في الذكري المئوية لميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لابد ان نسترجع الأحداث ونتذكر كيف استرد المصريون كرامتهم ورفضوا ان يعيشوا تحت وطأة الذل والسخرة والاحتلال.. ومع الاحتفال بمرور مائة عام علي ميلاد »ناصر» نتذكر صورتين للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والملك فاروق الأول، توضحان باختصار الفرق الكبير بين مصر »الجمهورية» التي قامت علي العدل والمساواة بين الجميع وبين مصر »الملكية» التي قامت علي الاقطاع والظلم والاستبداد والخنوع أمام ما عرف بالمندوب السامي.. وصورتان أخريان الأولي لدولة الجماعة التي أراد فيها الإخوان ان يقبل المصريون يد مرشدهم كما يفعلون هم والاخري رفع فيها المصريون صورة رؤساء مصر عبدالناصر والسادات والسيسي بميدان التحرير خلال ثورة 30 يونيو في اشارة واضحة الي انهم قرروا التخلص من الرجعية الدينية المتشددة. 65 عاما مرت علي ثورة يوليو 1952 ومع ذلك ما زال أيتام »الملكية» وأتباع البنا في مصر يتباكون علي ضياع حلمهم في تكوين الثروة علي حساب »لقمة عيش» المصريين وتقسيم وقتل المصريين من أجل ان تعيش الجماعة.. 65 عاما مرت ونسي هؤلاء ان رجوع الملكية بات أمرا مستحيلا لأن الكلام والخلاف علي الملكية ليس مجرد أمر سياسي لكنه أمر انساني.. كيف نكون مع فكرة تنصيب ملك علي الناس؟ كيف نكون مع التمييز الطبقي والفوارق الاجتماعية في التعليم والصحة والوظائف وفي شتي المجالات التي تقتصر علي أبناء الطبقة الواحدة، مع حرمان باقي الشعب من حقهم في الحياة؟ كيف يعتقد هؤلاء ان المصريين يمكن ان ينجح أحد في تقسيمهم علي اساس ديني أو طائفي؟ الملكية في مصر المحروسة كانت ما بين الاقطاعية والفساد والاستعمار وفساد حاشية الملك والعائلة المالكة والفساد السياسي والاستسلام للمستعمر وتلقي الأوامر من المندوب السامي. أما دولة الاخوان فلم نعرف عنها غير القتل والتخريب والسير كالقطيع خلف المرشد، وما بين الدولتين قرر المصريون ان يختاروا »الجمهورية» التي وضع حجر أساسها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وامتدت حتي اليوم.. دولة تقوم علي مشروع واضح لا مجال للتشكيك فيه.. علي مباديء واضحة تهدف الي العدالة الاجتماعية والقضاء علي الاقطاع والاستعمار والسيطرة رأس المال والعنف والتطرف والإرهاب.. دولة قامت علي بناء حياة ديمقراطية سليمة وبناء جيش وطني قوي قادر علي حماية المصريين في أي وقت في الداخل والخارج.. مصر »الجمهورية» منذ عهد عبدالناصر حتي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهدت الطريق إلي أن يكون الشعب هو صاحب الاختيار والقرار في كل شيء وهذا يكفي.