سمىر عبدالقادر ونحن نحتفل بأعياد سيناء، واسترداد هذا الجزء الغالي من أرضنا، لا يمكن أن يفوتنا أن نذكر فضل السادات بطل الحرب والسلام، الذي قادنا إلي النصر، وحقق آمال الشعب المصري والشعوب العربية، لقد أعاد لنا هذا البطل العظيم عزتنا وكرامتنا، وألغي خرافة الجيش الذي لا يقهر، بعد أن منيت إسرائيل بهزيمة منكرة، وأندحر جيشها أمام فلول الجيش المصري الشجاع، وسقط عشرات الألوف من القتلي والجرحي والأسري، وتحولت معركة النصر إلي أسطورة يتحدث عنها القادة العسكريون في أكبر دول العالم، وهم لا يصدقون أن جيشنا الباسل حقق هذه المعجزة، واستطاع بايمانه وتصميمه أن يقهر خط بارليف، هذا المانع المائي العملاق الذي كما قرر خبراء الحرب في العالم لا يمكن لأعتي الجيوش اقتحامه وتحطيمه. ورغم ما أحاط بالجيش الإسرائيلي من أقاويل وأساطير عن قوته وتسليحه بأحدث المعدات الحديثة، وأن قواته الجوية لا يمكن هزيمتها، وأن هذه القوات يمكن ان تسيطر علي سماء مصر في دقائق معدودة، وتحتل كل أراضيها في عدة ساعات، رغم كل هذا وما تحظي به إسرائيل من مساندة أمريكية وأوروبية، وفي هذا الجو المحفوف بالمخاطر، وضع السادات البطل، خطة عبور خط بارليف، واقتحام تحصينات العدو، ومفاجآته بقواتنا الجوية في أقوي مواقعه، واستطاع بتوفيق من الله ان يحيط هذه الخطة بالسرية التامة، حتي ان مخابرات إسرائيل التي تتباهي بكفاءتها وذكائها، لم تستطع ان تتوصل إلي أية معلومات عن قرار الحرب الذي اتخذه السادات! ان انتصاراتنا ومكاسبنا التي أعادت إلينا أرضنا المغتصبة بفضل قائدنا الشجاع البطل أنور السادات، وبفضل جيشنا الباسل، لم تكن مجرد حرب بين جيش وجيش، إنما كانت ملحمة وطنية اشترك فيها بقلبه كل مصري وعربي، كان كل جندي خاض هذه الحرب يؤمن ان في داخله قوة إلهية تحرسه وتحميه وتؤازره. بعد النصر مباشرة كنت في زيارة للعاصمة البريطانية لندن، وسألني موظف الاستعلامات بالفندق وأنا أقدم إليه أوراقي: من أين أنت قادم؟ قلت: من مصر، قال وقد انفرجت أساريره وأشرق وجهه بابتسامة عريضة: من بلد السادات؟ قلت: نعم، أنا مواطن من بلد السادات.. قال: وقد ازداد وجهه إشراقا.. انه زعيم عظيم وقائد شجاع، أنتم محظوظون لأن رئيسكم هو السادات، وسألته: ماذا تعرف أيضا عن مصر؟ قال: للأسف معلوماتي ليست كثيرة عن مصر، ولكن أهم معلومة أعرفها أنها بلد السادات!