حدث مدو انشغل به الإعلام داخليا وخارجيا علي مدي أيام طويلة.. هذا الحدث هو حمادة المواطن المسحول.. هذا الحمادة جعل الجميع في حيرة لأنه كان يلعب بالمواطنين.. فتارة يقول ان الشرطة هي التي سحلته وتارة أخري ينكر ذلك ويقول ان المواطنين والثوار هم السبب، وتارة ثالثة يقوم بمداخلات تليفزيونية ينفي فيها كل ما حدث ويهدد ابنته وابن اخيه ثم أخيرا يقول انه كان واقعا تحت ضغط ويعترف أمام النيابة. وأيا كان اللعب الذي قام به حمادة مع الشعب والإعلام داخليا وخارجيا فإنه هو فقط الذي سوف يتحمل نتيجة لعبه هذا، ولكننا نرفض مبدأ سحل المواطنين وتعريتهم وتصويرهم وأيضا نرفض بشدة عرض الفيلم علي القنوات التليفزيونية المصرية والعالمية وأدين كل من شارك في سحل حمادة.. علي الرغم من رفضي لسلوكه الذي تسبب في كثير من القيل والقال. وفي هذا السياق.. لا مفر من الاعتراف بأن وزارة الداخلية مازال فيها المخطئ الذي يرتكب أخطاء جسيمة ربما تؤدي إلي ثورة المواطنين، ونطالب بتصحيح واصلاح ذلك السلوك السيئ الذي يتسم به عدد من ضباط وجنود الداخلية، في نفس الوقت الذي نطالب فيه المواطنين بالثقة في الشرطة لأنها مصدر الأمن والأمان للمواطن المصري، ولأننا بدون الداخلية سوف نفقد كثيرا من السيطرة علي الأوضاع الأمنية وسوف ينتشر البلطجية. وإذا كنت أطالب بمحاسبة المسئولين عن سحل المواطن حمادة فإنني في نفس الوقت أتقدم بكل التحية للمسئولين بوزارة الداخلية الذين قاموا بالاعتذار للشعب المصري علي الهواء فور إذاعة الشريط الذي يسجل الواقعة، مما يدل علي ان الشرطة مازالت تحافظ علي القيم والأخلاق وأن بها من المسئولين من يستطيع أن يقيم سلوك بعض المتهورين. انني لا ألوم النظام بالكامل علي واقعة سحل المواطن حمادة ولكنني ألومه علي عدد كبير من الحوادث المتتالية التي راح ضحيتها بعض النشطاء من شباب الوطن الذين لا ذنب لهم إلا أنهم عبروا عن رأيهم بطريقة سلمية، كما أنني ألوم النظام علي عدم الاهتمام الكافي بحوادث التحرش التي تحدث بالوطن وخاصة في ميدان التحرير، والتي أعتقد انها تحدث لتخويف الفتيات والعائلات من الاشتراك في المظاهرات للتعبير عن الرأي بالطرق السلمية. وإذا كان البعض قد اتخذ من تلك الوقائع ذريعة لبلبلة الوطن وانقسام أكبر بين المواطنين فإنني أتمني أن تقوم الحكومة وخاصة وزارة الداخلية بمحاسبة كل من تسبب في تلك الكوارث واتخاذ اجراءات مشددة تجاه كل من شارك فيها حتي يهدأ الوطن ويهدأ المواطنون، ونتفرغ لما هو أهم من كل ذلك، ألا وهو الوطن. ان الاقتصاد المصري في تدهور شديد والاحتياطي النقدي في سبيله إلي الفناء.. فلنقف جميعا لننقذ ما يمكن إنقاذه من أجل مصر.