معاناة يومية تعيشها الأمهات المرضعات أمام المراكز الصحية والصيدليات وشركات الادوية من أجل الحصول علي ألبان مدعمة لأطفالهن الرضع، وما زاد من المعاناة التعليمات التي وجهها وزير الصحة د. احمد عماد لشركات الأدوية والتي كانت تقوم بتوزيع الألبان المدعمة كليا للمواطنين دون أي شروط سوي تقديم شهادة ميلاد الطفل وبطاقة الشخصية لأي من والديه فقط وقت صرف حصة اللبن، ولكن القرار الجديد قصر صرف الألبان المدعمة للمواطنين من المراكز الصحية التابعين لها ولا يحق لشخص صرف لبن مدعم من مركز صحي اخر غير الذي يتبعه جغرافيا، علي ان تكون منافذ توزيع الألبان بشركات الأدوية للحالات الطارئة فقط، وهذا ما تسبب في حدوث حالة من التخبط بين شركات الأدوية والمراكز الصحية. «الأخبار» قامت بجولات كانت اولها أمام منفذ صرف الألبان المدعمة بالشركة المصرية لتجارة الأدوية بكورنيش النيل، ورصدنا وجود 3 منافذ اثنين منهم مخصصان لصرف الألبان للأطفال الاقل من 6 اشهر، والمنفذ الآخر مخصص للأطفال الاكبر من 6 اشهر، أمام المنفذين المخصصين للأطفال الاقل من 6 أشهر كانت الامهات يحملن اطفالهن ويقضن في طوابير يتلهفن في الحصول علي علبة لبن مدعمة، امهات تبكي في حرقة لرفض الموظف صرف علبتين لرضيعها، واخري تشتكي من البلطجية المتواجدين امام تلك المنافذ ويقومون بتهديدهن وبث الرعب بينهن للضعط عليهن من أجل ان يدفعن مبلغ عشرة جنيهات للعلبة الواحدة رغم ان ثمنها 3 جنيهات فقط، اقتربنا من سيدة تبكي في حرقة لنتعرف علي مأساتها،قالت انها تدعي ايمان مرعي مقيمة بالساحل وانها حضرت هنا لشراء علبتين لبن لرضيعتها ذات الاربع اشهر، وقالت: «انا بحضر هنا الصبح بدري كل اسبوع مرة علشان أصرف علبتين لبن لبنتي، العلبة ثمنها 3 جنيهات علشان بنتي اقل من 6 أشهر، وبنقف في طوابير طويلة لأني مش انا بس اللي بصرف، المشكلة في المعاملة اللي بنتعامل بيها في المكان ده، فيه بلطجية بيكونوا واقفين هنا وبيهددونها علشان نشتري العلبة ب 10 جنيهات، وفرق السعر بياخدوه هما والموظفين اللي بيصرفونها، كلهم بيكونوا متفقين مع بعض، علشان كده مفيش موظف بيقدر يتكلم معاهم، وتلاقيهم داخلين وسط الستات بكل بجاحة وبيساوموهم علي الفلوس، وفيه امهات بتشتري دماغها وبتدفع عشرين جنية وبيجيلها العلبتين لمكانها وتمشي، ولكن فيه ناس مش بتقدر تدقع اصلا ال 3جنيهات ودول كتير وغلابة»، وقالت مدام سهير انها مقيمة بمنطقة امبابة وجاءت للشركة لصرف علبتين لحفيدتها بعد ان توجهت الي مركز صحة بهتيم التابعة لها واخبرها الموظف عدم وجود لبن مدعم، فحضرت الي المنفذ لكنها فوجئت برفض الموظف صرف اللبن واخبرها بصرفه من المركز الصحي التابع لها، وتبين خلال لقاءاتنا مع عدد كبير من الامهات ان ازمتهن كانت بالمراكز الصحية التابعين لها، حيث كان الموظفون العاملون بها يدعون عدم وجود البان مدعمة، توجهت الاخبار الي احد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، وتوجهنا الي احد المراكز الصحية بمنطقة الساحل وقبل دخولي الي مكتب مدير المركز، ألتقيت بسيدة نحيفة الجسد ويظهر علي وجهها الإرهاق والتعب وتحمل في يديها رضيع لم يتعد عمره 30 يوما، سألتها عن مشكلاتها، فقال والدموع تنهمر من عينيها: «انا أول مرة اجي هنا ومش عارفة اروح مكان تاني، وعايزة اصرف علبة لبن مدعمة ومش عارفة، ثم اخذت في نوبة من البكاء حتي قامت احدي الممرضات بتوفير مقعد وجلست عليه ، تركتها وتوجهت الي مدير المركز لنتعرف منه علي سبب أزمة الألبان المدعمة، قالت: «قبل عدة أيام لم تكن لدينا أزمة في اللبن المدعم، وكانت الأمهات المقيمة بالمنطقة التي التابع لها المركز تحضر وتصرف لهن الألبان دون اي مشاكل، لكن فجأة تزايدت الاعداد علي المركز رغم ان هؤلاء المواطنين تابعون جغرافيا للمركز الصحي، والسبب هو امتناع شركات الادوية عن صرف الألبان المدعمة للمواطنين سوي في حالات الطوارئ فقط، واصبح هناك الزام علي أي ام تريد صرف لبن مدعم هو الحضور إلي مركز الصحة التابعة له اولا ويتم اجراء كشف طبي عليها للتأكد من عدم قدرتها علي ارضاع طفلها لأسباب مرضية، واكدت في هذه الحالات يحق لهن الصرف، وليس للمركز حق بموجب التعليمات التي اصدرتها وزارة الصحة بصرف أي البان مدعمة لأي شخص غير تابع للنطاق الجغرافي للمركز.