مشيرة خطاب لم يكن مشهد إعلان ترشيح وزيرة الأسرة والسكان السابقة السفيرة مشيرة خطاب مجرد مناسبة رسمية لطرح اسم مرشحة مصر للمنافسة علي منصب المدير العام لمنظمة «اليونسكو» فقد بدا المشهد مساء أول أمس أشبه باستعراض قوة مصر الناعمة التي كانت ولا تزال أحد أهم أدوات التأثير المصري اقليميا ودوليا، تضافرت عوامل المكان والحضور في بث رسائل واضحة وقوية، فاختيار اطلاق الاعلان الرسمي من حديقة المتحف المصري، وأمام بوابته الرئيسية أضفي علي الحدث عمقا تاريخيا ترجمته رمزية المتحف الذي يعد واحدا من أهم وأشهر المؤسسات الأثرية والسياحية في العالم، حيث يحتوي أكثر من 150 ألف قطعة من نفائس وكنوز الحضارة المصرية القديمة، بينما التف الحضور من الشخصيات الرسمية والقامات الفكرية والإبداعية حول المرشحة المصرية، ليؤكدوا أن ثروة مصر الحضارية والثقافية أكبر بكثير من سطوة المال، وأن الثراء الحضاري يجب أن يكون هو معيار الاختيار الحقيقي لمن يشغل ذلك المنصب الدولي الكبير. شهدت احتفالية الاعلان الرسمي عن مرشحة مصر لخوض المنافسة علي منصب مدير عام اليونسكو حضورا كبيرا تجاوز الألف شخص من مختلف الفئات، احتشد فيها كبار رجال الدولة، وفي مقدمتهم المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلي أغلب وزراء الحكومة، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والوزراء السابقين وإلي جوارهم العشرات من السفراء العرب والأجانب المعتمدين بالقاهرة، وامتلأت الصفوف كذلك بالعشرات من رموز الفكر والثقافة والفن في مصر. ربما أراد منظمو الحفل أن يخرج بهذه الصورة العفوية. قوة مصر المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء ركز علي هذا البعد أيضا في كلمته، والتي أعلن خلالها ترشيح الوزيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة «اليونسكو»، فقد أشار إلي أن تراث مصر الثري المتنوع أحد أهم عناصر قوتها، إضافة إلي حرصها علي التنوع الثقافي وإعلاء شأن التراث الإنساني وحمايته والمحافظة عليه واعتبار التعليم والثقافة والبيئة الصحية السليمة حقا من حقوق المواطنة طبقاً لدستورها الصادر في عام 2014. أما وزير الخارجية سامح شكري، فأشار في كلمته إلي أن مصر بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد وفد مصر في قمة الاتحاد الأفريقي التي استضافتها العاصمة الرواندية كيجالي نجحت في الحصول علي التأييد الأفريقي للمرشحة المصرية، لتصبح بذلك مشيرة خطاب مرشحة مصر وأفريقيا رسميا. تحدٍ صعب من جانبها استهلت مشيرة خطاب مرشحة مصر رسميا للمنافسة علي منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو كلمتها خلال الاحتفالية بتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وللحكومة علي تشريفها بهذا الاختيار، كما وجهت الشكر للاتحاد الافريقي علي دعمه ترشيحها، وأكدت أنها تدرك ان المنافسة علي المنصب تمثل تحديا صعبا، لكنها تخوض المنافسة مسلحة بحضارة مصر التي تعد واحدة من أعظم حضارات التاريخ، وبرقي شعبها الذي صنع فجر الضمير. وأوضحت مشيرة خطاب أن الاهتمام العالمي بقضايا التعليم والثقافة ونشر قيم التسامح واحترام حقوق الإنسان لم يعد ترفا أو قضية تخص النخبة وحدها. ودعا د. اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية إلي حشد الجهود العربية وراء مرشحة مصر، وأكد ل «الأخبار» ضرورة التحرك عبر رؤية عملية وخطة علمية لتنسيق الجهود والتواصل مع كافة الأطراف الفاعلة لضمان الفوز بالمنصب. وأكد أندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة أن مشيرة خطاب تحظي بتعاطف عالمي كبير، نظرا لدورها في خدمة قضايا التنمية وتعليم الفتيات.. وأشار في تصريحات خاصة ل «الأخبار» إلي أن بلاده بحكم انها الدولة المستضيفة لمقر منظمة اليونسكو لا تستطيع ترشيح أو تأييد مرشح لمنصب المدير العام للمنظمة، لكنه يلاحظ من خلال حضوره للعديد من الفعاليات والمناسبات الثقافية العالمية مدي ما تحظي به المرشحة المصرية من تقدير عالمي.