اخطأ كما تشاء. دمر كما تشاء. اتخذ قرارات وتراجع عنها كما تشاء. تولي منصباً وانت غير أهل له كما تشاء. انصب كما تشاء. استولي علي أموال وأراضي الدولة كما تشاء ارتكب من المخالفات كما تشاء. اشتم كما تشاء. لوث سمعة الآخرين كما تشاء. زور كما تشاء. افعل ما شئت فالحساب والعقاب غير وارد- الإ في الآخرة- فيكفي أن تعتذر أو تتصالح أو بحد أقصي تستقيل إن كنت مسئولا. كم من الجرائم ارتكبت في حق الشعب وأهدار حقنا في اموال نهبت وتم تهريبها للخارج وعاد اصحابها وتصالحوا مع الدولة وعفا الله عما سلف. كم من مخالفات ارتكبت في مبان ذات أدوار مخالفة أو بنيت علي أراض زراعية أو استولي عليها واضعو اليد وتصالحت معهم الدولة مقابل ملاليم في حين انهم اهدروا ثروة زراعية بملايين أو تسببوا في انهيار عقار علي رؤوس ساكنيه وتصالحت معهم الدولة. كم من مواطنين تلوثت سمعتهم- بقصد أو دون قصد- ولم يأخذوا حقهم سوي بكلمة اعتذار. كم من مسئول ارتكب في حق الشعب اخطاء جسيمة وراح ضحية اهماله وجهله واستهتاره قتلي ومشردون وخسائر بالملايين ولم يأخذ الشعب سوي استقالة شفوية أو مكتوبة وهذا ما حدث مع محافظ الاسكندرية هاني المسيري الذي بح صوت الإعلام في انه لا يصلح لهذا المكان وان يكون محافظا لعروس البحر المتوسط وان أداءه منذ ان تولي لا يعكس مسئولية أو قدرة علي شغل هذا المنصب. وكان مصير الشعب معه في النهاية انه استقال دون محاسبة أو محاكمة وعقاب. الشعب لم يكن مسئولا عن الاختيار الخطأ لهذا المحافظ والشعب هو الذي تكبد الخسارة في الأموال والأرواح والمنشآت وتعطيل العمل وهو الذي تكبد حتي التعويضات -حتي ولو كانت هزيلة- التي تم صرفها للضحايا وهو الذي تحمل نفقات الإصلاح وهو الذي تحمل إهدار ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة ونحن في أمس الحاجة لقطرة ماء. لابد من اصدار قانون لمحاسبة المسئولين المخطئين ولا يتم الاكتفاء بقبول الاستقالة. الفساد ليس سرقة فقط، ولكن اختيار الشخص غير المناسب أول البليد لتولي مسئولية أي موقع فساد، التستر علي الفاشلين فساد، عدم الاستفادة من الامكانيات المتاحة فساد، ترك المخطئين في حق المجتمع والشعب فساد، التصالح مع المخالفين أيضا فساد. محاربة الفساد بكل صوره وفي كل مكان مسئوليتنا جميعا. آخر كلمة : الاعتذار والاستقالة اعتراف بالخطأ والاعتراف سيد الأدلة. حاكموا المخطئين وبأثر رجعي. ولا تفرطوا في حق الشعب.