جاء عرض فيلم غرام في الكرنك ضمن برنامج سينما الهواء الطلق في مهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوروبية قبل أيام ليخرج الفنانة فريدة فهمي من العزلة التي فرضتها علي نفسها سنوات طويلة بعد رحلة عطاء دامت لأكثر من50 عاما وضعت خلالها مع والدها الدكتور حسن فهمي استاذ هندسة الانتاج, والدويتو علي رضا, ومحمود رضا, وشقيقها اهم أسس الفن الشعبي الاستعراضي في مصر وفرقة رضا للفنون الاستعراضية. فتحت فريدة فهمي خلال حوارها مع الأهرام المسائي خزائن الذكريات, وتحدثت عن رحلتها الطويلة مع الإبداع. كيف تعيش فريدة فهمي الآن؟أعيش بحب الناس وهو اهم ماخرجت به من هذا المشوار الطويل, واكثر مايسعدني تقدير الناس لي في الشارع وتذكرهم لعلامات هذا المشوار وحديثهم معي بحب ومودة, كما اسافر بين الحين والأخر لالقاء محاضرات في مختلف بلدان العالم عن الفن الشعبي وهناك أسعد كثيرا لأنهم يقابلون هذه المحاضرات باهتمام غير عادي. * كيف استقبلت ثورة25 يناير؟ ** شعرت خلال الثورة بمشاعر متناقضة بين السرور, والخوف, والرهبة, والقلق, وحقيقة شعرت بكثير من الأسي لأنني لم استطع المشاركة في الأحداث لأن الأمراض أصبحت تحاصرني بشكل ما, فقد أصبت خلال الفترة الماضية بالسكر, والصداع النصفي. * ماتقييمك للفنون الشعبية في مصر الآن؟ ** أين هي الفنون الشعبية التي تتحدثين عنها أن كل مايقدم الأن بعيد كل البعد عن الفنون الشعبية, وحتي فرقة رضا اصبحت لاتحمل من الفرقة القديمة سوي الاسم فقط لدرجة أني لا أتابعها من بعيد أو قريب لأني مش ناقصة حرقة دم. * هل تشعرين بتجاهل الدولة للجهد الذي قدمتموه للفن؟ ** أنا شخصيا اعتدت علي ذلك من زمان فمنذ ان تسلمت وزارة الثقافة الفرقة ونحن نعيش في صراع مع البيروقراطية والتجاهل لذلك فأنا لا أشغل بالي بأي شكل من اشكال التكريم لأن التكريم الحقيقي بالنسبة لي هو حب الناس, ويكفيني ان الناس تقابلني في الشارع بحفاوة وتكريم رغم طول سنوات العزلة. * لماذا لم تتكلمي لإصلاح الموقف والتعبير عن السلبيات في فرقة رضا؟ ** زمان كنت أعيش في ظل ثلاثة رجال عظماء هم أبي, وعلي ومحمود رضا, وكانت رغبة علي دائما ألا أحتك بأحد ولكن بعد وفاته بدأت في الحديث ولم يؤت نتائج فقررت الابتعاد تماما واخترت البعد عن الفرقة. * حديثنا عن مشاعرك وأنت تشاهدين غرام في الكرنك في المهرجان؟ ** الفيلم حرك ذكريات كثيرة وكنت مع محمود رضا نستحضر كل ذكريات ايام التصوير, وأيضا كنت في قمة السعادة...ودعيني أقول لك أن الفيلمين اللي قدمتهما الفرقة غرام في الكرنك واجازة نصف السنة هما الشيء الوحيد الذي يسجل تاريخ الفرقة حتي الآن, والذي يربط الناس حتي الآن بنا وبما قدمنا لأن تراث الفرقة مع الأسف حبيس الأدراج في التليفزيون وفي الوزارة أحد يكلف خاطرة لإذاعة هذه الأشرطة ولو علي فترات طويلة, واقول لك بصراحة لو أن أعضاء الفرقة الان شاهدوا هذه التسجيلات لتطور أداؤهم تماما واخرجوا شيئا يختلف عما يقدمونه الآن. * ماذا تعلمت فريدة فهمي من علي رضا؟ ** علي كان زوجي, وحبيبي, واستاذي, وعشت معه40 عاما في سعادة غامرة, حتي رحل عني فكان رجلا ملتزما, لايكذب,أو يقدم تنازلات, ودائما يبحث عن اكتشاف المواهب, وحين رحل قالوا لي ان الحزن مراحل وينتهي بالكثير بعد3 سنوات, لكني بقيت لمدة7 سنوات اعيش في حالة انعدام وزن, غائبة عن الدنيا, وحتي الأن إذا جاءت سيرته أحلم به, وقالت وعيناها تدمع دائما أحلم أنه يسير في شارع, وأنا خلفه ثم يختفي عني وأظل أبحث عنه, او أحلم اني أحدثه في التليفون واسأله عن مكانه, وأقول له اتأخرت علي أوي. أنت فين وعلمني العزة والكرامة, والتفاني في حب الفن, وفرقة رضا ومن هنا جاءت كل النجاحات التي حققتها. * وماذا عن محمود رضا؟ ** محمود أخي, ومعلمي وشريكي في النجاح, وكانت بيننا كمياء خاصة وهو الان يحتويني بعد وفاة علي لكني حزينة لتدهور صحته بعد ان بلغ عمره82 عاما, ويحتاج الي جراحة لتغيير الركبة ولايستطيع ان يجري الجراحة بسبب السن! * كيف ترين المشهد السياسي في مصر الآن؟ ** نحن نفتقد للديمقراطية في ثقافتنا, ولانفعل شيئا إلا الجدال, ولا نسمع بعضنا البعض, ونحترم رأي الأخر, وأنا شخصيا عشت حياتي بالطول والعرض, وأستمتع بكل شيء فيها, لكني أخشي علي جيلكم أن يحرم مما عشناه. * هل تتابعين الأفلام السينمائية؟ ** أحيانا أشاهد بعض الأفلام وأحب أن أشاهد أحمد مكي, وأحمد حلمي فهناك تطور كبير في السينما, والموسيقي, لكني لا احب ان اشاهد الرقص الشرقي فالراقصات في زمننا كان يتميزن بالجمال والرقي, أما الأن فالرقص الشرقي ابتذال وملابسهن رديئة. * لماذا ترفضين الظهور الإعلامي؟ ** لا أحب أن أظهر فانا لست متحدثة جيدة, وكما قلت لكي الأن فقط أتخذ قراراتي, وأحدد ماذا أريد وأتحدث كما أشاء. * كيف تقضين يومك الآن؟ ** استيقظ متأخرا, وأقرأ الجرائد,ولا أحمل تليفونا محمولا لأني لا أجيد التعامل معه, وأتابع في التليفزيون بعض البرامج,والافلام وأكمل يومي في هدوء تام كأي شخص في عمري.