عرفت كيف تعيش إلي الأبد.. وكيف تخلد اسمها وموهبتها الفنية، لتظل في الذاكرة أجمل وأبقي.. فاعتزلت السينما، وابتعدت تماما عن الأضواء، واختفت عن أعين جمهورها، بعد فيلمها الأخير (بافكر في اللي ناسيني) منذ أكثر من 60 عاما!!... غابت (فيروز) عن الأنظار تماما لتظل حاضرة، كبرت وتجاوزت السبعين من عمرها، لكنها ظلت تلك الطفلة الأبدية، تلك الطفلة المعجزة.. لم تغادر الطفولة، ولم تغادر البهجة.. ليس لها أن تكبر، وليس لها أن ترحل، ولا أن يغيبها الموت.. تظل دائما في الذاكرة، ذاكرة الطفولة، وذاكرة السينما، وتظل أفلامها مع أنور وجدي تحديدا (ياسمين)، (دهب)، (فيروز هانم) علامات في السينما الاستعراضية، وعلامات في حياة الطفلة المعجزة (بيروز أرتين) الأرمينية القادمة من حلب في سوريا.. ورغم أن الممثل اللبناني إلياس مؤدب هو أول من قدمها واكتشفها، إلا أن إعجاب الملك فاروق بموهبتها، خلال مشاركتها في مسابقة فنية للأطفال (بالأوبرج) ومكافأتها، لفت أنظار السينمائيين لموهبتها، وفتح أمامها أبواب السينما.. عملت فيروز مع إسماعيل يس في (إسماعيل يس طرزان) و(إسماعيل يس للبيع) عملت أيضا بعض الأفلام، بعد أن تجاوزت الطفولة، في سن 14عاما (عصافير الجنة)، (الحرمان)، (ليلة الزفاف)، (أيامنا السعيدة) لكن تظل أفلامها مع أنور وجدي، هي الأبقي والأكثر كشفا عن موهبتها، وحضورها الفني ونجاحها، وتظل أغانيها الاستعراضية الشهيرة في هذه الأفلام (معانا ريال.. معانا ريال)، (طبلي وشد الدربكة)، (كروان الفن وبلبله) من أحلي أغاني الأفلام.. وتظل فيروز، برغم رحيلها (73عاما) أهم طفلة في تاريخ السينما المصرية.