مراكب البركة جاهزة لافتتاح موسم صيد البط بدأت البرك التابعة لنوادي الصيد بالشرقية استعداداتها لافتتاح موسم صيد البط والذي يبدأ في الجمعة الأولي من ديسمبر القادم.. الصيادون ينهون تسلم دفعات الخرطوش من نوادي الصيد لأسلحتهم المرخصة.. خفر البرك يقومون بملء الأحواض بالمياه طبقاً لمنسوب المياه في كل بركة بالتنسيق مع أجهزة الري بمناطق الصيد.. «الشكايرية» بدأوا بتنظيف «اللبد» واستخراج الخيالات من مخازن استراحات البرك.. وتنتشر في محافظاتالشرقية والاسماعيلية وبورسعيد عدد من برك صيد البط البري وهي النصر «العمياء سابقاً» وعنان ومحيشر واكياد وبركة البعالوه في التل الكبير وسهل الطنية ببورسعيد ويعتبر الشكايري هو همزة الوصل في هذه الهواية بين الصياد وعملية الصيد. والشكايري مهنة «مصرية» قديمة قد لا يعرفها الكثيرون وتنسب إلي «الشيكارة» التي تضم «الخيالات» وهو البط البلاستيك الذي يشبه البط البري المهاجر من شمال أوروبا لشمال افريقيا ويقوم الشكايري بوضع هذه الخيالات في المركب الصغير بعد ان يركب صياد البط حاملاً سلاحه الخرطوش وكميات الخرطوش قد تتعدي 300 طلقة ليقوم بتوصيله إلي «اللبدة» وهي المكان الذي يختبيء به الصياد وتكون عبارة عن صندوق من الحديد به أماكن وأرفف لوضع البنادق والخرطوش وبه كرسي منخفض ليجلس عليه الصياد وقد تكون لبدة بدائية من الجريد والخوص وقش الأرز، المهم ألا يظهر الصياد عندما يجلس أو يقف فيها وبعد أن يختبيء الصياد يقوم الشكايري بفرد الخيالات بعد التأكد من سلامة الخيط وقطع الرصاص المربوطة بها. أبوعبدالله الرويشدي «27 سنة» من عرب المساعيد بمنطقة الصالحية بالشرقية ويقول: أعمل في مهنة الشكايرية منذ أكثر من 7 سنوات وورثتها عن والدي أبدأ عملي وبالتحديد مع صياد يدعي فواز الطحاوي وسط البرد الشديد في جمعة الافتتاح واستمر طوال الموسم الذي يمتد من بداية شهر ديسمبر في منتصف مارس من كل عام حيث أتجمع أنا وزملائي مساء كل يوم خميس في بركة عنان التابعة لمحافظة الشرقية بإشراف عضو نادي الصيد المصري المهندس حازم الريس وهو من قدامي صيادي البط علي مستوي الجمهورية، ويأتي الأعضاء من القاهرة ويبيتون ليلتهم في استراحة البركة، ويتم ابلاغ كل شكايري باسم الصياد ورقم اللبدة التي سينزل بها بعد إجراء «قرعة اللبدة» الاسبوعية، وقد يهمس الشكايري لزميله أنا نازل لبدة رقم كذا لأنه يعرف اللبدة التي يأتي لها البط دون غيرها نظراً لكثرة كميات الأعلاف التي يتم وضعها للبط بالقرب منها، ويقوم الشكايري بوضع الأعلاف قبل الموسم وتكون عبارة عن الأرز الدنيبة والشعير، ويقوم الشكايري بعد ذلك بالركوب مع العضو في سيارة الدفع الرباعي المجهزة للسير في مناطق الطين والوحل للوصول إلي أقرب مكان من اللبدة، ويكون ذلك بعد الفجر مباشرة ليركن السيارة ويواصل الرويشدي: يحمل الصياد البندقية والخرطوش وأحمل أنا شيكارة الخيالات الثقيلة والتي قد تضم 50 من مختلف أنواع خيالات البط ونركب المركب معاً وعند الوصول إلي اللبدة أقوم بفرد الخيالات حولها بطريقة تجذب البط وهو يحلق في السماء.. وبعد ذلك نختبيء انتظاراً لخرطوشة الافتتاح المتفق عليها وعند هذه اللحظة يبدأ الصيد ليطير البط فوق البركة ويأتي من البرك المجاورة ويقوم الشكايري المختبيء تحت الأشجار بتقليد أصوات البط حسب نوعه ليهبط من السماء منجذباً إلي الخيالات وأصوات الشكايرية وأجهزة الصيادين ليقع في الفخ وعند هذه اللحظة يأتي دور الصياد ليصوب بندقيته علي الطيور لتسقط البطة تلو الأخري ويستمر التشجيع بكلمات برافو - عاش - عااافية وتحتدم المنافسة والسباق بين الصيادين، ومن يصطاد عدداً أكبر يكون هو الفائز، كما يكون لنوع البندقية وعيار الخرطوش عاملاً كبيراً في حسم هذه المنافسة وتستمر هذه المباراة إلي قرب صلاة الجمعة وقد تمتد إلي حمرة الشمس في الغروب. ويقول الرويشدي: انه كان يسمع انه كان هناك منافسة بين الأعضاء القدامي في هذه الهواية والسفراء الأجانب وأنه كان هناك لبدة للملك فاروق في بركة العباسة بأبوحماد وأنه كان صياداً ماهراً باعتراف الأجانب قبل المصريين بالإضافة إلي لبدة للرئيس الراحل أنور السادات ببركة محيشر بمنطقة أكياد بالشرقية أيضاً.