تجارة الزيتون مصدر رزق لأهالى سيناء لم يكتف الإرهاب في سيناء ببعض الأرواح وسفك الدماء، ولكن اغتال شجرة الزيتون رمز السلام ومصدر العطاء، فقد أجهضت أعمال هؤلاء الشياطين «الحلم السيناوي» العظيم بأن تضع هذه الشجرة مصر في موقع عالمي متميز، إلي جانب إيطاليا واسبانيا وأمريكا في تصدير زيت الزيتون، فقد كانت الأمور تسير علي خير ما يرام من أجل تحقيق الحلم بعد إقامة 13 مصنعا لعصر الزيتون وخفض نسبة الحموضة إلي أقل من 1٪ والوصول إلي رقم 3 آلاف طن سنويا من الصادرات إلي الأسواق الخارجية. ويظهر في الأفق نور قلب الحال وفتح طاقة الأمل الجديد لإحياء الحلم، ويتمثل في مبادرة القوات المسلحة لزراعة 2.5 مليون شجرة زيتون، ويأتي ذلك في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أجل تدشين عدة مشروعات تنموية تجذب المستثمرين وتفتح أبواب الرزق لأهلنا في سيناء. وكانت فرحة المزارعين في سيناء كبيرة بتلك المبادرة التي عبرت عن آمالهم وطموحاتهم في عودة سيناء من جديد إلي اللعب مع عمالقة السوق العالمي بشجرة الخير والنماء علي أرضهم، وكما يقول المحاسب محمد درغام عضو الجمعية العمومية لجمعية منتجي الزيتون، فقد تم زراعة مساحات جديدة بالأنواع المتميزة التي تعطي 30٪ من زيت الزيتون وكذلك الأنواع التي تخصص للتخليل لإعادة تصديرها كما يشير محمد أبوعنقة من وسط سيناء إلي ضرورة زيادة منظومة الآبار العميقة في وسط سيناء لزراعة الأرض وتوفير الاكتفاء الذاتي من الزراعات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان بالإضافة إلي الصيانة الدورية للآبار حتي يمكن الاستفادة من الطاقة الانتاجية لها. ويوضح المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء ان اجمالي المساحة المزروعة بالمحافظة حاليا نحو 18 ألف فدان تنتج أصناف المنزانيللو والبيكوال والعجيزي والشملالي واليوناني والكروناكي والتفاحي ويعطي الفدان انتاجية تصل إلي 3 أطنان ويتم عصر 60٪ من هذه المساحة وتعطي نحو 3000 طن زيت زيتون بينما تستخدم المساحات الأخري لانتاج زيتون المائدة وتختلف الأسعار من صنف إلي آخر وأعلي سعر للمانزانيللو والكروناكي وهي أصناف للعصر أو التخليل، ويتم التنسيق مع الجمعيات التعاونية الزراعية لزراعة الأصناف المميزة. مشيرا إلي انه سيتم الانتهاء من انشاء مصنع لتخليل الزيتون بالعريش بطاقة 5 آلاف طن العام القادم كما تم اشهار أول جمعية متخصصة لمنتجي الزيتون في المحافظة وتشكيل مجلس مؤقت يضم ممثلا لمنطقة رمانة وبئر العبد ولمركزي الشيخ زويد ورفح، تعمل علي توفير الأسمدة خاصة العضوية والمبيدات، كما سيتم توفير الميكنة اللازمة لحرث الأرض وتجهيزها والتنسيق مع الاتحاد العام المصري والدولي للزيتون وكذلك الشركات للتعاقد علي توريد الانتاج والتغلب علي تدني الأسعار. كما تفتح أبواب التعاملات مع صغار وكبار المزارعين علي حد سواء لاعطاء الفرصة للجميع من أجل تسويق انتاجهم بأسعار موحدة حسب نوعية الانتاج. ويحلم اللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء بنفس حلم المزارعين ويؤمن بالمستقبل الواعد لزراعة الزيتون في سيناء نظرا لجودة الأراضي وصلاحية التربة لنمو أشجار الزيتون وتحمل المياه ذات الملوحة العالية. وأشار إلي ان المحافظة تعمل علي التوسع في زراعة أشجار الزيتون من خلال إقامة 8 تجمعات زراعية تنموية بمنطقة وسط سيناء، تم الانتهاء من 4 تجمعات وجار انشاء 4 تجمعات أخري ويضم كل تجمع مساحات كبيرة من أشجار الزيتون تروي بالآبار العميقة وتحفرها وزارة الري في المنطقة كما يستهدف مشروع ترعة السلام في نطاق شمال سيناء زراعة 156 ألف فدان معظمها زراعات زيتون وسيتم زراعتها علي 8 مآخذ للمياه واحد خاص بالمحافظة وآخر خاص بالقوات المسلحة و3 لصغار الفلاحين و3 لشباب الخريجين وسيراعي تخصيص نسبة 25٪ لأبناء سيناء.