تواجه ايطاليا تحديات قضية اندماج الجاليات المسلمة في المجتمعات الاوروبية، خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة، فعلي الرغم من تزايد الاهتمام بشئون المسلمين في ايطاليا علي مختلف الجوانب السياسية والثقافية الا ان تصاعد أصوات جماعات اليمين المتطرف في ايطاليا خاصة بين بعض احزاب الائتلاف الحاكم اصبح يمثل خطرا كبيرا علي ابناء الجالية الاسلامية في ايطاليا وقد عبر بعض المناهضين للاسلام بين صفوف احزاب اليمين الايطالية خاصة حزب رابطة الشمال عن قلقه من زيادة اعداد المسلمين في ايطاليا الذي وصل الي اكثر من مليون ونصف المليون مسلم بينهم نحو مائة ألف من أصل ايطالي اعتنقوا الاسلام في السنوات الاخيرة. ويري المراقبون ان حملات الكراهية ضد المسلمين في ايطاليا مثلها مثل بقية الدول الاوروبية سجلت زيادة كبيرة عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر ولم تكن ايطاليا بعيدة عن هذا المناخ العام الذي خيم علي اوروبا خلال السنوات الاخيرة نتيجة تلك الاحداث. وعلي الرغم من وصول عدد المسلمين في ايطاليا الي اكثر من مليون ونصف المليون الي انه لوحظ خلال الفترة الاخيرة تراجع عدد المسلمين وغيابهم عن المساجد بسبب رحيل بعضهم الي بعض الدول الاوروبية الاخيرة أو العودة الي وطنهم الام ويرجع البعض هذه الظاهرة الي تزايد الشعور لدي المسلمين في ايطاليا بالعنصرية والاضطهاد الديني خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في ظل هيمنة حزب رابطة الشمال علي الاقاليم الشمالية الذي اصبح يمارس مزيدا من التضييق علي مسلمي ايطاليا ليحول دون ممارستهم لشعائرهم الدينية بحرية كما ينص علي ذلك الدستور الايطالي ويستمر في حملته الشرسة ضد المسلمين والاسلام والتمسك بموقفه الرافض تماما لبناء مساجد في ايطاليا. وعبر روبرتو ماروني وزير الداخلية وأحد زعماء الحزب عن استسائه الشديد من تزايد عدد المسلمين في ايطاليا وعارض السماح لهم ببناء اماكن للعبادة ودعا امبرتو بوسي زعيم الحزب لطرد المهاجرين الاجانب وخاصة المسلمين من ايطاليا. ويستغل حزب رابطة الشمال ورقة الاسلام في كل حملاته السياسية الدعائية لكسب أصوات المتطرفين المتعصبين حيث نجح في مواصلة اضطهاده للمسلمين واغلاق عدد من المراكز الاسلامية في بعض المدن مما دفع المسلمين لاداء الصلاة علي الارصفة ووسط الطرقات بحجة عدم احترامها للقوانين المعمول بها أو بتهمة نشر التطرف وتشكيلها خطرا علي المجتمع الايطالي وتغييبهم للحوار بين الجالية الاسلامية والمجتمع الايطالي. وكانت بعض البلديات في مدن الشمال الايطالي في الفترة الاخيرة قد اصدرت قوانين صارمة تغرم كل امرأة ترتدي النقاب بأكثر من 005 يورو وتمنع النساء المحجبات من الدخول الي الاماكن العمومية. ويتساءل أبناء الجالية الاسلامية عن الاسباب الكامنة وراء الحملات العنصرية التي يقوم بها حزب رابطة الشمال ضدهم، خصوصا بعد اخر التقارير الاحصائية التي اكدت علي اهمية دور الجالية الاسلامية والجاليات الاخري في تنمية الاقتصاد الايطالي واغناء التعددية الثقافية. وقد اصبح تواجد الاحزاب اليمينية الاوروبية المتطرفة علي مسرح الحياة السياسية بهذه الصورة القوية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر يمثل تحديا كبيرا أمام الجاليات المسلمة في جميع الدول الاوروبية تقريبا.