي جانب جوائز الافلام القصيرة التي كانت تذهب دائماً لتجارب الشباب من خريجي وطلبة معهد السينما.. وتمنح وزارة الثقافة جوائز تصل الي نصف مليون جنيه.. ولكن لماذا نتحدث عن المهرجان بصيغة »كان« فهل خرج المهرجان ولم يعد! قبل يوم واحد من اندلاع ثورة 52 يناير وتحديداً يوم 42 يناير أنهت اللجنة التي شكلها فاروق حسني لتطوير هذا المهرجان عملها وكان يرأسها علي أبو شادي رئيس المهرجان وبعض السينمائيين من بينهم يوسف شريف رزق الله وأعدت اللجنة تقريرها واوصت بفصل المسابقتين واقامة مهرجانين مستقلين احدهما للأفلام القصيرة والآخر للأفلام الطويلة واستقرت علي ان الوقت غير متاح لتنفيذ التوصيات في دورة 1102 ليتقرر اقامة المهرجان علي شكله المعتاد.. كان غياب النجوم في السنوات الأخيرة عن حضور المهرجان أحد الأسباب التي دفعت بالوزير الأسبق لتشكيل اللجنة للبحث عن صيغة جديدة للمهرجان.. عشر سنوات كفاية علي أبو شادي الذي ظل رئيساً لهذا المهرجان علي مدي عشر سنوات بادر الشهر الماضي بلقاء وزير الثقافة د. عماد أبو غازي معتذراً عن عدم الاستمرار في رئاسة المهرجان وأبدي اقتراحه للوزير باقامة مسابقتي المهرجان لهذه الدورة دون عروض ولا جمهور واقامة حفل واحد لتوزيع الجوائز.. وجهة نظر أبو شادي التي عبر لنا عنها أن الغاء هذا المهرجان كارثة لأنه لو ألغي لن يعود ولا نضمن ان يأتي وزير ثقافة آخر يتحمس لاقامته كما ان ظهور تيارات المد السلفي يجب ان تواجه بمثل هذه الفعاليات الفنية والثقافية.. الي جانب أهمية المهرجان للسينما والسينمائيين فهو الوحيد الذي يعكس حال السينما المصرية من خلال قراءة الافلام وتقييمها ودعمه للفن الجيد والتجارب الجديدة وإذا كانت هناك ملاحظات سلبية عليه يمكن النظر فيها وتعديلها لاستعادة تأثيره القوي علي فن السينما فهو قوة دفع حقيقية لكل السينمائيين الجادين.. أبو شادي عبر عن رفضه للاستمرار رئيسا للمهرجان مؤكداً أنه »يكتفي بهذا القدر« الذي يراه كبيراً مضيفاً: عشر سنوات كفاية وقد كنت أرغب منذ فترة في ترك هذه المسئولية وأعلنت رغبتي لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني لكنه طلب مني الاستمرار وأعتبرت ذلك تكليفاً. لكن هل ستقام دورة هذا العام للمهرجان أم تؤجل خاصة ان وقت انعقاده قد حان! يقول أبو شادي قلت رأيي من منطلق موضوعي بحت فليس لي أي مصلحة في استمراره أو تأجيله لكنني أطالب باقامة مسابقتيه من خلال اختيار لجنتي تحكيم تشاهد كل الأفلام المنتجة لهذا العام دون دعوة شركات الانتاج ودون عرض جماهيري للأفلام ثم اقامة حفل واحد لتوزيع الجوائز وذلك احتراماً لجهد السينمائيين الذي بذلوه علي مدي عام كامل مشيراً الي ان »عدم اتخاذ قرار حتي الان يعد قراراً في حد ذاته«.. »أزمة الوزارة« محمد أبو سعدة مدير صندوق التنمية الثقافية الذي يمول المهرجان أكد تأثر موارد وزارة الثقافة بتراجع الدخل الذي كانت تحصل عليه من الاثار ويقول: أري ان اقامة المهرجان في هذا التوقيت ستكون صعبة فنحن لم نقم باخطار شركات الانتاج للمشاركة في المهرجان كما أننا ندرس سبل تطويره والميزانية المتاحة له ونسعي لتحديد الأولويات وفقا لما هو متاح لنا من موارد.. وحول اقامة المسابقة فقط لهذا العام قال أبو سعده الفكرة مطروحة منذ فترة لكن المهم آلية تنفيذها ومدي توافر الميزانية المطلوبة له.. مسابقة وليس مهرجانا انعام عبد الحليم التي عملت مديراً للمهرجان منذ انطلاق دوراته الأولي والتي تستعد لمغادرة موقعها بعد وصولها لسن التقاعد أرادت ان تقول »كلمة حق« معنا قبل تركها لمهمتها فقالت: كنا نقيم المهرجان من أجل السينمائيين فلا يهتمون بالحضور ونظل نطاردهم ليحضروا عروض أفلامهم ثم نطاردهم ليحضروا لتسلم جوائزهم ولهذا فلا أري ضرورة لاقامة المهرجان والأفضل الاكتفاء باقامة مسابقة للأفلام علي طريقة صندوق دعم السينما زمان دون عروض ولا جمهور ولا احتفالية.. دواع أمنية قطعاً الظروف الأمنية الحالية لا تسمح باقامة عروض للأفلام مفتوحة للجمهور.. فهي مخاطرة غير محسوبة وتحتاج لاجراءات أمنية وبالتالي فالأفضل الا تقام عروض جماهيرية وأن تقام المسابقة أو المسابقتين الروائية والقصيرة خاصة أن بعض الشباب قد انتهوا أفلامهم القصيرة عن الثورة والمستمدة من روح ثورة 52 يناير.. والوزير يفكر د. عماد أبو غازي وزير الثقافة ترك الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات التي تشير لاقامته والتي تنفي اقامته أيضاً.. مؤكداً »تركت هذا الامر للمركز القومي للسينما وصندوق التنمية الثقافية ولازلنا ندرس الوضع لأن المهرجان كان يعدله في شهر يناير وحالت الأحداث دون ذلك.. وحول الاكتفاء باقامة مسابقة كما أقترح أبو شادي قال الوزير: الموقف كله تحت الدراسة ولم نتخذ قراراً فيه حتي الأن!!