اللواء محمد نور الدين بعد مرور 15 عاما من القضاء عليه عاد الارهاب ليطل بوجهه القبيح علينا من جديد.. هذه المرة اطلق رصاصات الغدر من فوق رمال سيناء وليس الصعيد اخترقت القلوب الخضراء لمجموعة من خير أجناد الارض.. اغتالت شبابهم وهم يؤدون واجبهم المقدس في حراسة حدود الوطن.. ازهقت ارواحهم البريئة وهم يتأهبون لتناول طعام الافطار!لماذا اختار اعداء الحياة سيناء بالذات لنشر جرائمهم؟! وما هو المناخ الذي يعيشون فيه وساعدهم علي تثبيت اقدامهم علي ارض الفيروز؟! أخبار اليوم وضعت هذه الاسئلة وغيرها امام خبراء الامن للاجابة عليها وتحليلها هل الجريمة النكراء التي استهدفت شهداءنا الابرار مجرد حادث عشوائي وبعدها صمت طويل؟! لا الموضوع ليس مجرد حادث عابر بل حلقة في سلسلة من مخطط ارهابي يريد تهديد أمن مصر القومي!.. بهذه الكلمات بدأ اللواء محمد صادق مساعد وزير الداخلية السابق وصاحب الخبرة الكبيرة في العمل بجهاز مباحث امن الدولة كلامه وقال: مواجهة هذا المخطط والقضاء عليه يتطلب رفع الوعي عند المصريين لدرجة كبيرة جدا ويدركون اننا بالفعل مهددون في امننا واستقرارنا مما يستوحب توحيد صفوفنا لاعلاء شأن مصر ومصلحتها القومية فوق كل الاهداف الشخصية.. فبعد ثورة يناير بدأ هؤلاء الارهابيون الاعداد لاتخاذ سيناء ملعبا خصبا لانشطتهم الارهابية وهم خليط من جماعات الجهاد والقاعدة والتكفير تدعمهم جماعات متطرفة في غزة لتحقيق حلمهم بتحويل سيناء الي امارة اسلامية ومن اجل هذا جمعوا اكبر كميات من الاسلحة المتطورة والحديثة معظم امدادها جاء من ليبيا بعد انهيار نظامها وفتح حدودها.. استغلوا الانفلات الامني تلقوا تدريبات مكثفة بعدها بدأت بوادر جرائمهم تظهر في هجماتهم المتوالية علي اقسام وأكمنة الشرطة بالعريش وبعض المدن السيناوية مستهدفين القضاء علي جهاز الشرطة ليخلو لهم الطريق لدرجة انهم نجحوا في اختطاف عدد من ضباط الشرطة العام الماضي ولم يعودوا لذويهم حتي الان. ويضيف اللواء محمد صادق قائلا: ولا ننسي ان بوادر الخطر ظهرت في ميدان التحرير وميدان العباسية من خلال مجموعة من هؤلاء يرفعون الرايات السوداء ليعلنوا عن انفسهم كما ظهر محمد الظواهري شقيق ايمن الظواهري القيادي البارز بالقاعدة كل هذه المؤشرات كانت بمثابة جرس انذار واضح لتواجدهم واستعداداتهم ومما زاد الامر تعقيدا اخطاؤنا الفادحة في معالجة هذه الامور والتصدي لها بمنتهي الحزم والقوة والسرعة لاقتلاعها من جذورها.. صدور قرار بالعفو عن المسجونين علي ذمة قضايا سياسية هل هذا معقول؟ وفي هذا الوقت بالذات غير المناسب بالمرة؟! والاغرب من ذلك ان هناك من يطالب بتكريمهم! ويقول اللواء محمد صادق: اتساءل لماذا صدر قرار بالغاء التأشيرة للدخول بين مصر وفلسطين؟ كيف نفتح بلدنا علي مصراعيه ونحن نعلم بوجود الجماعات الارهابية علي حدود مصر وارض سيناء.. هذه نقطة خطيرة جدا.. خاصة ونحن ليس لدينا اي جهاز منوط به حماية الامن الداخلي للبلاد بشكل مفعل ومحدد.. الغينا جهاز مباحث امن الدولة الذي كان يلعب دورا كبيرا جدا في التصدي لمثل هذه الجماعات وكشف مخططاتهم وتحركاتهم.. ثم جمدنا الامن الوطني.. اذن من هو المسئول عن تأمين البلد؟ ويوضح اللواء محمد صادق قائلا: بذور الارهاب بدأت تنبت في سيناء بعد عام 2004 بظهور بعض العناصر هناك بسبب المعالجات الامنية الخاطئة وسوء التقدير للاحداث مما ادي الي نمو الافكار المتطرفة معتمدين علي التعاون مع الشباب الذي اسيء التعامل معه ولابد ان اوضح ان تنظيم القاعدة هو فكر وبؤرة تنتشر عن بعد من خلال المواقع الالكترونية التي يتبادلون من خلالها خطط التدريب وتصنيع المتفجرات والتسليح والحل من وجهة نظري ان القضية ليست قضية اشخاص فيجب علي الشعب المصري بكل فصائله ان يتيقظ لهذا المخطط لانه يمكن أن يجر معه الدمار لمصر وهنا يأتي دور الاعلام في التوعية المستمرة ولابد ان يتوفر جهاز امني تكون مهمته الاساسية هي حماية الامن الداخلي لانه ليس من المعقول ان يكون هناك بلد في العالم تترك حدوده مستباحة بهذا الشكل.. واوضح ان جهاز مباحث امن الدولة صاحب تجارب رائعة في المراجعات للجماعة الاسلامية بالحسني ووفرت لهم المناخ الملائم للمراجعة بقناعة كاملة وانعكس ذلك علي الكثير منهم خاصة الجماعة الاسلامية التي تتصرف بحكمة وتعقل. خلايا قديمة ويقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية سابقا: منذ سنوات اعلن تنظيم القاعدة وجود خلايا نائمة له في سيناء ويتشكل افرادها من مصريين وفلسطينيين فلا استبعد ان يكون وراء هذا التشكيل مخطط مخابراتي اسرائيلي لاضعاف الامن المصري.. كان من المتعين ان يتم تطهير سيناء من هذه الجماعات بعد ضلوعهم في ارتكاب العديد من الهجمات علي اقسام واكمنة الشرطة بسيناء ثم اظهار الرايات السوداء في ميدان التحرير بالاضافة الي الغاء جهاز مباحث امن الدولة وتقليص دور الامن الوطني وهذا الجهاز الاول كان حائط صد قويا ضد التيارات المتطرفة بشكل عام خاصة من عملوا في سيناء في النشاط المتطرف اري انه يجب استدعاء هؤلاء الضباط فورا للاستفادة من خبراتهم ورصيدهم الثري من المعلومات المهمة لانهم يعرفون جيدا خريطة هذه التنظيمات سواء كانت القاعدة او الجهاد او التكفير او جيش محمد.. ويستطيعون التعامل معها بذكاء ووعي شديدين كما لا استبعد ضلوع ايران في دعم هذه التنظيمات للرد علي التهديدات الاسرائيلية لها بضربها والحقيقة نحن لابد ان نعترف بتقصيرنا في تأمين الانفاق وعدم وجود وحدات لشرطة الجوازات تسجل دخول وخروج كل مواطن وجهاز امني رفيع يتولي الكشف عن هؤلاء وفحصهم بدقة والمتورط منهم لا يدخل مصر.. حان الوقت لتأمين بلدنا وحدودنا تأمينا كاملا وكفي معبر رفح ولابد من خضوعه لضوابط ايضا. واختتم اللواء محمد نور الدين كلامه قائلا: ضباط امن الدولة الذين عملوا في سيناء فترة ما قبل الثورة لابد من اعادتهم فورا للاستفادة من خبراتهم فهم القادرون علي وضع النقاط فوق الحروف وكشف الخرائط السرية لهذه التنظيمات والقضاء عليها والبداية من رفع بصمات الارهابيين الذين قتلوا داخل المدرعة للتعرف علي هويتهم.. لابد ان نراعي توطيد العلاقات مع شيوخ وقيادات القبائل السيناوية في هذه الفترة بالذات وتقديم جميع الخدمات لهم ليتعاونوا مع الاجهزة المعنية فحجم الخطورة كبير جدا امنيا مما يمنح لاسرائيل مبررات تضعف الامن المصري مما يعطيها حق الدفاع عن نفسها.. ايضا الوضع الحالي يهدد السياحة في مقتل! بيئة خصبة! ويقول اللواء نبيل فهمي مدير مباحث البحيرة سابقا: الامية والجهل اساس ما يحدث في سيناء الان فأهل سيناء تلقوا وعودا كثيرة بالتعمير والتنمية لكن السنين مرت دون اي اهتمام خرجت خلالها اجيال عديدة لتواجه الفقر والحرمان والجهل.. حتي قواتنا التي تعمل هناك لم توفر لهم الرعاية الكاملة في نفس الوقت الذي يرون فيه افراد الجيش الاسرائيلي علي الحدود مرفهين في المأكل والمشرب وخلافه حتي الان لم يشعر ابناء سيناء انهم اصحاب الارض بل مجرد ضيوف عليها وهذا امر خطير يدفع بأبنائه ليكونوا لقمة سائغة بين انياب دعاة الفكر المتطرف وجرهم الي حمل السلاح وتكفير المجتمع فنجد انفسنا امام نفس السيناريو الذي عشناه في محافظات الصعيد وفجر موجة الارهاب لعدة سنوات في مطلع التسعينيات. يكمل اللواء نبيل فهمي كلامه قائلا: كما ان هناك عوامل اخري ساعدت هذه التنظيمات علي ظهورها الان وتتمثل في المناطق الجبلية الوعرة خاصة جبل الحلال الذي يصعب اختراقه من قوات الشرطة حيث تفتقد لامكانات حديثة واسلحة متطورة لا تتوافر الا مع القوات المسلحة نحن في اشد الحاجة لتوفير جهاز معلومات علي غرار امن الدولة قوي تتوافر له امكانات حديثة وقوات متخصصة من الجيش والشرطة لان هذه البؤر الارهابية تعزز بعضها البعض فكانوا يرددون بعد ارتكاب الحادث الاخير »حي علي الجهاد« وعلي الدولة ان تهتم بقبائل سيناء وتوفير مصادر رزق شريفة تغير افكارهم واتجاهاتهم.