تشغل الصحراء الشرقية المصرية مساحة تبلغ نحو ثلاثين في المائة من مساحة جمهورية مصر العربية وهي بذلك امتداد شاسع لم يستعرض الآن بالشكل المطلوب ويرجع ذلك الي العديد من العوامل التي تميز الصحراء الشرقية اهمها الملامح الطوبوغرافية والطبيعية الجيولوجية لهذه الصحراء حيث تمتد هذه الصحراء جنوب طريق السويس- القاهرة الصحراوي ويحدها شرقا خليج السويس والبحر الاحمر، ويحدها غربا مجري نهر النيل ابتداء من جنوبالقاهرة وحتي الحدود المصرية السودانية وهي بذلك تضم مجموعة من الظواهر الطبيعية والمواقع الجغرافية العامة ومن الظواهر الطبيعية العامة سلاسل الجبال والهضاب قليلة الي متوسطة الارتفاع بمحازاة مجري نهر النيل شرقا حتي جنوباسيوط واشهر المعالم جبل المقطم وامتداداته حتي منطقة جبل درنكة باسيوط وعلي امتداد هذا الشريط الملاصق لمجري نهر النيل تمتد هضبة جيرية صلدة تمثل مانعا مائيا لتسرب مياه نهر النيل شرقا كما ان السهول الفيضية النيلية محدودة الامتداد شرقا وسمكها قليل وهي بذلك لاتحتوي علي مصادر مياه جوفية باستثناء بعض التواجدات لمياه جوفية علي اعماق متوسطة »002 - 004م« ومياهها مالحة نسبيا »0005 جزء في المليون« ونظرا لقلة الموارد المائية الجوفية فان اعمال الاستصلاح والتنمية والتعمير تكاد تكون محاصرة باستثناء منطقة وادي كوم امبو - وادي الاسيوطي - وادي العلاقي وبعض المناطق المتناثرة بالقرب من الزعفرانة شمالا ومنطقة حلايب وشلاتين جنوبا. وعلي امتداد ساحل البحر الأحمر تمتد سلاسل جبلية من الاحجار الجيرية هي سلسلة جبال عتاقة وجبال الجلالة البحرية والقلية وخشم الجلالة - لتتواصل مع سلاسل جبال البحر الاحمر الشهيرة المكونة من صخور قاعدية تمتد من غرب الزعفرانة حتي السودان وهي تكاد تكون محاذية لساحل البحر الاحمر وتتسع مناطق السهول ومخارج الوديان وتشعباتها لتمثل مناطق واعدة للتنمية والتعمير علي مصادر مياه جوفية محدودة وعلي مصادر مياه السيول اذا احسن السيطرة عليها. وعلي الرغم من قلة مصادر المياه الجوفية عموما بالصحراء الشرقية وتحدي الطبيعة والجغرافيا الا انها تمتاز بالعديدمن الخصائص التي يمكن تسخيرها لصالح التنمية عموما باستثناء التنمية الزراعية ويقصد بذلك مشروعات التنمية السياحية علي امتداد ساحل البحر الاحمر في مناطق متعددة منها »الزعفرانة - الغردقة - سفاجا - القصير - مرسي علم - راس بيناس« وهو قائم بالفعل حاليا إلا أن مشروعات التنمية السياحية تواجهها مشاكل نقص الموارد المائية والتي تم تعويضها اعتمادا علي تحلية مياه البحر او تحلية المياه الجوفية المالحة حيث تكلفتها اقل من الناحية الاقتصادية وكذلك مشروعات التعدين خاصة المناجم الصغيرة كما ان السيطرة علي مياه الامطار والسيول والاستفادة منها يمكن ان تكون مصدرا للامداد بمياه عذبة تكفي لاغراض الشرب في المئات من احواض الصرف التي تم رصدها بمعرفة فرق بحثية متعددة وانتهت دراساتها الي تحديد المناطق الامنة والمناطق الاكثر خطرا ووسائل الاستفادة من مياه السيول من سدود وهرابات ومشروعات حماية للطرق والنشات حيث انتهت هذه الدراسات الي توصيات محددة في مناطق »الغردقة - سفاجا - القصير- مرسي علم - راس بيناس - شرق سوهاج« ومازالت نتائج هذه الدراسات حبيسة الادراج ولا يوجد حتي الآن اية نوايا لاستخدامها. تمثل منطقة حلايب وشلاتين وابو رماد منطقة كبيرة المساحة علي خريطة مصر ومع ذلك ورغم اهميتها الاستراتيجية لمصر غير انها لم تحظ باهتمام تنموي مناسب رغم العديد من الدراسات علي المياه الجوفية وامكانيات تواجدها بما يكفي لبدء انشطة زراعية وغيرها انها منطقة يجب طرحها علي خريطة التنمية والتعمير في مصر. ان اهم موارد التنمية في الصحراء الشرقية المصرية هي ما تملكه من موارد طبيعية وتعدينية فأغلب الموارد التنموية تتواجد في صخورها وتحت اراضيها فهناك مناجم الفوسفات ومناجم الذهب ومناجم الحديد شرق اسوان، كما ان الاستثمار الامثل لساحل البحر الاحمر من موانيء ومناطق سياحية واعدة تحتاج الي تقييم مستمر - ان اهمية الصحراء الشرقية لمصر تتمثل فيما يمكن ان تقدمه محافظات الصعيد شرقا باعتبارها ظهيرا صحراويا شاسع المساحة وان استثمار هذا الظهير كما هو حادث في مدن شرق بني سويف - شرق المنيا - شرق اسيوط- شرق سوهاج - شرق اسوان سوف يؤدي الي تخفيف الكثافة السكانية علي مدن الصعيد ويخفف من عبء الاقبال علي القاهرة بحثا عن فرص عمل - ان ما تقوم به الدولة من تغيير الطرق العرضية للوصل بين وادي النيل ومدن الصعيد والبحر الاحمر هو عمل ممتاز سوف يؤدي إلي اعطاء المزيد من الفرص للتنمية خاصة وسط الصحراء الشرقية وعبر دروبها وهي مناطق هامة للتوسع حتي تنتهي العزلة بين مدن وادي النيل وساحل البحر الاحمر واتساع مجالات التنمية والتعمير وفتح مجالات العمل علي هذه المحاور. ان ادراج الصحراء الشرقية علي خريطة التنمية والتعمير سوف يساهم في رخاء الشعب المصري وتلبية طموحات المصريين في الانتشار علي جميع مساحة مصر بدلا من التكدس حول مجري نهر النيل والدلتا.