ودع الفن والفنانون المصريون عام 2012 وداعا مليئا بالحزن والشجن الذي وصل الي حالة من الغضب غير آسفين علي رحيله بعد أن عاني الفن والفنانون طوال شهوره من اخفاقات وانكسارات وإرهاب وتطاول علي الفنانين والمبدعين وجرجرتهم الي ساحات المحاكم فيما يشبه الحرب النفسية واتهامهم بأبشع الاتهامات بداية من ازدراء الاديان ووصولا الي الطعن في شرفهم وسمعتهم .. ولم تكن صناعة السينما بمنأي عن الحالة التي عاشها الفن والفنانون فالمشهد السينمائي خلال العام المنقضي كان فقيرا انتاجيا وفنيا فلم يتجاوز عدد الافلام التي تم عرضها 27 فيلما فقط تنوعت ما بين الرومانسية والكوميدية والاكشن ورغم هذا التنوع الا أن المحصلة النهائية كانت كما يقولون مثل "العدد في الليمون" تعبيرا عن حالة الفقر الفني في مضمون هذه الاعمال جميعا ولكن يستثني منها فقط فيلم" ساعة ونصف" الذي يعد افضل الافلام لهذا العام . وقد حدث تراجع حاد في ايرادات الافلام المعروضة حيث بلغت 185 مليون جنيه فقط مقارنة بالعام السابق والذي بلغت ايراداته 230 مليون جنيه ؛ لذلك يمكننا اعتبار عام 2012 عاما مخيبا للآمال سينمائيا ؛ وربما تكون الظروف السياسية التي عاشتها مصر سببا رئيسيا في هذه الحالة بعد أن أحجم صناع السينما الحقيقيون عن الدخول في مغامرات انتاجية غير مضمونة العواقب ولولا دخول " السبكية" لسوق الانتاج بقوة حيث انتجوا بمفردهم أكثر من 10 افلام لما حدث اي انتعاش للسينما ولأطفأ عدد من دور العرض السينمائي انواره .. ورغم حالة الضبابية التي شهدتها السينما المصرية خلال العام المنصرم إلا أنني أشعر بتفاؤل كبير بمستقبل السينما خلال العام الجديد والذي سيشهد عرض عدد من الافلام الجديدة والتي استطاعت أن تحقق انجازات وتحصد جوائز في مهرجانات دولية مثل »الخروج للنهار« لهالة لطفي و»هرج ومرج« لنادين شمس و»الشتا اللي فات« لابراهيم البطوط و»عشم« بالاضافة لعدد من الافلام القصيرة والتسجيلية كما سيشهد العام الجديد عودة اثنين من كبار مخرجي السينما وهما محمد خان بفيلم »فتاة المصنع« وداوود عبد السيد بفيلم "رسائل حب" اتمني ان تكون سنة سينمائية متميزة.