تسبب قرار وزير التربية والتعليم د. الهلالي الشربيني بحذف فصول من مناهج تم تدريسها لسنوات النقل بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية في حالة من الارتباك داخل المدارس يتبعه حالة غياب جماعي للطلاب في كل مراحل التعليم قبل بداية الامتحانات وأدي كذلك لتسريع وتيرة شرح ما تبقي من المقررات الدراسية لشهري مارس وابريل واللجوء إلي «مراكز» الدروس الخصوصية. وتشهد المدارس شبه «غياب جماعي» للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، والأول والثاني والثالث الإعدادي، أما المرحلة الثانوية بالكامل ففصولها شبه خاوية، والمفاجأة أن المدرسين أيضا غائبون، والغريب أن عدد الطلاب في المركز قد يتجاوز عدد الفصل المدرسي المزدحم، الا أن الاقبال عليه كبير، في الوقت الذي فشلت فيه وزارة التربية والتعليم في تسويق تجربتها بإنشاء دروس تقوية في المدارس، ولم تحظ بثقة الطلاب وأولياء الأمور. الكارثة الحقيقية أن مراكز الدروس الخصوصية تعمل منذ التاسعة صباحا وطوال اليوم وكأنها تحمل رسالة المدارس التعليمية، في ظل غياب كامل لدور وزارة التربية والتعليم، رغم وجود قرار سابق بتشكيل لجنة لغلقها إداريا ومعاقبة المدرسين العاملين بها، إلا أنه لم ينفذ حتي الآن. تقول هند سامي إحدي أولياء الأمور، أن غالبية الأهالي يأسوا من المدارس الحكومية والخاصة، لعدم وجود تعليم حقيقي بها، ووزارة التعليم تركت الطلاب فريسة لفشل العملية التعليمية، وغياب الضمير عند العديد من المدرسين الذين لايؤدون دورهم في المدارس بالشرح الجيد للتلاميذ والطلاب، ويضغطون عليهم لأخذ دروس خصوصية، فلم يعد أمام أولياء الأمور الا السنترات أو مواجهة رسوب أبنائهم. وأكدت أن الأهالي يسمعون عن لجان تطوير المناهج منذ الأزل، ولم يحدث أي جديد، حتي الوزير الحالي الدكتور الهلالي الشربيني، اتخذ قرارا خاطئا بحذف مقررات دراسية تم تدريسها، بدلا من تخفيف المنهج المتبقي من الفصل الدراسي الثاني، وكانت النتيجة تسريع وتيرة الشرح للدروس لأن الفصل الدراسي الثاني لم يتبق عليه الا أيام تقل عن شهر. وقال محمد السيد ولي أمر، إن المدارس حاليا شبه خالية، من الطلاب والمدرسين، بسبب ضعف السيطرة علي المدارس، مشيرا إلي أن ابنته لا تذهب للمدرسة منذ أسبوعين، ولا رقابة علي الغياب، والأخطر هو مساعدة المدرسين علي استمرار هذا الوضع، حتي يمارسوا عملهم الخاص في السنترات والدروس الخصوصية.