أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء ان هناك لجنة فنية متخصصة تم تشكيلها لبحت ملابسات حادث الرويعي، والوقوف علي أسبابه، وأضاف أنها ستقوم بدور مماثل في حادث الغورية الذي نشب في الساعات الأولي من صباح أمس. وأشار إلي أن وزارة التضامن تقوم بإجراء حصر للمتضررين. جاء ذلك خلال زيارته لمنطقة الغورية أمس لمتابعة جهود الحماية المدنية في السيطرة علي الحريق، اطمأن خلالها علي سلامة سكان المنطقة وأصحاب المحال. وصرح السفير حسام القاويش المتحدث باسم رئاسة الوزراء أن المهندس شريف اسماعيل وجه القائم بأعمال محافظ القاهرة بضرورة مراجعة اجراءات الحماية المدنية في تلك المناطق التجارية والصناعية، والتأكد من معايير السلامة والأمان، وأكد أن الحرائق لم تطل المواقع الأثرية. من جانب آخر انتقل فريق من نيابة الدرب الأحمر بإشراف المستشار حمدي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة الكلية لإجراء معاينة لموقع الحريق وأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائي للوقوف علي أسبابه ومدي وجود شبهة جنائية من عدمه وإعداد تقرير مفصل حول الواقعة وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة. وتبين من معاينة المستشار وائل عصام تفحم محتويات محلين و «12 باكية» خاصة ببيع الاقمشة والمفروشات، كما استمعت النيابة الي شهود العيان الذين أكدوا أن الحريق نشب في الساعة الواحدة والنصف صباحا بداية من مخزن للاقمشة بشارع حلقوم الجمل المتفرع من شارع الأزهر ثم التهمت النيران المحال التجارية المجاورة. وكانت غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة قد تلقت بلاغا في الساعات الأولي من صباح أمس باندلاع حريق بأحد عقارات منطقة الغورية وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة علي الحريق ومحاصرة النيران لمنع امتدادها لباقي محلات الأقمشة المحيطة، وتمت عمليات الاطفاء ثم التبريد لموقع الحريق، مع تأمين الموقع كاملا لحماية ارواح سكان المنطقة. وقد أصدر اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال المحافظ تعليماته بسرعة رفع انقاض وآثار حريق الغورية، وتشكيل لجنة هندسية فورية لمعاينة العقار رقم 13 الذي شب به الحريق، وهو مكون من 7 طوابق وأرضي، ووجه بنقل حالتي الاصابة الي مستشفي الحسين ومتابعتهما، وطلب من رئيس حي وسط سرعة بدء أعمال حصر الخسائر والأضرار المادية، ومعاينة الموقع بعد انتهاء أعمال النيابة والبحث الجنائي. وفي موقع الحريق سادت حالة من الاستياء الشديد بين الباعة المتضررين من الحريق حيث جلسوا أمام بضائعهم شاردي الذهن، وسط المكان الذي سيطرت عليه رائحة الأدخنة، وتراكمت البضائع المتفحمة بالاطنان بعد قيام الباعة بإخلاء المحال منها ورفع المخالفات باللوادر التابعة لمحافظة القاهرة، بينما تعالت هتافات المتضررين. «عايزين حقنا». وأكد محمود جمعة «صاحب أحد المحلات» أنه ترك محله في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ثم فوجيء بمكالمة هاتفية تخبره باندلاع حريق داخل محله ويقول: وهرعت من منزلي المتواجد بنفس الشارع وشاهدت النيران تتصاعد بالمحل وبجميع المحال المجاورة تلتهم كل شيء، ولم استطع ان أفعل أي شيء، فقد منعتني قوات الأمن ووقفت مذعورا لما حدث بعد أن التهمت النيران كل ما أملك دون أن أعرف سبب الحريق، وطالب رئاسة الوزراء بالحصول علي تعويض عما حدث له، خاصة أنه لايعرف السبب أو المسئول عن اشعال الحريق في محلات الغلابة.. وأضاف أن الخسائر التي لحقت بالمحلات تقدر بالملايين وأن اصحابها لايملكون المال لسداد ايصالات الامانة التي كتبوها علي انفسهم.. وأوضح أنه يستأجر المحل منذ سنوات ولا يفرش بضاعته علي الارصفة. بجواره وقف السيد فتحي أمام محله يردد «حسبي الله ونعم الوكيل.. بيتنا اتخرب هنشحت» حاول ان يلملم ماتبقي من قطع القماش التي لم تلتهمها النيران ولاتزال تصلح للاستخدام بمساعدة اقاربه.. كما قام بحمل المخلفات من داخل محله ووضعها أمام السيارة التابعة للمحافظة، وأكد انه يرفض أي تعويضات لا تتناسب مع حجم الخسائر التي لحقت بهم.