بعد طول انتظار وجدته، فتي الاحلام الذي يأتي في وقت غير متوقع بعد ان كدت أفقد الأمل بأن يأتي الي، في ان يتحقق حلم حياتي وحلم حياة أي فتاة في العشرينيات من عمرها.. وجدته بالصدفة، كنت مع والدتي في أحد المتاجر ووجدته، لم يتفوه معي بكلمة لكن عينيه قالتا كل شئ، الحب يظهر من نظرة قبل ان يفضحه الكلام، لم أر في حياتي نظرات كنظراته ولا اهتماماً كاهتمامه، كنت أختلس النظر اليه لأنني كنت في غاية الخجل، حتي لاحظت أمي ما حدث. سألتني ونحن في طريق العودة عن هذا الشاب، هل تعرفينه؟ لا هل رأيتيه من قبل؟ لا هل تشعرين تجاهه بشئ؟ نعم! أحببته، لا أعرف كيف ولا متي لكن هذا ما حدث وبدأت رحلة البحث والاستقصاء عن أصله ونسبه، عرفت رقم هاتفه واتصلت به، كانت مكالمات بريئة طاهرة بين اثنين متحابين وكانت أمي علي دراية بما يحدث خطوة بخطوة. وفي إحدي المكالمات عرفت انه مريض ومحجوز في أحد المستشفيات شعرت بقلق شديد تجاهه وقلت لوالدتي إنني أريد ان أزوره أصرت علي ان تأتي معي لزيارته وهنا حدثت المفاجأة الكبري. ما ان وصلنا الي حجرته حتي شعرت بلهفة شديدة، جريت الي سريره كالمجنونة وجلست أمي علي كرسي بجانب السرير، اطمئننت عليه لكن قبل ان أرحل دخل أبوه وأمه الي الغرفة هنا شعرت بنظرات مريبة علي وجه أمي لم أعرف مبررها. وجدتها تسحبني من يدي وتقول لحبيبي: حمد الله علي سلامتك.. ربنا يطمنا عليك، ثم هرولت وأنا معها الي الخارج وفي طريق العودة طلبت مني - بشكل مفاجئ - أن أقطع علاقتي بهذا الشاب، وأن أنسي الأمر للأبد! ماذا جنيت لكي يحدث كل هذا؟ لا أعرف، عشرات التساؤلات دارت في ذهني، طرحتها علي أمي دون جدوي، فقد قررت وليس علي إلا التنفيذ. بعد ايام من البكاء الشديد وإصرار أمي علي ألا تقول لي سبب قرارها رأفت بحالي وقالت لي إن والد حبيبي كان خطيبها السابق قبل ان تتزوج من أبي، ورؤيتها إياه قد يضايق أبي بشكل ما وقد يعيد إليها ذكريات لا تريدها أن تعود وهنا عقدة الموضوع. فهل هذا ذنبي أنا سيدتي؟ وهل علي ان اتحمل مشاعر أمي عندما تتعارض مع مشاعري؟ بالله عليك دليني.. ماذا أفعل؟ الحائرة »ك« الكاتبة: معك حق في هذا الغضب وذلك الحزن المتسرب من بين سطورك فشئ غريب ان يتصرف الآباء والأمهات بأنانية، متجاهلين مشاعر ابنائهم. فما ذنبك أنت ان والد حبيبك كان حبيبها في يوم من الأيام وما هذا التفكير الذي يحاسب الناس بأثر رجعي؟ فأيا كانت أسباب انفصالهما أو فشل خطبتهما فلا يجب ان تؤثر عليك وعلي خطيبك، أنتما كيانان آخران وشخصان مستقلان لكما كامل ارادتكما واختياراتكما. كل انسان يحدد مصيره ويختار شريكه، مباركة الأهل واجبة وضرورية لكنها لا يجب ان تحطم أحلامنا وتقضي علي إرادتنا. أرجوك لا تستسلمي، ناقشي أمك وحاولي إقناعها بالمنطق بحقك في الاختيار، خاصة ان القصة التي تستند اليها قديمة جداً ماتت مع السنين والأيام وتزوج كل منهما وأنجب وأصبح ابناؤه شباباً يستعدون للزواج القصة القديمة تعيش في ذاكرتها فقط لكن لا وجود لها علي أرض الواقع. اجعليها تفكر بمنطق ورحمة وأمومة ولا تصادر حقك في الحياة والسعادة. لا تتصادمي معها فهي أمك لكن حاولي إقناعها بهدوء وبحجة قوية واقتناع. واعتقد أن إصرارك علي ما تريدين هو الأساس.. فالإيمان بشئ ينتقل الي الآخرين وقوة الاصرار توصل الي الهدف ولو بعد حين. دافعي عن حقك.. تمسكي به ولا تتراجعي في قرارك لأنك علي صواب. الله معك.