إهمال غير مسبوق تتعرض له آثار تل «كوم النوام» بالبحيرة، فقد استخدم الأهالي المخزن المفتوح للآثار الفرعونية في المنطقة كحظيرة للماشية والدواب تدوسها بأقدامها وتستخدم قواعد الأعمدة الضخمة كمزود لتقديم الطعام لها، ويأتي ذلك بعد أن عجز المسئولون عن منطقة آثار البحيرة عن توفير مكان آمن لها أو نقلها لأحد المخازن المتحفية التابعة لهيئة الاثار بعيدا عن الطين وروث الماشية ومياه المجاري التي تحاصر ذلك المخزن، واكتفوا بوضع حاجز من الخيش علي المجموعة الاثرية التي تم وضعها وسط القرية في مكان مكشوف منذ عدة سنوات، ضاربين بتاريخ مصر عرض الحائط. «الأخبار» اقتحمت الموقع بقرية «كوم النوام» التابعة للوحدة المحلية لقرية إفلاقة بمركز دمنهور، واكتشفت حجم الكارثة وإهمال المسئولين بمنطقة اثار البحيرة، التي تضم أكثر من 500 من مفتشي الآثار والعاملين وهو الأمر الذي يفتح الملف الأكبر لحماية الاثار والتلال الأثرية التي تشتهر بها المحافظة ويبلغ عددها 186 تلا أثريا أبرزهم تل «كوم فرين وكوم الحصن وكوم عزيزة وتل الأبقعين وكوم الأحمر بالمحمودية وكوم تروجي بأبو المطامير وكوم جعيف بإيتاي البارود وكوم الجيزة بكفر الدوار وتحكي تاريخ مصر الفرعوني والقبطي والإسلامي بالإضافة لتل كوم النوام حيث تنعدم الحراسة المعينة من قبل منطقة الاثار علي هذه التلال نظرا لعدم وجود عمالة كافية بالتزامن ووجود موظفين. الأهالي الذين يستخدمون قطع الاثار كوعاء لوضع غذاء الحيوانات من البرسيم والأعلاف، طالبوا بنقل قطع الاثار بعيدا عنهم، حيث أكدت ربة منزل تسكن بجوار الاثار أنها تبلغ من العمر 30 عامل ومنذ ولادتها وهذه الاثار توجد هنا ولم يتحرك أي مسئول لنقلها في مكان آمن والاستفادة بها كتاريخ وآثار مصرية، ومن جانبه ناشد عصام الفقي عضو مجلس النواب عن الدائرة الأولي ومقيم بنفس القرية، وزير الأوقاف بإنشاء متحف يحوي آثار محافظة البحيرة بالإضافة لمخزن متحفي أسوة بمدينة الاسكندرية، وأكد ان منطقة آثار رشيد فقط تحوي كميات كبيرة من الاثار الإسلامية والقبطية المهملة داخل مخزن، ولا يستفاد بها بالإضافة للاثار المستخرجة جراء عمليات التنقيب والحفائر من التلال الأثرية التي تشتهر بها المحافظة، وقال إنه سيتقدم بمشروع قانون للبرلمان لإنشاء متاحف بعدد من المدن أهمها دمنهور لعرض التراث والاثار المهملة داخل المخازن منذ عشرات السنين بالإضافة لوضع رشيد علي الخريطة الدولية وتوفير الدعم المالي للانتهاء من ترميم المساجد والمنازل الأثرية التي تعرضت للتلف بسبب الإهمال وعدم الترميم. وكشف مصدر «رفض ذكر اسمه» بمنطقة آثار البحيرة ان هذه الاثار تم تسجيلها في هيئة الاثار المصرية عقب اكتشافها قبل سنوات من عدة أماكن بجانب تل كوم النوام وهي عبارة عن أعمدة معابد وتيجان وعدد من الرحايات التي ترجع للعصرين الروماني والبيزنطي، مشيرا ان هذه الشونة كانت تضم حوالي 66 قطعة أثرية تم نقل عدد منها للمخازن المتحفية بالإسكندرية ماعدا القطع الباقية والتي تركها المسئولون عرضة للتلف والإهمال وسط روث الماشية والتلوث، معللين ذلك بعدم وجود مكان لنقلها إليه. وطالب المصدر بإنشاء مخزن متحفي بمحافظة البحيرة لنقل قطع الاثار المهملة إليه للحفاظ عليها وضمان سلامتها وعدم تعرضها للسرقة، مؤكدا ان محافظة البحيرة تحوي كميات كبيرة من الاثار المستخرجة من التلال الأثرية وخاصة بمنطقة قطاع رشيد التي تحوي كمية كبيرة من الاثار الإسلامية والقبطية الملقاة داخل مخزن والمهددة بالتلف.