رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد افتتاح مبنى خدمات ومكتبة كنيسة المقطم.. صور    آخر تحديث: سعر الدولار صباح تعاملات اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في مصر    تطبيق التوقيت الصيفي في مصر 2024: خطوات تغيير الساعة وموعد البدء    تأثير حملة "خلّوها تعفن" على أسعار الأسماك واللحوم في مصر    محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لكورنيش المحلة الجديد    تراجع إنتاج السيارات في المملكة المتحدة خلال مارس الماضي    حماس تبدي استعدادها لإلقاء السلاح في حالة واحدة فقط    الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال دفن 20 شخصا على الأقل بمجمع ناصر وهم أحياء    الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    مسلسل البيت بيتي 2.. تفاصيل العرض ومواعيد الحلقات على منصة شاهد VIP    الرئيس السيسي: سيناء تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة    شوشة عن إنجازات سيناء الجديدة: مَنْ سمع ليس كمَنْ رأى    البحرية البريطانية: بلاغ عن حادث بحري جنوبي غرب عدن اليمنية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    مواعيد مباريات الخميس 25 إبريل - الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد.. ومواجهة صعبة لمانشستر سيتي    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    مفاجأة غير سارة لجماهير الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    "أبو زعبل للصناعات الهندسية" تكرم المحالين للمعاش    التريلا دخلت في الميكروباص.. 10 مصابين في حادث على صحراوي البحيرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    اليوم.. حفل افتتاح الدورة ال 10 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    وزير التعليم العالي: تعزيز التعاون بين منظومة المستشفيات الجامعية والتابعة للصحة لتحسين جودة الخدمات    التحقيق في سقوط سيارة من أعلى كوبرى روض الفرج    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بمحاور القاهرة والجيزة    بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي غانا لمواجهة دريمز    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    انقطاع مياه الشرب عن منشية البكري و5 مناطق رئيسية بالقاهرة غدًا    وزير النقل يشهد توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    حبس المتهم بإنهاء حياة شخص بسبب الخلاف على المخدرات بالقليوبية    لأول مرة .. أمريكا تعلن عن إرسالها صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شقيق الزعيم عبد الناصر: لو تأخرت ثورة يوليو ساعتين.. لدخل عبد الناصر ورفاقه السجن

* الملك علم باندلاع الثورة ليلة 22 يوليو وصدر أمر باعتقال كل قادتها
* عبد الناصر منح شقيقيه 30 جنيها ليلة 23 لتوكيل محامي للدفاع عنه لو فشلت الثورة
* ثورة يوليو كان مقررا لها عام 1955 ولكن الأحداث عجلت بسرعة القيام بها
* سرعة البكباشي يوسف صديق في التحرك وراء إجهاض مخطط الملك
* عبد الناصر سجن عمه سلطان حسين 6 أشهر لاستيلائه على 5 أفدنة بجزيرة ببني مر
* ذهبت لسيد مرعي بحثا عن فرصة عمل ومدير مكتبه لم يكن مهذبا معي
* ناصر أجبر السادات على إعادة فيلا ثمنها 50 ألف جنيه للواء الموجى أخذها منه بخمسة آلاف
* إبراهيم خيري أعطى لعبد الناصر"أمارة" عند دخوله لكشف الهيئة بالكلية الحربية
* صدام حسين أمر بتعييني مديرا ببنك الرافدين بمصر وأوصي بالاهتمام بي
* لم أفكر في الذهاب لصفوت الشريف لأنه يكره نظام عبدالناصر
* قطر وضعتنى كموظف على حصتها بالجامعة العربية وعصمت عبدالمجيد تلقى أوامر برفضي
* ناصر كان يشارك في المظاهرات ضد الاستعمار البريطاني ودخل السجن وعمره 15عاما
* ناصر دخل كلية الحقوق وظل بها 6 أشهر حتى سمع أن الكلية الحربية اختارته
* ناصر رفض توظيف والده بإحدى شركات الأعمال وقال "دول عايزين يشترونى بيك"
* عبد الناصر منع كل عائلته من العمل بالسياسة والبيزنس منذ قيامه بالثورة
* بمجرد وفاة عبد الناصر بدأت المضايقات وأيام السادات كان النقد واضحا وصريحا للزعيم
* السادات ظلت لديه عقدة شعبية عبد الناصر وزعامته وكان يغير منه على المستوي الشخصي
* بعدما تولي مبارك الحكم أرسلت له رسالة لكنه لم يرد
* ذهبت لليثي لمساعدتي في إيجاد عمل فقال لي يوسف والي يدير الوزارة من بيته
* مبارك كان لا يحب أهله ولا يراعيهم وكان يجيد استعداء الناس عليه
* السادات كان يقسو ثم يسامح ويصالح وكان يساعد كل من أسدي له معروفا
* مبارك كان موظفا بدرجة رئيس وتملكه الغرور ولم يتورع نظامه عن إهانة وإفساد الشعب
* الرئيس المخلوع سلم الملف الاقتصادي لشاب جاهل ومغرور اسمه جمال مبارك
* الزعيم كان مقتنعا بأن الوفد والشيوعيين والإخوان ومصر الفتاة هدفهم السلطة وليس طرد المستعمر البريطاني
* زكريا عزمى كان هو الحاكم الفعلى في عهد مبارك
رغم أنه شقيق الزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة 23يوليو التي قضت على الإقطاع والملكية وقادت التحرر في دول العالم الثالث إلا أنه وصل به الحال في فترة من الفترات أن يرسل رسالة للرئاسة في عهد مبارك يطالب فيها بفرصة عمل بعد أن امضى سنوات عديدة من العمل في ليبيا أيام الراحل السادات ثم انتقل للعمل بالعراق حيث اوصى صدام حسين باكرامه لأنه من أسرة الزعيم جمال عبد الناصر وعندما عاد إلى مصر رفضا لاحتلال صدام للكويت أرسل لرئاسة الجمهورية لتوفير عمل فما كان إلا أرسلت موظفة من الشئون الاجتماعية لبحث حالته من أجل عمل معاش شهرى 100 جنيه.
إنه الدكتور عادل عبد الناصر أستاذ التاريخ والشقيق الأصغر للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي يكشف في حوار خاص ل "فيتو" أسرارا تنشر لأول مرة عن جوانب متعددة في حياة الزعيم، بداية من صغره مرورا بخروجه في المظاهرات ضد الاحتلال وشجاعته في الوصول إلى إبراهيم باشا ليحقق حلمه بالتحاقه بالكلية الحربية، وصولا إلى طريقة تفكيره بتغيير مصر بقيامه بثورة يوليو لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير رغيف الخبز الى جانب رفضه استغلال وضعه كرئيس الجمهورية بحبس عمه.

وقال عبد الناصر إن شقيقه بدأ الاعداد لثورة يوليو بعد حرب فلسطين وزيادة فساد الملك وان الثورة كان مخطط لها في عام 55 إلا أن سوء أحوال البلاد عجل بقيامها مؤكدا على أن عبد الناصر لم يسع لاستغلال سلطاته في منافع خاصة لنا بدليل أنه سجن عمه عندما حاول الاستفادة من سلطاته كرئيس جمهورية وطالبنا بعدم الدخول إلى عالم البيزنس ورفض تعيين والده بإحدى الشركات.

وأكد عبد الناصر أن الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق كان هو الحاكم الفعلى للدولة أيام مبارك ولا يسمح بمرور أي ورقة من أو إلى مبارك.
وإلى تفاصيل الحوار:
*في البداية نريد التعرف على حقيقة اتهامك بالاستيلاء على 11 فدانا ملكا للغير ؟
لا علاقة لى بهذه القضية فانا ليس لى أرض ملك وانما هذه الأرض ملك لشقيقتى وحررت لى توكيلا وتم الزج باسمى في قضية لا علاقة لى بها فالأمر لا يزيد عن نزاع قانونى بين السيدة عايدة عبد الناصر شقيقتى والسيدة داليا فهمى شقيقة الوزير السابق سامح فهمى.
**صف لنا كيف كانت تركيبة الزعيم جمال عبد الناصر منذ صغره ومتى ظهرت الزعامة لديه وقصة انضمامه للكلية الحربية ؟
* جمال عبد الناصر كان له وضع متميز منذ صغره بين إخوته وكلمته كانت مسموعة وكانوا ينادونه ب"سي جمال"، وكان منتظما في دراسته ولم "يرسب"، كان معتزا بشخصيته، فضلا عن انتمائه لكل الأنشطة السياسية من حزب الوفد، والشيوعي، والإخوان، ومصر الفتاة، ولكنه لم يكن مقتنعا بهم لأنه كان يرى أن هدفهم التكالب على السلطة وليس طرد المستعمر البريطاني.
وعبد الناصر منذ صغره كان يشارك في المظاهرات ضد الاستعمار البريطاني، ودخل السجن وعمره لا يتعدي 15 عاما، بسبب مشاركته في المظاهرات ضد المحتل وقام والدي باستلامه بضمان شيخ الحارة بالمنشية عندما وجد مظاهرة ضد البوليس الإنجليزي الذي كان يضرب المواطنين.
انتقل في الثانوية العامة إلى مدرسة النهضة بالظاهر وتولي رئاسة اتحاد طلاب المدارس الثانوية للمملكة المصرية بمعاونة حسن النشار، وعلي النشار ذراعه الأيمن في الحركة السياسية، ووالدتي قالت لي وهي على فراش المرض قبل وفاتها عام 1996 "جمال عبد الناصر مش هييجى لمصر زيه قبل 50عاما.
تقدم جمال عبد الناصر فور تخرجه في المدرسة الثانوية إلى الكلية الحربية فتم رفضه، لكون أسرته لم تكن من الإقطاعيين ولا الشراكسة، أو من العائلة المالكة، فدخل كلية الحقوق وظل بها 6 شهور حتى سمع أن الكلية الحربية اختارته.
ذهب بنفسه إلى إبراهيم باشا خيري وكيل وزارة الحربية في منزله وكان رئيس كشف الهيئة بالكلية الحربية فأعجب بشجاعته ووعده بقبوله وأعطى له "أمارة" عند دخوله لكشف الهيئة وهي "أن ينظر إليه أوي" عند سؤاله. وفي اليوم التالي تأخر فقلق عليه والدي خوفا من أن يكون خرج في مظاهرة وقبض عليه وعندما رجع سأله لماذا تأخرت يا جمال فرد عليه كنت بقيس بدلة حربية "وبعد دخوله الحربية كان " باش شاويش الكلية "وبعد تخرجه التحق بسلاح المشاة وعمل في منقباد بأسيوط وجبل الأولياء بالسودان وسيناء.
وفي 1943 ونظرا لمهارته تم اختياره مدرسا بالكلية الحربية ثم ضابطا مقاتلا في الفالوجا، وعند عودته في سنة 1948 حصل على الماجستير وعمل مدرسا في كلية القادة والأركان إلى أن كون التنظيم السري للضباط الأحرار وقام بثورة يوليو.
*متى بدأت فكرة تنظيم الضباط الأحرار تراوده؟
في منتصف الأربعينيات " منذ 1948 حتى 1952 "عقب قيام الانجليز بمحاصرة قصر عابدين، وإجبار الملك فاروق على تعيين مصطفى النحاس رئيسا للحكومة، وقيل وقتها إن النحاس جاء على أسنة الرماح وذلك في 14 فبراير 1948، فبدأ تنظيم الضباط الأحرار في التكوين بعد هزيمة الجيش في 48 بسبب الأسلحة الفاسدة وكان مقررا أن تكون الثورة في عام 1955، ولكن الأحداث التي شهدتها البلاد عجلت بسرعة القيام بها من حريق القاهرة وغيرها من الأحداث التي أثرت على وضع البلاد.
*هل كانت هناك ساعة محددة لقيامها من جانب الضباط الأحرار ؟
نعم.. كان الاتفاق بين مجلس قيادة الثورة أن تقوم في عام 55 إلا أن تسارع الاحداث وانتشار الفساد والرشوة عجل بقيامها خاصة بعد أن وصلت اخبار الضباط الأحرار للملك وكان يريد اعتقالهم، ولكن أحد الضباط المسئولين بالقيادة، سمع من أخيه الأصغر بأن هناك انقلابا، وثورة سوف تحدث خلال ساعات فتم عقد اجتماع بالقيادة العامة وتقرر اعتقال كل هؤلاء الضباط الساعة 12 صباحا من نفس يوم قيام الثورة ولكن سرعة البكباشي يوسف صديق منصور الذي تحرك قبل الميعاد المحدد بساعة وتحرك بمقدمة كتيبة 13 مشاة وقابل جمال عبد الناصر في أرض المطار حاليا وطلب منه احتلال القيادة العامة ودخلوا على حسين فريد رئيس الأركان واستسلم.
وبعد الساعة 12 بدأ توافد القوات والوحدات إلى كل مداخل ومخارج القاهرة وتمت السيطرة عليها، وفي تمام الساعة 4 صباحا من يوم 24 يوليو، تم إرسال سيارة مصفحة لإحضار اللواء محمد نجيب باعتباره الأكبر سنا ليولى منصب الرئيس بعد إعلان الجمهورية، وإلغاء الملكية، وبعدها تم اقتحام الإذاعة من قبل مجدي حسنين وجمال حماد وأنور السادات، وألقى الأخير بيان الثورة الذي كان سريعا وتم إعادته.
*هل تتذكر كيف امضى جمال عبد الناصر الليلة السابقة لثورة 23 يوليو ومع من ؟
كان في منزله بالعباسية يوم 22 يوليو ليلا قبل الثورة بساعات وفي ضيافته شقيقيه الليثي وشوقي لأنها كانت سكن لكل الضباط، وكان شارد الذهن فعندما ألح عليه شقيقيه قال لهما لو" الدبابات خرجت في الصباح منورة تبقى الثورة نجحت"، ومنحهما30 جنيها لتوكيل محامي للدفاع عنه لو فشلت الثورة.
*وكيف علمت الأسرة بنجاح حركة الضباط الأحرار ونجاح الثورة؟
في صباح 24 يوليو وجد والدي والأسرة صور نجله البكباشي جمال بالصفحة الأولى بالأهرام مع زملائه وبعدها بيومين حضر من القاهرة إلى الإسكندرية شقيقيا الليثي وشوقي ويزفون للأسرة بان جمال هو العمود الفقري والقائد الحقيقي لثورة 23 يوليو بمشاركة زملائه من الضباط، وبعد أسبوعين حضر وفد من ضباط المنطقة الشمالية لتقديم التهنئة لنا على نجاح الثورة.
*بعض قيادات الجيش كانوا يرون أن عبد الناصر تسرع في قرار تأميم القناة فماذا كان رأيكم ؟
الرئيس عبد الناصر لم يتسرع في تأميم قناة السويس، ولم يتخذ قراره جزافا، وإنما عهد إلى الدكتور مصطفى الحفناوي مستشاره الخاص الذي كان موضوع رسالة الدكتوراه الخاصة به عن قناة السويس منذ عام 1953بدراسة كل جوانب السلبيات والإيجابيات من الأسانيد القانونية ولهذا جن جنون دول الاستعمار من خطوته الجريئة، ولذلك كان العدوان الثلاثي على مصر.
*ما صحة سجن عبد الناصر لعمه؟
نعم هذا حدث لأن عمي سلطان حسين أخذ خمسة أفدنة بجزيرة ببني مر بأسيوط فأمر بحبسه 6 أشهر بالقلعة وعرف بها من خلال صندوق الشكاوى برئاسة الجمهورية الذي كان مخصصا لذلك.
**هل ساعدهم جمال بصفته رئيسا للجمهورية في دخول العديد من أفراد الأسرة للقوات المسلحة؟
*لا.. والدليل أن مصطفى فُصل من كلية الحقوق لأن الدرجات لم تساعده في النجاح، فتقدم إلى الكلية الحربية، وذات مرة حضر والدي أثناء حضور عيد ميلاد جمال في 1957، ولم يجد مصطفى لأنه كان محبوسا بالكلية الحربية يوم الجمعة فطلب زيارته، وعندما وصل إلى الكلية الحربية وجد الضابط النوبتجى المسئول فدخل الوالد بسيارة الرئاسة الكلية وعندما علم اللواء محمد فوزي مدير الكلية الحربية صباح السبت أحال الضباط المسئول للتحقيق وأوقفه عن العمل أسبوعا وعندما علم الرئيس قال "دا قانون عسكري وبيطبقوه".
*كيف كان يعامل جمال عبد الناصر أسرته؟
كان الرئيس جمال منذ أن كان "ملازم أول" يساعد والداه في تربية إخوته، وكان يحضر سنويا عيد ميلاد والده، ومخصص "غرفة " باسمه في منزله بمنشية الصدر أبنائه يطلقون عليها "غرفة جدو".
وعندما كان يسافر إلى أفريقيا أو الهند أو الاتحاد السوفيتي يطلب من محمد أحمد سكرتيره الخاص أن يشتري قطعة قماش لوالده أو راديو أو تليفزيون، ورفض أن يوظف والده في إحدى شركات الأعمال بدون أن يحضر وقال لوالده "دول عايزين يشتروك بيا يا بابا" وخصص له جزءا من راتبه الشهري.
*الرئيس عبد الناصر تعرض للعديد من محاولات الاغتيال.. هل كان يعلن عنها للعائلة؟
جمال فعلا تعرض للعديد من محاولات الاغتيال لأنه كان مستهدفا من قوى الاستعمار وآخرها" بجروبي بوسط البلد " وتم إحباطها ولم يعلن لنا عن أي شيء والأسرة كانت تعرف من الصحف ووسائل الإعلام كأي عائلة مصرية لأنه منذ قيامه بالثورة منع كل العائلة من شيئين هما العمل بالسياسة والبيزنس.
*حادثة المنشية قيل إنه كان بتخطيط من عبد الناصر للقضاء على الإخوان.. ما صحة ذلك؟
الواقعة أتذكرها ووالدي كان حاضرا في إحدى المؤتمرات، وأصيب بأزمة قلبية وجرى جمال وقال له"أنا بخير أهه قدامك" ونقل للمنزل وعز العرب انهار من الواقعة وعاد بعدها وخطب في الجماهير وهي واقعية باعترافات قيادات الإخوان أن عبد الرحمن السندي رئيس الجهاز السري بالجماعة وهنداوي دوير، ومحمود عبد اللطيف لم يأخذوا رأي الجماعة في إقدامهم على الحادثة، وأشار لهذا عبد المنعم عبد الرءوف أحد ضباط الثورة المنشق.
*ما تعليقك على ما تعاملت به ثورة يوليو مع الملك فاروق وتعامل ثورة يناير مع الرئيس المخلوع مبارك؟
هذا أمر طبيعي أن يتم محاسبة مبارك لأنه أتى إلى الكرسي من المؤسسة العسكرية والمفروض أنه رئيس اختاره الشعب ويحاكمه، بينما الملك فاروق قدم إلى مصر كوريث للعائلة المالكة كما أنه لم يبد أي مقاومة لتنفيذ مطالب الثورة وخرج من مصر بشكل آمن، وهذا من وقائع مذكرات جلال علوبة قائد يخت المحروسة فاروق التي أقلته لإيطاليا.. وقبل إقلاع اليخت بساعة وصل اللواء محمد نجيب وحسين الشافعي وجمال سالم لتوديع الملك فاروق فتقدم اللواء محمد نجيب وأعطى التحية للملك وأدمعت عيناه قائلا "لم أكن أدري أن الأمور سوف تصل إلى هذا الحد يا جلالة الملك"
*وكيف تعامل معك نظام السادات معك كشقيق الزعيم جمال عبد الناصر؟
بمجرد وفاته بدأت المضايقات، لمن وضعهم تحت الحراسة، ولمن كان لهم مواقف منه. لكن السلطة لم تبدأ في اتخاذ موقف معاد إلا بعد حرب أكتوبر، بدأت المقالات الساخنة ضد عبدالناصر، شتائم، نشر أخبار بها تلفيق، حاولت أن أعمل في مصر ولكن لم أستطع لذا سافرت إلى ليبيا آنذاك للعمل بالاتحاد الاشتراكي الليبي وعدت عام 79 إلى مصر بسبب ظروف صحية.
حاولت وقتها الحصول على قطعة أرض لاستصلاحها ولكن قالوا لي لازم تدفع رشوة. فعملت في مهنة التدريس رغم أنني كنت أتمني أن أعمل في وظيفة بالخارجية ولكن الاسم كان عامل بعبع للناس. أيام السادات كان النقد واضحا وصريحا لعبدالناصر. ذهبت لمقابلة سيد مرعي طالبا إيجاد فرصة عمل تليق بشقيق الرئيس عبدالناصر لكن قابلني مدير مكتبه شريف خفاجي ولم يكن مهذبا معي. فالجميع كان يخاف من أن يقترب من الاسم.
فلقد كان عبدالناصر شديدا حتى إنه أجبر السادات على إعادة فيلا ثمنها 50 ألف جنيه للواء الموجى حاول أن يأخذها منه بخمسة آلاف، وحين رفض، فرض عليه الحراسة، لكن بعد علم الرئيس أجبره على إعادتها.وحجم سلطات السادات ثم عاد للصورة بعد مرضه ولكن ظلت لديه عقدة شعبية عبد الناصر وزعامته لذا كان من الصعب أن يكون مرحبا بي أيام السادات، الذي كان يغير من عبدالناصر على المستوي الشخصي.
*وكيف تعامل معك نظام مبارك وهل فعلا قلت إن زكريا عزمى هو من يحكم مصر؟
حين تولي مبارك الحكم، أرسلت له رسالة لكنه لم يرد. فأرسلت إلى صدام حسين فأمر بتعييني مديرا للعلاقات العامة والدعاية ببنك الرافدين العراقي وأوصي بالاهتمام بي قائلا دول ناس خدموا القضية العربية. ووقتها بدأت أحوالي تتحسن وتزوجت. وعملت في البنك حتى 96 ثم اضطررت لترك العمل في إطار المشكلات المستجدة وتخفيض العمالة. بعدها حاولت الاتصال أكثر من مرة بالمسئولين، منهم الدكتور مصطفى الفقي فاعتذر لي وقال لي إن ملف ثورة يوليو مسئولية زكريا عزمي.
وأنا كنت أعلم أن عزمي هو من يحكم مصر فعليا. فلقد قال لي يوما الموظف المسئول عن ضريح مسجد عبدالناصر إن زكريا عزمي مؤذ وشرير وله تأثير سحري على الرئيس وإنه يحمل عداء شديدا لكل من له علاقة باسم عبدالناصر. وقال الفقي كان بيحبكوا لكن عزمي مؤذي وذهبت إلى أحمد الليثي، لمساعدتي لإيجاد عمل فقال لي أنا باحب جمال عبدالناصر وعايز أساعدك لكن الوزارة يديرها يوسف والي من بيته حتى إنني أريد عمل مشروع قمح لكنني لا أستطيع ذلك. ذهبت إلى عاطف عبيد فقال لي مدير مكتبه احنا آسفين، سنك كبير وكنت لم أصل للستين. أما صفوت الشريف فلم أفكر في الذهاب إليه لأنه من الجيل الذي يحمل كراهية لنظام عبدالناصر، فقد فصل من المخابرات وتم حبسه سنة بسبب مسئوليته عن انحراف مخابراتي أيام عبدالناصر.
أجريت محاولات مختلفة للبحث عن مكان عمل لائق كانت تبوء بالفشل. ونظرا لاهتمامي بالشأن العربي، وضعتني قطر كموظف على حصتها في جامعة الدول العربية لكن أتت أوامر لعصمت عبدالمجيد برفضي. مشكلات كثيرة واجهتها بسبب كوني أخو الرئيس السابق حتى إنني اضطررت للعمل في مشروعات تجارية صغيرة لا أفهم فيها من أجل كسب الرزق، وحين ذهبت إلى الدكتور أحمد كمال أبو المجد طالبا معاشا استثنائيا قال لي "هشوف"، وحين أرسلت طلبا لرئاسة الجمهورية أرسلوا مندوبا من وزارة الشئون الاجتماعية ليتحري عني بشكل مهين للحصول على مائة جنيه ورفضت مقابلته. ولم أحصل حتى الآن على معاش يمكن أن أتركه لابنتي بعد وفاتي.
*كيف تري الفرق بين الرؤساء الثلاثة.. عبدالناصر والسادات ومبارك؟
مبارك كان لا يحب أهله ولا يراعيهم، وهو من النوع القاسي الذي يعرف جيدا كيف يستعدي الناس عليه، بينما كان عبدالناصر ولي أمرنا جميعا، كان يساعد والده في تربية إخوته منذ تخرجه.. أما السادات فكان يقسو ثم يسامح ويصالح. في عهد عبدالناصر تربيت على فن وأدب وألوان الحياة المختلفة في هذا الزمان التي كنت أستمتع بها. فترة أهم سماتها العمل في اتجاه القومية العربية، العدالة الاجتماعية والاشتراكية وكان الرئيس لا يقبل التشكيك في الأساسيات والمبادئ العامة مثل العروبة أو الاقتراب من الدين. ومهاجمة الاشتراكية لأن بعض الناس كانوا يصفونها بالكفر والإلحاد.
أما فيما عدا ذلك فيمكن انتقاد المدير والوزير، وكان محمود السعدني ينتقد الوزراء نقدا لاذعا، عبدالناصر كان نصيرا للفقراء، لذا كان من الطبيعي أن يشيعوا أنه ديكتاتور، ولكنه كان حازما فيما يخص حقوق الفقراء، أما السادات فتحسب له حرب أكتوبر، صحيح أن إعادة بناء الجيش بدأت أيام عبدالناصر لكنه أكمل المشوار واتخذ قرار الحرب. لكنه تصادم بعد ذلك مع معارضيه وبدأ سياسة الانفتاح والثراء السريع وحدثت الانتفاضة التي أسماها هو ب "الحرامية". وهو للأمانة كان إنسانا مع من حوله وكان يساعد كل من أسدي له يوما معروفا أو ساعده.
أما مبارك وهو صاحب المهمة الجوية لا الضربة الجوية كما يقال فقد كان موظفا بدرجة رئيس بعد أن تملكه الغرور ولم يتورع نظامه عن إهانة وإفساد الشعب. وسلم الملف الاقتصادي لشاب جاهل ومغرور اسمه جمال مبارك. وبيعت المصانع وشركات القطاع العام وفتحت مجالات الاستثمار بشكل غوغائي وتم الإضرار بالطبقة الوسطي وكانت تطبق نصائح صندوق النقد الدولي على حساب مصالح الشعب. فأين المصانع والمزارع الجديدة.
فما لا تعرفونه أنه كان هناك إعداد لموجة جديدة من ارتفاع الأسعار في شهر فبراير 2011 أي بعد الثورة بشهر، لكن شاء الله ألا يمنحهم الفرصة للمزيد من قهر الشعب، حتى حين حاول مبارك التحدث لشعبه في أثناء الثورة تحدث بلهجة آمرة ذكرتني بالخديو توفيق حين قال لعرابي وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا فرد عليه: لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نستعبد بعد اليوم.
*كيف ترى الفارق بين ثورتى 23 يوليو 1952 و25 يناير 2011؟
ثورة 52 بدأها الجيش المصري ثم انضم لها الشعب وتحولت إلى ثورة شعبية وبدأت بعد ذلك في إقرار العدالة الاجتماعية وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي وإعادة توزيع الثروة تلتها خطوات مثل تأميم قناة السويس.
أما ثورة 25 يناير فقد بدأها الشباب ثم انضمت لهم كل قوي الشعب وفي جميع محافظات مصر بوجهيها البحري والقبلي. شيء فاق الخيال. قصة وملحمة سنرويها للأجيال القادمة. فما حدث في هذه الثورة يجب أن يؤرخ له. مصر تزعمت الثورة في العالم العربي بعد جمود وغيبوبة 30 سنة. فبعد تونس، ثارت مصر لتتوالي بعدها الثورات العربية وأعتقد أنه بعد عدة سنوات سوف يطالب الشعب المصري بالوحدة العربية. فالوحدة العربية في أساسها وحدة مشاعر وتاريخ مشترك.
*كيف تري المشهد في مصر الآن؟ وهل أنت متفائل بالغد؟
المشهد الآن أن مصر تحولت من لا دولة إلى دولة ومن عصر انعدام الأمان إلى الاستقرار بدليل أن السيسي عندما يقول إن الجميع أمام القانون سواء ويسرى ذلك على أنا وأولادى ويقول أنا خادم لكل مصرى فهو رجل محترم ورث تركة ثقيلة ويسعى للعبور بها لبر الأمان وهذا يجعلنى متفائل بالغد من خلال المشروعات العملاقة التي نراها مثل قناة السويس الجديدة ومشروعات الطرق وتطوير العشوائيات وتوفر رغيف العيش وعدم انقطاع الكهرباء كل هذه إنجازات تحسب للرجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.