يواجه التليفزيون المصري خلال شهر رمضان القادم مأزقا كبيرا يهدد بعدم وجود مسلسلات للعرض علي قنواته المختلفة خلال الشهر الكريم بعد قرارات بعدم انتاج اعمال جديدة او شراء مسلسلات من القطاع الخاص.. فكيف تكون شاشة التليفزيون المصري خلال رمضان ؟ وهل سيخرج من المنافسة بين القنوات الخاصة والعربية بعد ان كان شعاره العام الماضي "كلوا حصري علي التليفزيون .. ملحق »الفنون « يرصد ردود افعال المنتجين في هذا التحقيق. في البداية يقول المنتج جمال العدل: ما يحدث في التليفزيون المصري في الوقت الحالي من قرارات لتوقف الانتاج الدرامي في قطاعاته الانتاجية او قيامه بشراء اعمال جديدة سوف يعيد التليفزيون المصري للوراء لسنوات طويلة وليس هذا قاصرا علي الدراما فقط بل وصل الي البرامج وتفريغها من مقدميها النجوم.. فمن المقبول انه عندما تقوم الثورات ان يحدث نوع من الارتباك وبعض التخبط ولكن ان نوقف عجلة الانتاج تماما فهذا ليس معقولا وينم عن وجود عقليات لا تدرك حجم مصر وقيمتها. واضاف جمال العدل: يجب علي المسئولين ان يستوعبوا جيدا أن الدراما المصرية ليست مجرد مواد للتسلية ولكن تلعب دورا مهما في تشكيل وجدان المواطن المصري وتثقيفه في ظل ارتفاع نسبة الامية في المجتمع كما ان لها دورا عربيا في نشر الثقافة المصرية وليس معني ان هناك مسئولين سابقين في التليفزيون يتم محاكمتهم بتهمة الفساد عن اعمال درامية ان نوقف الانتاج الدرامي. واشار جمال العدل الي ان للتليفزيون المصري "كوتة" اعلانية بقراره هذا يكون قد تنازل عنها لصالح القنوات الخاصة والعربية الذين بدأوا في الاستعانة ببديل درامي وهو الدراما الايرانية والخليجية والسورية. وقال العدل اتعجب من وجود قطاعات انتاجية كبري في اتحاد الاذاعة والتليفزيون مثل "قطاع الانتاج وصوت القاهرة ومدينة الانتاج الاعلامي " غير قادرة علي انتاج حتي 10 مسلسلات فقط لتغذية شاشتها المختلفة فهذه الازمة كشفت لنا ان هذه القطاعات هشة من داخلها !! خارج المنافسة ويقول المنتج صفوت غطاس: أتوقع خروج التليفزيون المصري بقنواته المتعددة من المنافسة الدرامية خلال شهر رمضان القادم بعد ان توقف الانتاج في قطاعاته الانتاجة المختلفة وايضا صدور قرار بعدم شراء مسلسلات من القطاع الخاص وسوف يواجه التليفزيون مأزقا حقيقيا اثناء الشهر الكريم لانه لن يجد اعمالا يعرضها. واضاف: رغم مشاركة التليفزيون المصري في مسلسلي"فرقة ناجي عطا الله" الذي يقوم ببطولته النجم عادل إمام الا ان هذه المشاركة ما تزال مجرد حبر علي ورق فلم يوف اتحاد الاذاعة والتليفزيون بالتزاماته المالية تجاه المسلسل ولم يتم دفع اي نسبة من نصيبه في المشاركة وبالتالي حتي الان لم يتحدد مصير المسلسل هل سيتم عرضه علي شاشة التليفزيون ام لا ؟ واشار صفوت غطاس الي مشاركة التلفزيون في انتاج المسلسل سوف يعود عليه بالفائدة وسوف يجني ارباحا كبيرة تصل الي مليون ونصف المليون دولار بخلاف امتلاكه لحق عرض المسلسل علي قنواته مدي الحياة ورغم ذلك يتجاهل تفعيل المشاركة. وقال غطاس: القائمون علي أمر اتحاد الاذاعة والتليفزيون حاليا للاسف الشديد لم يستوعبوا الازمة الحقيقة التي تعاني منها الدراما المصرية والتي ستؤدي اذا استمر التعامل معها بنفس التفكير الي انهيار الصناعة باكملها ومعها ريادتنا في هذا المنتج.. يأتي هذا في الوقت الذي تفرغ فيه هؤلاء المسئولون للخلافات علي المناصب القيادية.واشار الي ما يحدث حاليا يصب في مصلحة الدرامات الاخري فالمحطات العربية التي كانت قد تعاقدت علي شراء المسلسلات المصرية قبل الثورة تراجعت عن تعاقداتها واستبدلتها بمسلسلات تركية وخليجية واذا نجحت هذه المسلسلات في تحقيق عائد اعلاني لهذه القنوات فهذا معناه كتابة شهادة وفاة الدراما المصرية. لست متشائما ويختلف المنتج محمد فوزي مع المنتج صفوت غطاس في نظرته التشاؤمية لشكل شاشة التليفزيون في رمضان القادم ويقول: لست متشائما علي شكل الشاشة المصرية في رمضان القادم لانه باق من الزمن اكثر من اربعة شهور علي بدء رمضان واتوقع ان يعيد اتحاد الاذاعة والتليفزيون النظر في قراره بعدم شراء مسلسلات وعرضها علي شاشاته المختلفة خلال شهر رمضان لانه لابد ان يكون لديه عدد ضخم من الساعات الانتاجية لعرضها في ظل تعدد قنواته ما بين قنوات متخصصة وقنوات عامة ولابد ان يقدم عليها اعمالا مختلفة ترضي كل اذواق المشاهدين. وأشار المنتج محمد فوزي الي ان مسلسلاته التي انتجها العام الماضي لم تعرض حتي الان وهي "فرح العمدة"لغادة عادل و"الجزء الثالث من الدالي " لنور الشريف و"القدس" لم يتم بيعها للتليفزيون وكانت هناك مفاوضات العام الماضي ولكنها باءت بالفشل.وقال فوزي: اعتقد ان الامور في البلد في طريقها للاستقرار وهذا سوف ينعكس بالتأكيد علي التليفزيون واتوقع ان يعيد النظر في قراراته السابقة. شاشة مظلمة ويصف المنتج أحمد الجابري شاشة التليفزيون المصري خلال شهر رمضان بانها ستكون مظلمة حيث يقول: ما تم اتخاذه من قرارات سواء بوقف الانتاج الدرامي داخل القطاعات الانتاجية او عدم شراء مسلسلات سيحول شاشات التليفزيون الي مظلمة لانه لن يجد اعمالا جديدة يعرضها للجمهور. واضاف الجابري: هذه القرارات الخاطئة التي تم اتخاذها ليست في مصلحة صناعة الدراما بصفة عامة لانها ستؤدي الي انهيارها وبايدينا نحن كمصريين وتعطي الفرصة للكيانات الاخري سواء الخليجية او التركية او السورية للصعود علي حساب صناعتنا واعتقد ان التليفزيون يساهم بنسبة 90٪ في انهيار الصناعة. وقال: الازمة لا تتعلق بممثل او منتج فقط ولكن هذه الصناعة تمثل مصدر دخل لاكثر من مليون اسرة توقف مصدر الدخل فيها وجلسوا في بيوتهم بدون عمل بعد وقف هذه الصناعة.وطالب المنتج أحمد الجابري المسئولين في التليفزيون بضرورة اعادة النظر في قرارتهم من أجل صناعة الدراما وايضا من اجل تحقيق عائد اعلاني للتليفزيون في ظل الظروف التي تمر بها مصر حاليا.