ليست تسويةً أو لا تسويةً، بل منظور رؤوس الأموالِ.. .. ومنظورُ الفقراء مظفر النواب من قصيدته «بيان سياسي» أغنية (1) يا ورده بكرية ف أواخر مواسمي دلوقت.. وانا واقف أواجه مصيري أنا باسألك: انتي انا.. ولاغيري ؟! وأنا أنا.. ولا عذابي طوي اسمي ؟! بكائية (1) مركب علي الشِّعب طاح القلع مكفي.. قلبي ملاح أسير تلعب به ريح أمشير.. هجير الرياح وضهري محني كسير داير.. بادوّر ع الزمان اللي راح آه يا زمان الحزن والتعاتير علي بابك المقفول.. بكيت مستجير فين الصبا.؟!.. فين الأمان والسماح ؟! وفينه راح.. حلمي البسيط الكبير ؟! غرق في جوف البير ؟! ولّا انفلت.. من بين صوابعي.. ف توهة المشاوير ؟! ولّا اندفن.. بين عالمي المنهوك.. وشوك السرير ؟! ماشي.. الايدين سابقاني زي الضرير والكف مفتوح لفوق.. باصرخ علي السموات.. بصوتي الطلوق : امتي أوان الرعد ؟!.. امتي البروق ؟! امتي البراق يرمح بي.. وسط الرياح ؟! سيل يا ندي.. غسِّل عيون الصباح امتي يسيل.. وعد المطر في العروق ؟! وننفلت من الطوق.. بشوق الجناح ؟! غنائية (2) يا ورده بكريه ف أواخر طريقي العيبه منا وفينا.. ولا ف زماننا ؟! امتي الزمان الجافي ح يبل ريقي ؟! امتي يسيل النيل وتضحك غيطاننا ؟! بكائية (2) طرف اللسان.. ملوي من النوّات في شقوقه ملح البحر.. والخيبه !! وبين صوابعي.. بيرجفوا الأموات وانا بارتعش م البرد.. والعيبه.. آه يا زمان الخيبه بالويبه ! في النوه.. لا الاخوات بيبقوا اخوات ولا فيه محل لنجده ومروّات ويا روح ما بعدك روح !!.. والطيبه خيه تجر الرِّجل للسوَّات في النوّة.. صرخوا الخلق.. نسّوني علم اللي وعّوني ورسّوني وورثوني حكمة الأغوات في النوه.. لما اتبعتروا الغرقي مديت لهم إيد أخ.. شدوني بخوفهم الملهوف حاوطوني وغرقوني.. وداسوا ع الشيبه دمي نشف خوف.. واتخطف لوني لملمت حبي.. ورعبي.. وجنوني علي قلبي دست.. ما همنيش.. لا صوات.. ولا رجوات وفلتّ م الخيّات.. شافوني بالصرخة نادوني سديت وداني.. ودمعي في عيوني سبُّوني مره.. وغرقت الأصوات ونجيت بروحي.. وشيء في قلبي مات غنائية (3) يا ورده بكريه ف أواخر مواسمي يا زهره طاهره.. زيي في صغر سني مصلوب أنا بين ذكرياتي وحنيني بين ضلمه اليأس وعذاب التمني !! بكائية (3) ع الشط مرمي بانوح علي روحي ؟!... ولا ع اللي راح مني ؟! الجرح لهبوب الهوا مفتوح والصرخه تشلب دم.. م النني !؟ وانا ع الصخور مشبوح فتحت عيني ع المدي المنظور من بين رموش نديانة.. شفت النور عمود دهب مكسور النور غمز لي بعينه.. طمنني رقص له جوه ضلوعي طير مدبوح جرجرت رجلي.. والرجا المكسور جزّيت علي ضرسي انكسر سني حبيت علي صخور البرور مقهور انيني هنِّني «يا روح ما بعدك روح اهرب بعيد من دمك المسفوح» خيط النزيف.. بصيت له جنِّني «اهرب لا ييجي المد ويغطيك وذكريات الميِّتين تطويك « الدمع سال.. ريحني.. حنِّني «اهرب.. لاييجي الجزر ويساويك بالغرقي وسط العاصف المخمور» فتحت قمقم قلبي للجني وهربت زي القاتل المذعور الذكريات.. أعداء محاوطينّي وانا في الطاحونة بادور صرخت كما وحش الفلا المسعور نفضتهم عني.. ع البعد لاح النور.. ضعيف مبدور كأنه ورد أصفر في عتمة سور كأنه حضن صديق.. مستني غنائية (4) يا ورده بكريه ف أواخر مواسمي بصوتك النادي احضنيني وناديني ودوبيني في عبيرك.. ودوبي دوبي ف شراييني العطاشي.. خديني بكائية (4) أنا في الطريق مرمي بانزف حياتي دم ع الاسفلت لاسفلت تحتي.. بساط حديد محمي بيحزّ في لحمي ليلة بنهارها.. لا اتداويت.. ولا كلت.. ولا ارتويت.. ولا م الجحيم انشلت.. لضل بيت.. والموت حجر طابق.. علي صدري.. واصرخ.. لم طلع صوتي حواليا لاقدام دايره تتسابق وانا بانتظر موتي ما بين زحام اقدام.. ولغو كلام.. -بكام ؟! - انا بايع.. - أنا شاري «بيبيعوا مين ؟!» باسأل قدم جاري سؤالي ضاع واندسنا بالاقدام غرقت في الغيبوبه... مش داري مين اشتراني ؟! واشتراني بكام ؟! ما فقت غير وانا فوق زكيبه خيش والأوده حواليا ضلام في ضلام وف ايدي شقفة عيش وسمعت حس.. كأنه كسر رخام ساقع.. ومسقي نبيت غتيت وحشيش سرسب في ليل الرعب والأحلام كأنه بيقول لي وما بيقوليش : «قوم من فراش الموت.. وخفّ وعيش انهض وكل عيش العبيد يا غلام « قطمت قطمة.. بعد منها مفيش حبيت اقول حاجه.. لقيتني بانام غنائية (5) يا ورده بكريه ف أواخر حياتي يا زهره طاهره.. فين براءة صبايا ؟! لحد فين ح تشدني ذكرياتي ؟! ولحد امتي ح نبقي اسري وسبايا ؟! بكائية (5) آخر المتمه.. أنا في الزحام محدوف والدنيا عز الضهر..مِضلِمّه وفي الهوا.. كرباج قليل الشوف يهوي علي كتوف الألوف.. لما من الشقا نصرخ وننسي الخوف «آه يا زمن الوحده في اللمة !!» صرخت مرة.. صفَّر الكرباج مزع لي كتفي المنحني المكشوف صرخنا مره سوا.. اتلوي الكرباج وهاج.. كأنه عاصف الأمواج خلانا نترحّم علي النوّات ورجعنا محنيين ندور ونطوف في سعينا المطهوم علي الأقوات بين خوف وخوف.. الناس بتتغمي ما تعرف المعروف من المتلوف والعمر يبقي لا لون ولا معني واللقمة تبقي عقربه سامّه وفراشنا يصبح شوك يمزّعنا.. بين خوف وخوف.. الخوف مغرّقنا الخوف من الوحده يجمّعنا والخوف من اللمة يفرقنا والكلمه.. لما نقولها.. قبل النطق تِفزِعنا نبلعها تاني ونكتم الأصوات تتفتفت الكلمات بواقي حرف لا تطول قرار الطين.. ولا السموات بين خوف وخوف.. ريش الجناح منتوف ويا خوفنا م الجايّات عيش العبيد عفِّن علي لساني تمتمت بالدعوات وبالصلوات سرح العفن علي حلقي.. قساني لملمت تفل العزم في كياني في الليل.. وفرِّيت من حياه لاموات رمل الفلا.. طاطي لي.. حيّاني ريح الخلا..صرخ في أحضاني : « ح تعيش لوحدك وحش في الفلوات ؟!» اتفجرت صرخة في شرياني : - « اعيش لوحدي وحش في الفلوات - ولا أعيش ميت في دنيا اموات كوني يا ريح الجنون مشواري.. وحصاني.. غنائية (5) يا ورده يا بكريه ف أواخر مسيرتي فوحي بعبير سرك يا ناديه وبوحي ردي سؤالي.. هدهدي ف قلبي حيرتي من روحي باهرب ؟! ولا باهرب بروحي ؟! مع الورده (6) أنا في الخلا وحدي.. باضم روحي بشوق.. «واقول.. واحدي.. «انا ارتضيتك يا الفلا المهجور تكون لي بيتي.. وسكني.. ولحدي « انا هنا ملك الأراضي البور لارْبع رياح حراس علي بابي (مملكتي مالهاش باب.. ومالهاش سور!) أنا الوزير.. رب الحِكَم والشور العشب لاخضر نام علي اعتابي أنا الرعايا.. في الرحايا بادور صابر علي مابي انا هنا الفلاح والجابي الكل في واحد وحيد ممرور الريح تطيح وتزوم حواليا والخوف.. وضل الموت.. في ركابي ياجريح يانا.. ما دقت يوم راحه الغرقي لسه مكلبشين فيا وعيون عبيد الأرض نواحه دموعهم المقهوره في عينيا وعلي المدي.. صحرا بلا واحه بتمد روحي في رياحها جدور وكعوبي.. فوق الرمله سواحه أيام.. تجر شهور.. تجر دهور وغنوتي مجروحه.. جرّاحه : «يا صحرا.. يا جفره.. يا بحر رمال الجنه من غير ناس جحيم مسعور يا ماضي.. مات في الماضي.. ماله حضور يا زمن بلا بكره.. بلا أطفال.. انا ايه رماني في جُبّك المسحور ؟!» بامزمز الاحزان علي مهلي.. ما اعرفش ايه صحّي في قلبي.. شوقي للترحال قاصد ديار أهلي لا عرفت ليه راجع ؟!! ولا منين جيت نسيت مرارة حكمتي وجهلي ونسيت عذاب النوّه.. لما نجيت للوحده في اللمه وضلام البيت كل اللي شفته.. وشوش بتنده لي وجدّتي المنسيه في الحواديت لملمت قلبي المنكسر.. ومشيت ع البعد.. شفت خيال مزهزه لي ناداني صوته النادي.. قمت جريت ووقعت.. وجريت تاني.. تاني وجيت لقيتك انتي.. فوق التله شجره وحيده في الخلا.. زيي.. بورده حمرا وحيده بتحيي رميت سلامي.. وانحنيت صلّيت : يا ورده طالعه ف ارض معتله يا ورده حيه ف دنيا بتعيّي الشمس فوقك نار جحيم طالّه وانتي بترمي تحتك الضله ضلك لمين فارشاه ؟! يا ورده ناديه في هجير الروح عطرك لمين بيفوح ؟! لمين بيبوح؟!» الورده همست لي بصوت مجروح «ادي اللي عندك.. وامتثل لله.. لابُد يوم ييجي اللي يتلقاه « غنائية أخيرة يا ورده بكريه ف أواخر مواسمي لونك طريقي.. شوق عبيرك مصيري لولاكي كان زمن البلاهة طوي اسمي ياما نفسي اكون زيك وخيري لغيري (1983)