كيف تري الوضع الراهن الآن؟ أري أن الأمور سوف تستقر إن شاء الله وأن الهدوء سوف يعود للشارع وكل ما في الأمر ان المهام في المرحلة القادمة سوف تكون شديدة الصعوبة وأشعر أنني كعضو بمجلس الشوري سوف يكون علي عاتقي عبئاً كبيراً وبصفة خاصة مجالات التعليم والصحة التي تحتاج منا الي جهد كبير والعمل علي تطوير كل ما يتعلق بهم، وسوف نشهد لما للشمل في المرحلة القادمة وكل ما يحدث من خلافات علي الساحة الآن هو اختلاف نوعي ومؤقت ونأمل في ان نلتقي جميعاً علي كلمة سواء فيما يخص أمور الوطن والمطلوب من كل صاحب تخصص أن يجتهد ويعمل بجدية ويدعم كل ما يفيد مصلحة الوطن. وبالنسبة للاخوة المسيحيين طالما نالوا حقوقهم سوف يؤدون واجباتهم وكل ما يحدث من احتقان طائفي هو حالات طارئة نفذها النظام السابق وبالتأكيد عندما ينالون حقوقهم يعودون للانصهار داخل المجتمع كما كنا منذ 41 قرناً من الزمان وانا شخصياً في هذه الكنيسة مع د.يحيي كشك محافظ أسيوط ونحن علي موعد مع اخوتنا المسيحيين غداً للتهنئة بعيد الميلاد وتحقيق مزيد من التواصل معهم. ألتمس العذر كيف فسرت انسحاب الكنيسة من اجتماعات الجمعية التأسيسية؟ ربما كان الجو العام مشحوناً ويشهد احتقاناً سياسياً فالبعض انسحب دون ترو ودراسة للموقف وأتصور انه لو عاد مرة أخري لما انسحبت الكنيسة وآخرون وبالرغم من ذلك الانسحاب فأنا ألتمس لكل منسحب عذراً كل علي حدة نتيجة للمناخ العام الموجود ولظروفه الخاصة والتي يجب أن نقررها أو حتي رؤيته الخاصة. الكل خرج كيف ترين الوضع بعد خروج الاخوة المسيحيين لممارسة السياسة من ثورة 52 يناير؟ ليس هم فقط الذين خرجوا بل الشعب كله خرج للثورة فالعامل والفلاح والمرأة والشباب حتي المرأة الريفية الكل خرج يمارس حقه السياسي ولعب دوراً في التغيير وأعتقد ان حزب الحرية والعدالة سوف يشجع الاخوة المسيحيين علي الحصول علي كل الحقوق وبلا تمييز بينهم وبين المسلمين وأؤكد ان حزب الحرية والعدالة الذي انتمي اليه هو حزب كل المصريين وان الفرصة أمام الاخوة المسيحيين والمسلمين واحدة داخل الحزب وخارجه وبالحزب أعضاء من الاخوة المسيحيين وادعوهم للانصهار داخل كل الاحزاب وكلنا يد واحدة علي قلب واحد يعمل لصالح الوطن ونهضة تقدمه. تعميق المشاركة ماذا عن المواد 912، 01، 18 من الدستور والتي يري بعض الاخوة المسيحيين تغييرها؟ الشعب وافق علي الدستور ولدينا الآن حوار وطني والرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية وعد بتعديل ما يراه الشعب وداخل الحوار الوطني يستطيع كل من الاحزاب والاتجاهات والاخوة ممثلو الكنيسة المصرية التقدم بأي تعديل يحقق صالح الوطن ويعلي مصالحه.. والاخوة المسيحيون شركاء في الوطن ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، والحوار يعمق هذه المشاركة والمواطنة. الحوار الوطني تشارك فيه الكنيسة المصرية فماذا تتوقعين؟ مشاركة الكنيسة في الحوار الوطني أمر طيب والتواجد معاً والحوار يوحد لغة الخطاب والتفاهم ويفتح جسوراً للعمل معاً والمشاركة الاقتصادية والاجتماعية ويقرب وجهات النظر. هل ينجح الحوار الوطني بدون بعض الأحزاب؟ أنا دائماً متفائلة وأتصور أنه سوف يحقق نجاحاً كبيراً بإذن الله. كيف ترين الإخوة المسيحيين علي الخريطة السياسية؟ هم بالفعل خرجوا للإدلاء بأصواتهم وظهر هذا واضحاً أمام العالم كله، وهذه ظاهرة نراها لأول مرة ووقفت السيدة المسيحية مع السيدة الريفية في طابور واحد وكان ذلك يجسد نجاح ثورة يناير ولفت أنظار العالم كله ومن هنا فالفرصة سانحة أمام كل الاخوة المسيحيين والمسلمين للمشاركة سواء في الأحزاب السياسية أو الانتخابات البرلمانية. ماذا عن قانون دور العبادة؟ الإسلام لا يري تفرقة بين المسجد والكنيسة فكلاهما دور عبادة وهي عمارة للأرض ولهما دور مهم في تربية النشء والأخلاق والمجتمع وسوف يعرض قانون دور العبادة علي الجميع قبل اقراره. رواسب النظام السابق وكيف نعيد التسامح في المسجد وفي مدارس الأحد كمربية للأجيال؟ من خلال رؤيتنا جميعاً للمساواة والمواطنة سوف يعود الوئام وعلينا ان نطور المناهج الدراسية والاعلام وداخل الأسر بحيث نزرع الحب والعطاء والتسامح وننشر قيم الأديان السماوية علماً وعملاً ومعاً نعيد التسامح ونرفع الرواسب التي تركها النظام السابق من كراهية الآخر أياً كان وننشر قيم الأديان التي تتوحد في مبادئها ونطبق ما طبقه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقد تزوج من مسيحية مصرية واليهودي الذي آذاه بوضع القاذورات في طريقه فسأل عليه عندما توقف هذا الأذي وكلها قيم تسامح وحب وعطاء. مشروعات نموذجية متي تقام مشروعات اقتصادية متكاملة بين المسيحيين والمسلمين؟ هذه المشروعات موجودة ولدينا في أسيوط د.خالد عبدالقادر عودة لديه مشروعات كبري يعمل فيها إخوة مسيحيون وتكاد تكون صورة نموذجية لما يجب أن نكون عليه.. ولا اتخيل مكاناً للعمل لا يجمع بين نسيج الأمة الآن. الكفاءة هي الأصل هل توافقين أن يضع صاحب عمل لوحة تقول مطلوب عمال »وغير المسلمين يمتنعون«؟ لا.. علي الاطلاق وأقول للجميع ان الكفاءة هي الأصل وهذا اسلوب دولة ونظامها وقالها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي في احدي خطبه ان الكفاءة هي الأصل والفيصل وأنا لا أري مكاناً بدءا من السوبر ماركت وأي عمل إلا ويجمع بينهما. ماذا تقولين لأقباط المهجر؟ هذه بلادهم وانتم أبناؤها والمهجر به اخوة مسلمون ومسيحيون فلا تنقطعوا عن الوطن ولأول مرة تدلون بأصواتكم في الانتخابات البرلمانية والاستفتاءات فالنظام الآن يدعوكم للمشاركة في أمور الوطن.. وما يذاع بالإعلام به كثير من التهويل. هناك قلق لدي المسيحيين من بعض التيارات المتشددة ماذا تقولين لهم؟ نعم، توجد تيارات متشددة ولكنها في نطاق ضيق جداً والإعلام يكبر ويهول من آرائها والمهم ما يحدث علي أرض الواقع فأنا لدي اخوة مسيحيون أتعامل معهم منذ طفولتي ولا أجد فرقاً بينهم وبين أمثالهم من المسلمين فكلنا اخوة أبناء وطن واحد من آدم وحواء.. ولا فرق بيننا سوي أن من يؤدي صلواته يذهب للجامع والآخر يذهب للكنيسة. الإنصاف للجميع وهل ينصف قانون الانتخابات الجديد المسيحيين والمرأة والشباب؟ لابد ان ينصف كل ابناء الوطن وأتوقع ان مناقشة هذا القانون سوف تلبي رغباتنا جميعاً ولن يفرق بين مصري وآخر وسوف يضمن حق هذه الفئات التي غيبت في ظل النظام السابق ولكن الآن من حق الجميع مناقشة مشروع القانون والحوار مفتوح للكل. يري بعض الاخوة المسيحيين ان تيارات جاءت لمصر لم تعش تجربة المسلمين والمسيحيين ولديهم الآن خوف من ظهورها علي الساحة فما الحل؟ الدين الاسلامي في مصر ضمن للمسيحي حقه تماماً وعشنا منذ عهد الصحابي عمرو بن العاص معاً متساوون في الحقوق والواجبات وتهنئة المسيحي أمر طبيعي يحض عليه الدين وكما قلت فحزب الحرية والعدالة به مسيحيون ومفتوح لكل المصريين بلا ادني تفرقة وكل هذا سوف يهدأ مع الوقت فلا خوف من صاحب رأي يمكن الحوار معه ولهذا فالحوار يحقق ما نربو اليه جميعاً فنحن أبناء وطن واحد والفقه المصري مطبق منذ 41 قرنا وسوف يستمر لأن مصر لها طبيعة خاصة فهي أرض الأنبياء ورسالات السماء وأهلها في رباط ليوم الدين ان شاء الله.