جانب من جهود البحث عن حطام الطائرة المفقودة واصلت الوحدات التابعة للقوات الجوية والبحرية بالقوات المسلحة عمليات البحث عن بقايا حطام الطائرة المصرية المفقودة وجثامين الضحايا والتي سقطت فجر الخميس الماضي.. ونشر العميد محمد سمير المتحدث العسكري للقوات المسلحة صورا وفيديوهات تظهر العثور علي حطام الطائرة ومتعلقات الضحايا.. وأظهرت الصور اجزاء من جسم الطائرة عليها شعار «مصر للطيران» واجزاء اخري من مقاعدها وسترات النجاة. البحث مستمر وتواصل عناصر القوات الجوية والبحرية عمليات البحث علي مسافة 290 كم من سواحل مدينة الإسكندرية وقالت مصادر عسكرية للاخبار انه من المتوقع خلال الساعات القادمة انتشال المزيد من قطع الحطام ومتعلقات الركاب واشاروا الي ان القوات المسلحة لن تتوقف عن عمليات البحث حتي تجمع اكبر عدد من اجزاء حطام الطائرة واكدوا ان اهم اجزاء الطائرة التي يتم التركيز عليه خلال عمليات البحث هما الصندوقان الأسودان للطائرة ويتم تحديدهما من خلال أجهزة السونار الحديثة والمتقدمة التي تمتلكها القطع البحرية المختلفة بالقوات المسلحة ورصد الاشارات الصادرة عنهما وأوضحوا ان مدة عمليات البحث والانتشال للصندوقين قد تستغرق وقتا اذا ما استقرا علي عمق كبير وهو ما يضعف إشارات البث التي يصدرها كما ان الاشلاء الاخري لحطام الطائرة تنتشر بشكل كبير وتتباعد علي سطح البحر خاصة مع حركة الامواج وسرعة الرياح. وقالت المصادر إن ذلك يعني استغراق المزيد من الوقت لجمع اكبر عدد من أجزاء الحطام وأوضحت المصادر أنه من السابق لأوانه تحديد كيفية وقوع الحادث وان القطع التي تم انتشالها لاتكفي حتي الآن للتوصل للأسباب الحقيقية التي أدت إلي انفجار الطائرة. لجنة التحقيقات وفي السياق ذاته صرحت مصادر بوزارة الطيران المدني بأن لجنة التحقيقات المشكلة للتحقيق في حادث سقوط الطائرة بدأت التحقيقات وقامت اللجنة بجمع كل الوثائق الخاصة بالطائرة، ووثائق طاقمها، ومراقبة الحركة الجوية، والأنظمة الأخري إدارة البيانات والشاشات، ونظام «الاكروس» كنظام «الاير مان» وهو نظام لتحليل بيانات الصيانة ونظام اتصالات وتقارير الطائرة. وقالت المصادر انه قد رافق المحققون المصريون رجال القوات البحرية المصرية في عملية البحث عن الحطام بالبحر الأبيض المتوسط. وأضافت المصادر نحن الآن بصدد البحث عن جميع المعلومات، التي يتم جمعها ولكنه من المبكر جدا إصدار الأحكام، أو الاعتماد في القرار علي مصدر وحيد للمعلومات، مثل رسائل ال ACARS التي هي إشارات أو مؤشرات قد يكون لها أسباب مختلفة، وبالتالي فهي تحتاج إلي المزيد من التحليل كجزء من التحقيق الشامل. وأشارت المصادر إلي ان التحقيق يشارك فيه العديد من المتخصصين الذين يمثلون سلطات التحقيق في حوادث الطائرات للدول المشاركة، ويحكم إجراءات التحقيق قانون الطيران المدني المصري، وتشريعات منظمة الطيران المدني الايكاو (الملحق رقم 13 لإتفاقية شيكاجو 1944). المياة العميقة وفي حوار لسامح شكري وزير الخارجية لشبكة CNN عن جهود التعاون الدولي في حادث الطائرة قال: إن مكان الطائرة والقدرة علي الانتشال، ربما من المياه العميقة جدا، الصندوق الأسود ومسجلات البيانات، وأعتقد أننا لا نملك القدرات التقنية للعمل في مثل هذه المياه العميقة بينما قد يمتلك الكثير من شركائنا هذه الوسيلة. وبعد ذلك بالطبع، هناك جوانب عديدة من التحقيقات، وذلك سوف يجري طبقا للقواعد الدولية، بمشاركة كل المرتبطين بالموضوع سواء كان مُنتج الطائرة أو مُنتج محركاتها وهي شركة Pratt & Whitney الأمريكية، أو الدول التي لها ضحايا، لذا سيتم إجراء التحقيق وفق القواعد الدولية التي تحكم مثل هذه النوعية من التحقيقات، ونعتمد علي التعاون الوثيق مع شركائنا في هذا الأمر. وعن إمكانية قبول المساعدة من دول أخري مثل أمريكاوفرنسا: اضاف: هناك الكثير من الإمكانيات التي يجب ان نستفيد منها في العلوم الفضائية، في القدرة علي انتشال الأجزاء واعادة تجميع الطائرة، إنها مهمة شاقة ولكنها مهمة يجب تنفيذها، وأعتقد أنه كلما زادت الخبرة والمعرفة في هذا الشأن وزاد التعاون سيكون ذلك من الأفضل للجميع من أجل الوصول إلي نتيجة نهائية». ميناء طولون وأكدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية أن انذارا آليا بوجود دخان صدر من الطائرة المنكوبة، مشيرة إلي استمرار البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة . وأعلن متحدث باسم هيئة سلامة الطيران الفرنسية لوكالة فرانس برس ان مكتب التحقيقات والتحليل «يؤكد ان الطائرة اطلقت انذارا آليا بوجود دخان علي متنها قبيل انقطاع بث البيانات» لكنه اضاف ان «الامر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر علي الحطام والصندوقين الاسودين وأولوية التحقيق هي للعثور علي الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة». وبحسب بيانات نشرها موقع «أفياشان هيرالد» المتخصص في الطيران صدرت إنذارات عن أجهزة رصد الدخان في المرحاض وأجهزة إليكترونية قبل دقائق من انقطاع الاتصال بالطائرة. وأظهر نظام الاتصالات رصد الدخان في دورة المياه في الساعة 2:26 بالتوقيت المحلي. وبعد دقيقة، رُصد دخان في الكترونيات الطائرة. وصدرت آخر رسالة عن نظام الاتصالات في الساعة 2:29 قبل أن ينقطع الاتصال مع الطائرة بعد ذلك بأربع دقائق. ومن جهة أخري قال مسئول في شركة مصر للطيران ان عمليات البحث تركز علي العثور علي جثت الضحايا والصندوقين الاسودين للطائرة. وردا علي سؤال لفرانس برس حول الانذار الآلي قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلم ان «الاسر تريد جثامين ابنائها والجيش يركز علي ذلك في الوقت الراهن وهو ما يشغلنا بالدرجة الاولي الآن». ورفض تأكيد او نفي المعلومات حول صدور انذار اوتوماتيكي. وغادرت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية ميناء طولون علي البحر المتوسط للمشاركة في عمليات البحث عن الطائرة المنكوبة وتحرص بشكل خاص علي العثور علي الصندوقين الاسودين الخاصين بالطائرة. والسفينة التي يبلغ طولها 50 مترا مجهزة بسونار يمكنه تحديد مكان الصوت تحت المياه والذي يصدر من مرشد اللاسلكي الذي يتم تركيبه علي صوت قمرة قيادة الطائرة التي تحطمت وبيانات مسجلات الرحلة. وتقول البحرية الفرنسية إن السفينة تستغرق من يومين إلي ثلاثة حتي تصل السفينة وطاقمها المكون من 90 شخصا إلي نقطة البحث والتي تقع تقريبا في منتصف المسافة بين الاسكندرية وجزيرة كريت اليونانية. وقد يستغرق الامر بعض الوقت للعثور علي الصندوقين الأسودين حيث إن عمق المياه من 2400 إلي 3050 مترا في المنطقة التي يعتقد ان الطائرة سقطت بها. حركة الملاحة ذكر موقع متخصص في البيانات البحرية وحركة الملاحة العالمية «مارين ترافيك» إن المكان الذي عثر فيه علي اجزاء من حطام الطائرة هو واحد من أعمق الاماكن في البحر المتوسط. ورصد قمر صناعي تابع لوكالة الفضاء الاوروبية تسربا نفطيا محتملا في نفس المنطقة التي اختفت فيها الطائرة المنكوبة. من ناحية اخري قال مسئول قضائي فرنسي إن محققي الطيران الفرنسيين بدأوا في فحص واستجواب كل العاملين في مطار شارل ديجول، الذين كانت لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة برحلة مصر للطيران (إم إس 804). وأضاف المسئول أن التحقيق يتضمن أفراد المطار الذين كانت لهم صلة بالطائرة أو تعاملوا مع أي أغراض أو بضائع ومن بينهم عمال الأمتعة وعمال الصيانة وأفراد البوابات وحرس الأمن وموظفو تنظيم ركوب الطائرة وآخرون، وكلهم حملوا «شارات حمراء» تسمح لهم بالدخول إلي مناطق محظورة من المطار. وقال المصدر أن هذه الشارات تمنح لمدة 3 سنوات من قبل السلطات المحلية وليس من قبل المطار بعد عدة تحقيقات تجريها الشرطة. يشار إلي أنه سحب العشرات من الشارات الحمراء العام الماضي «بسبب ظاهرة التطرف». ويقول المسؤول القضائي إن المحققين أيضا ينظرون في قائمة ركاب الطائرة وأفراد الطاقم للبحث عن أي سجلات جنائية أو صلات بقوائم مراقبة الإرهاب. ووفق وكالة رويترز من واشنطن، انضم الأسطول الامريكي الي فرق البحث المخصصة للبحث عن الطائرة المنكوبة، وتنفذ الطائرة وهي من طراز «بي - 3 أوريون» المخصصة للدوريات البحرية، مهامها انطلاقا من قاعدة سيجوتيلا البحرية - الجوية الامريكية في صقلية. وقالت السفارة الأمريكية في العاصمة اليونانية أثينا في بيان إن «القوات البحرية الامريكية تقدم الموارد لدعم القوات المسلحة اليونانية ومركز تنسيق أعمال الإنقاذ المشتركة في اليونان للمساعدة في البحث عن الطائرة المصرية. فريق فرنسي وأعلن شريف فتحي وزير الطيران المدني أن مصر ترحب بأي جهة تنطبق عليها الشروط للمشاركة مع فريق التحقيق وأشار إلي ان فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تشارك حاليا في التحقيقات حتي الان حيث تشارك بفريق عمل يضم عددا من الخبراء الفرنسيين بالاضافة إلي الممثل المعتمد لدولة الصنع والمصمم للطائرة والمشارك في أعمال لجنة التحقيق وفقا للتشريعات الدولية وأوضح أن بريطانيا أبدت رغبتها في المشاركة في التحقيقات. أشار وزير الطيران إلي ان مركز أزمات مصرللطيران يتابع تطورات نتائج أعمال فرق البحث والإنقاذ للوصول لمزيد من التطورات ليتم الإعلان عن أي جديد. من ناحية اخري قررت مصر للطيران تغيير رقم رحلة الطائرة المنكوبة من 804 الي 802 وذلك بعد الحادث الأليم الذي أدي الي تحطمها وسقوطها في البحر المتوسط وعلي متنها 56 راكبا و10 من أفراد الطاقم. وأوضح مصدر مسئول بالشركة انه تم تغيير رحلتي السفر والوصول حيث كانت قبل الحادث برقم سفر 803 والوصول 804 بينما أصبحت الان 801 في السفر و802 في الوصول. ومن جانبه قال صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ان حركة التشغيل بالمطار لم تتأثر بحادث سقوط الطائرة.