مين يشتري الزيتون مني؟!, كانت هذه صرخة المزارعين لشجرة الزيتون وهي الشجرة المباركة في الأرض المقدسة.. فبالرغم من جودة الزيتون السيناوي وحلاوة مذاق زيته فإنه يتعرض حاليا لحالة كساد وركود شديدين لأسباب عديدة في مقدمتها اضطراب الحالة الأمنية, والتي أدت إلي عزوف التجار عن التعاقد مع مزارعي الزيتون, وكذلك زيادة الكميات المطروحة في الأسواق مع عدم وجود مصنع متخصص يوجه انتاجه للتصدير. اسماعيل حمدي ذكري صاحب مزرعة زيتون بمدينة العريش يؤكد أن جميع مزارع الزيتون بالمحافظة حققت انتاجا وفيرا غير مسبوق, وذلك لتحسن الظروف البيئية والمناخية مما تسبب في غزارة الانتاج, خاصة أن هناك سلالة معينة كانت مطلوبة في سنوات سابقة في الأسواق تدعي بنزويلا فقام جميع المزارعين بزراعتها فأصبح هناك أكثر من80% من هذا النوع موجودا بأكثر من احتياج السوق المحلية, مما أدي إلي انخفاض سعره, بالإضافة إلي ظهور حالة الانفلات الأمني بالمحافظة عقب ثورة25 يناير, وهو ما أثر علي حركة نقل السلع والبضائع من وإلي سيناء. وأضاف اسماعيل ذكري أن الزيت السيناوي له مواصفات خاصة تفوق مثيله, ولكن ظهرت في الأسواق مؤخرا أنواع من الزيوت المهدرجة غير الآمنة بسعر أقل يقوم بعض التجار غير الشرفاء باستيرادها وخلطها بزيت الزيتون السيناوي وبيعه ويقبل المواطنون عليه. وطالب بضرورة إنشاء مصنع علي أعلي مستوي بالشرق الأوسط لتصدير الزيت السيناوي عالميا ومحليا مع زراعة10 آلاف فدان من الزيتون من أجود الأنواع والأصناف ذات الجودة العالمية مما يسهم في توفير ما بين2 و3 مليارات جنيه سنويا لمصر وللاقتصاد المصري مع ضرورة تكثيف الوعي الإعلامي لأهمية زيت الزيتون وفوائده الصحية وعلاجه لكثير من الأمراض, كما طالب المسئولين بتخفيض فاتورة الكهرباء بمعاصر الزيتون حتي تعود علي المزارعين بفائدة بعد عصره, لأن خطوات الحصول علي زيت خام تكلف المزارعين تكاليف عالية. و أشار اسماعيل الي انه فوجئ والعديد من مزارعي الزيتون بظهور مرض فطري علي جميع أنواع الزيتون, وهو عبارة عن بقعة سوداء علي حبة الزيتون خلال48 ساعة, مما يؤثر عليها وتتساقط الحبة علي الأرض, فلابد من اهتمام وزارة الزراعة بتوعية المزارعين واستخدام طرق وقاية لهذا المرض الذي يظهر بصورة مفاجئة, خاصة أن بعض المزارعين يستخدمون هذه الحبات المريضة, مما يؤثر علي جودة الزيت. ويقول الحاج عبد الله جهامة صاحب مزرعة زيتون ورئيس جمعية مجاهدي سيناء إلي أن هناك بعض المجاهدين بسيناء من الذين لديهم بعض مزارع الزيتون يعتمدون بشكل أساسي في معيشتهم علي هذه الشجرة المباركة, منوها إلي أن هذا العام جاء مخيبا لآمال العديد من أبنا سيناء, حيث تدني الأسعار لمحصول الزيتون التي لا تعوض المزارعين عن خسارتهم الفادحة نتيجة أعمال الصيانة والري, خاصة مزارعي الوسط الذين تضرروا بسبب تدني الأسعار, وهذا ما يجعلنا نطالب المسئولين بضرورة تنشيط العملية التسويقية, وذلك من أجل الحفاظ علي المحصول, خاصة أن العديد من أبناء سيناء وبعض المجاهدين يعتمدون عليه بشكل مباشر في معيشتهم. ويطالب الدكتور حسام رفاعي صاحب معصرة زيت زيتون بضرورة وجود مصانع للتخليل داخل المحافظة, حيث إن تكلفة توصيل الزيتون الي مصانع التخليل عالية, خاصة ان حصاد المحصول يحتاج الي عمالة كثيرة, وكذلك عملية النقل. ويشير برزاني خضر صاحب مزرعة إلي أن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها أصحاب المزارع هي تسويق المحصول وتخوف التجار من شراء المحصول من المحافظة, حيث إن البعد الأمني أسهم بشكل كبير في كساد محصول الزيتون وانخفاض سعره بشكل ملحوظ وشكاوي جميع المزارعين, حيث وصل سعر كيلو الزيتون الي جنيه فنطالب جميع المسئولين بضرورة النظر لحل المشكلة خاصة أن جميع المزارعين لمحصول الزيتون ليس لديهم أي مورد رزق آخر.