فريدة فهمى بنت الذوات التي ذاع صيتها كبطلة لفرقة رضا أشهر فرقة للرقص الشعبي في مصر والعالم العربي، فبهرت الكل بخطوتها الرقيقة الرشيقة. كم حلمت الكثيرات من البنات في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ان يصبحن مثل »فريدة فهمي« التي غيرت مفهوم الرقص الشرقي . اسمها الحقيقي ميلدا.. وقد أطلق عليها النقاد لقب أم كلثوم الرقص الشرقي.. هي نتاج حالة فنية ابداعية متعددة الأطراف. فوالدها كان أستاذا جامعيا عاشقا للفن. كما ربط القدر بين قلبها وقلب مصمم الرقصات والملحن والمخرج علي رضا وتزوجا فقام شقيقه محمود رضا بتصميم استعراضاتها. »أخبار اليوم« افتقدت رائدة الرقص الشعبي التي احتلت فوق المسرح أرفع مكانة احتلتها راقصة مصرية.. فبحثنا عنها وسألناها أين أنت الآن؟ أنا موجودة في بيتي. فقد أصبحت بتوتية ولا أشعر بالملل في البيت، لأني أجد دائما ما أفعله والقراءة تأخذ مني وقتا طويلا فهي تثير اهتمامي في أي مجال، وقد كان والدي يقول لي ان الجمال والشباب يذهبان أما العقل فلا. أسافر إلي الخارج لأشارك في ورش عمل ومؤتمرات حيث ألقي محاضرات أو يتم الاحتفاء بي وتكريمي علي أعمالي. الجديد الذي أقوم به هو تصميم ملابس للرقص، وهو فن يسعدني لأني كنت دائما أحب الرسم. كان لوالدي وعلي ومحمود رضا تأثير في حياتي وقد حققوا لي أشياء كثيرة كنت أتمناها وكان لهم الأثر الأكبر في تكوين شخصيتي وتفكيري وفيما حققته من نجاح. يوم حلو ويوم مر حياتي كانت أياما حلوة وأياما مرة. فذكرياتي مع فرقة رضا كانت مزيجا من الأحداث والذكريات الجميلة والحزينة أيضا. فهي نسيج من الحياة بتعبها ونجاحها وقلقها وتوترها. ونشوة الوقوف علي المسرح وأنغام الموسيقي والصحبة الجميلة والجمهور الكبير وسفر 02 ساعة ونوم في أفخم فنادق العالم ونوم علي الرصيف. حياتي كانت متنوعة ومختلفة من لحظة إلي أخري ولكن كلها علي بعضها سعيدة وأنا راضية عنها الحمد لله. اعتزلت في قمة شهرتي! أنا سعيدة بما حققت في حياتي، عشتها كما أريد. أحب دائما أن أمل ما أريد وأكون صاحبة قرار فأسست فرقة رضا مع العملاقين علي ومحمود رضا وكنت أنا صاحبة قرار اعتزالي وأنا في قمة شهرتي. كنت في الثالثة والأربعين من عمري وأتمتع بصحة ونشاط أكثر من كل من حولي. بعد ان اعتزلت الرقص سافرت مع زوجي إلي أمريكا وحصلت علي الماجستير في علم الأجناس البشرية وتعرفت من خلاله علي الثقافات المختلفة وكيف تعبر الجنسيات المتعددة عن نفسها من خلال الحركة. قلقي علي مصر ما يشغل بالي الآن هو قلقي علي مصر والأحداث العصيبة التي نمر بها وأتمني من كل قلبي ان يمر هذا الكابوس الذي نعيشه علي خير وتعود إلينا مصر التي نعرفها بأمنها وأمانها واستقرارها.