نعرض في هذا المقال ظروف تواجد المياه الجوفية بشبه جزيرة سيناء وإمكانية مساهمة هذا المخزون الجوفي لسيناء في خدمة سياسات التنمية والتعمير بها لكننا في البداية نقول ان سيناء الهامة جداً لسلامة وأمن مصر باعتبارها امتداداً طبيعياً وعمقاً إستراتيجياً لها إلا انها وحتي الان لا تلقي اهتماماً بقدر أهميتها نعم لقد تم تنفيذ مشروعات هامة لكنها لا تتواءم مع قدر أهمية سيناء من حيث التوزيع والانتشار الضامن لسلامتها وأمنها وإذا تحدثنا عن مخزون المياه الجوفية تحت شبه جزيرة سيناء باعتباره أهم مقومات التنمية والتعمير نستطيع ان نؤكد ان الدراسات الكثيرة والأعمال العلمية والهندسية المتوافرة عن إمكانات المياه الجوفية بشبه جزيرة سيناء وتوصلت الي الاتي: 1- أن منطقة السهل الساحلي الشمالي تضم مجموعة من المستودعات الجوفية هي مستودعات الكثبان الرملية والرواسب الشاطئية وكذلك رواسب طبقة الكركار الشهيرة التي تمتد تحت العريش ورفح المصرية ورفح الفلسطينية وجميعها مستودعات متفاوتة الامكانات بين محدودة (الكثبان الرملية) وكبيرة في (رواسب الكركار) والتي تمتاز بعمق قليل وسمك متوسط ومن المعروف ان أغلب الزراعات في منطقة وادي العريش وكذلك في الشيخ زويد تتغذي علي المياه الجوفية القادمة من ناتج تسرب مياه السيول والأمطار علي سطح حوض وادي العريش الضخم (21 الف كم2) وأن المياه الجوفية ذات ملوحة معقولة تتراوح بين 005 - 0083 جزء في المليون. 2- ان هناك مستودعات مائية في مناطق غرندل ومنطقة عيون موسي - وسدر وادي فيران وكذلك مناطق بشرق سيناء تمتد بين القسيمة حتي منطقة عريف الناقة شرق سيناء وكذلك مستودعات قليلة العمق في بعض مناطق وسط سيناء في منطقة نخل - الحسنة وعلي الساحل الشرقي لخليج السويس ما بين قطيفة ووادي غرندل. 3- تتواجد مستودعات مياه جوفية في صخور الطباشير العليا تحت معظم أجزاء سيناء منها المناطق الممتدة بين هضبتي العجمة والتية جنوب ووسط سيناء حتي محور جبل الحلال - جبل المغارة شمالا وأن مياه هذا المستودع متوسطة العمق (08 - 002م) في آبار شعيرة - التمد - الحسنة - بئر وادي العمرو - بئر المقطبة وتعتبر مناطق وسط سيناء من أفضل المواقع لتواجد المياه الجوفية خاصة منطقة (الحسنة - جفجافة - طلعة البدن) من حيث الكمية كما ان ملوحتها تتراوح بين 0051 - 0005 جزء في المليون وهي ملوحة مقبولة في ظل ظروف منطقة وسط سيناء. أما في صخور الطباشير السفلي فقد أمكن إكتشاف مياه جوفية في وادي فيران بسمك متوسط (002م) وملوحة متوسطة 008 جزء في المليون وفي وادي وتير بعمق 006م وملوحة تصل الي 0051 جزء في المليون وهي ملوحة مقبولة وكذلك تتواجد المياه الجوفية في منطقة البروك وجبل المنشرح وغيرها من وسط سيناء. كما تتواجد المياه الجوفية في مستودعات أعمق في مناطق عيون موسي شرق القناة وجبل المغارة وسط سيناء وكذلك تحت وادي الجرافي ومنطقة الكونتلا علي الحدود مع إسرائيل بكميات متفاوتة ونوع كيميائي معقول ان الغرض من هذا العرض هو توضيح مدي إنتشار تواجدات المياه الجوفية تحت مناطق متعددة من شبه جزيرة سيناء وعلي امتدادها الجغرافي وان هذه التواجدات رغم تفاوت كمياتها ونوعيتها فإنها تواجدات مشجعة للتنمية والتعمير بشبه جزيرة سيناء ولكنها تحتاج الي تفاصيل أكثر في حالة الشروع لبدء مشروعات تنمية لسيناء خاصة منطقة وسط سيناء والمهملة حتي الان طبقا لنوع المشروع وعلي سبيل المثال فأن المياه الجوفية بشبه جزيرة سيناء يمكن ان تساعد علي تنفيذ سياسات تنموية في مجال الزراعة في أماكن محددة منها وادي العريش - رفح شمال سيناء - منطقة الحسنه - نخل - صدر الحيطان في وسط سيناء - المنطقة بين هضبتي العجمة والتية - سهل القاع بجنوبسيناء. كما أنها تساعد علي البدء في مشروعات تنمية معدنية في مناطق تواجد الخامات المعدنية والمحاجر والأنشطة الصناعية التي يمكن ان تقوم علي هذه الخامات وكذلك توظيفها في خدمة المشروعات البترولية والسياحية وغيرها. إن سيناء مهيأة للتنمية بإمكاناتها الطبيعية وأن تنميتها وتعميرها سوف يساهم في مشروعات إعادة توزيع السكان ليس من منطلق أهميتها الاستراتيجية فقط لحماية حدود مصر ولكن في استيعاب المصريين إذا ما تم تنفيذ المخططات الاستراتيجية التي تقدمت بها العديد من الجهات وأعلنت عنها الحكومة في مناسبات متكررة في احتفالات أعياد تحرير سيناء ولنا أن نتوقع ان يكون الاحتفال الاكبر هو شر التنمية والتعمير علي ربوع سيناء شمالا ووسطاً وجنوباً في ضوء إمكانات المياه سواء منها السطحية المنقولة عبر ترعة السلام أو مشروع ترعة الصباح أو المياه الجوفية علي نحو ما ذكرنا.